8 سنوات على تحرير حضرموت من تنظيم القاعدة

“بالنخبه_حضرموت_تنتصر”.. وسم انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، احتفاءً بالذكرى الثامنة لتحرير ساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.

وحسب نشطاء يمنيون، أن تحرير مدن ساحل حضرموت يؤكد  نبذ المناطق الجنوبية للتطرف والإرهاب. مشيدين بتضحيات قوات النخبة الحضرمية ودعم وإشراف دولة الإمارات، خلال عملية تحرير المدينة، وهي المناطق التي لطالما حاول تنظيم القاعدة أن يتغنى بالحواضن فيها كما كشفت وثائق أبوت آباد.

خريطة محافظة “حضر موت” في اليمن

في أبريل 2016، جرت معركة تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهي المعركة التي تم التحضير لها جيدًا، عبر تشكيل قوة من أبناء المحافظة مدعومة بوحدات عسكرية جنوبية محترفة، وتسليحها وتموينها وتدريبها في مناطق صحراء المدينة (رماه وثمود) والهضبة قبل عدة أشهر من بدء المعركة.

ووضع عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن، فرج سالمين البحسني وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة صالح عبود العمقي، صباح الأربعاء بالمكلا، إكليلاً من الورود على ضريح الجندي المجهول بالنصب التذكاري وساحة شهداء حضرموت.

وقال قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن بارجاش إن “حالة الاستقرار التي يعيشها ساحل حضرموت، ثمرة تضحيات الشهداء الأبطال”، مجددا العهد بمواصلة التضحيات من أجل الحفاظ على تراب حضرموت ووفاء للشهداء وذويهم، مثمناً دور قوات دول التحالف العربي في عملية التحرير بقيادة السعودية ودولة الإمارات.

تفاصيل المعركة

أُعدت خطة الهجوم على معاقل “القاعدة” في “المكلا” من ثلاثة محاور، الأول من “الضبة” ميناء تصدير الزيت، والثاني باتجاه عقبة “عبد الله غريب” وصولاً إلى مطار الريان، والثالث الجهة القبلية إلى “جول مسحه” على مشارف مدينة المكلا، وقبل العملية بيوم واحد شن طيران التحالف العربي (السعودية والإمارات) غارات جوية مكثفة في الليلة الأولى على معسكرات القاعدة في ساحل حضرموت.

وفي صبيحة اليوم التالي 24 أبريل 2016، اقتحمت قوات النخبة الحضرمية من جميع الاتجاهات مدينة المكلا بغطاء من الطيران، لحسم المعركة.

تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية بدعم جوي وبحري من قوات التحالف العربي التوغل إلى أطراف مدينة المكلا، على رأس قوة عسكرية ضخمة انتشرت في عدة اتجاهات بأطراف المدينة استعدادا لتحرير المكلا من الإرهابيين.

وقالت مصادر -حينها- إن وصول قوات الجيش والمقاومة الجنوبية إلى أطراف مداخل المكلا جاء بعد ساعات من السيطرة الكاملة على مطار الريان عقب مواجهات مع عناصر تنظيم القاعدة التي كانت تسيطر على المطار منذ أكثر من عام.

"بالنخبة حضرموت تنتصر".. 8 سنوات على طرد القاعدة والانتصار على الإرهاب

وأسفرت سلسلة غارات جوية وبحرية شنتها قوات التحالف العربي على مواقع عناصر “أنصار الشريعة” جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب بمدينة المكلا حاضرة محافظة حضرموت، ومديريات الساحل التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ مطلع أبريل (نيسان) من عام 2015 إلى مصرع وإصابة العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي

وتقدمت قوات عسكرية ضخمة للتحالف العربي من عدد من معسكرات ومدن الوادي تضم أرتالا من الدبابات والمصفحات العسكرية من جهات عدة في طريقها باتجاه المكلا ومناطق الساحل مدعومة بإسناد جوي من طيران التحالف، ويقود الحملة العسكرية ضباط وقيادات عسكرية من أبناء محافظة حضرموت نفسها.

وجاءت تحركات القوات العسكرية باتجاه عاصمة المحافظة المكلا بعد ساعات من انطلاق غارات جوية، وأخرى بحرية لقوات التحالف العربي، استهدفت مواقع “أنصار الشريعة” جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب بينها مبنى المؤسسة الاقتصادية، ومركز بلفقيه الثقافي، ومبنى المنطقة العسكرية الأولى، والقصر الجمهوري، وإدارة المرور، وإدارة الحسبة بالغيل، وميناء الضبة، ومبنى المجلس المحلي، ومركزا الأمن بجول مسحة ومنطقة الريان.

واستأنفت طائرات التحالف العربي تنفيذ غارتها الجوية مستهدفة مواقع جديدة بالمكلا، لكن هذه المرة بصورة أعنف مما سبق؛ حيث بدأت الطائرات عمليات قصفها في الساعات الأولى من فجر الأحد 24 أبريل 2026، بعد ساعات من غارات جوية، مستهدفة عددًا من المواقع العسكرية التي يسيطر عليها التنظيم وأخرى مدنية كانت القاعدة تتخذها مقرات إدارية لها.

إشادات بالانتصارات

وأشاد عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني بالمواقف الإماراتية، والمشاركة الفعالة في تحقيق الانتصار على تنظيم القاعدة في 24 إبريل 2016م بساحل حضرموت.

وقال “البحسني” في منشور على منصة (X إكس): “‏نفتخر بقادة ظلّت بصمات الشجاعة والبسالة والتضحية والنصر شاهدة عليهم في الـ24 أبريل من العام 2016 شاهدة على بطولاتهم وما أبدوه من قوة وانتصار لحضرموت، نفتخر في كل ذكرى من تحرير ساحل حضرموت بقادة من القوات المسلحة الإماراتية”.

وأضاف: “على رأسهم قائد المهمة البطل مسلّم الراشدي، الذي كلفته القيادة الإماراتية بقيادة هذه المهمة وتحقيق النصر والذي كان يبذل قصارى جهده للوصول الى الهدف المطلوب، وقائد عملية التحرير أبو خليفة الذي أشرف على تنفيذ العملية والتخطيط لها بكل جدارة وإستحقاق”.

من ناحيته علق اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي على الذكرى الثامنة لتحرير ساحل حضرموت، مؤكدًا أن العملية العسكرية حققت نجاحات كبيرة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المكلا وساحل حضرموت.

وقال “بن بريك” في منشور على منصة (X إكس)، بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير ساحل حضرموت: “ثمان سنوات كاملة مرت علينا منذ استطاعت قواتنا الحضرمية الباسلة، بمساعدة الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تحرير المكلا وساحل حضرموت، أظهرت فيها قوات النخبة الحضرمية نجاحات باهرة، من خلال ملاحقة فلول قوى الإرهاب من داعش والقاعدة، وتأصيل الانسجام بينها وبين شرائح المجتمع الحضرمي، وإرساء دعائم الأمن في المكلا وساحل حضرموت، حتى غدت نموذجاً يجب التعلم منه لباقي المناطق الجنوبية”.

وأضاف: “لقد كانت عملية تحرير المكلا وساحل حضرموت في 24 أبريل من العام 2016م منطلقاً لمكافحة آفات دخيلة على مجتمعنا المدني الساعي إلى الاستقرار والتنمية. هنيئاً لشعبنا في حضرموت خاصة والجنوب عامة، بهذه النخبة الحضرمية البطلة، وهنيئاً لنا ولكم الانتصارات التي تحققت والتي سيتم تحقيقها في قادم الأيام”.

وحضرموت هي أكبر محافظات الجنوب مساحة بنحو 193 ألف كيلومتر مربع (حوالي نصف مساحة الجنوب)، وهي الأكثر إنتاجاً واحتياطاً للنفط، بالإضافة إلى امتلاكها ثروات سياحية ومعدنية وسمكية وزراعية وغيرها وإرث تاريخي وحضاري ضارب جذوره في أعماق التاريخ.