أخبار الآن – متفرقات —
لا جدل في أن العلم هو معيار أساسيّ للنجاح، وقد تتوقف أحلام الكثيرين بالثراء والنجاح على المستوى التعليمي الذي وصلوا إليه. لكنه من المجحف حقاً أن يلجأ ملايين الطلاب حول العالم للحصول على قروض دراسية، للالتحاق بالجامعة، بالرغم أنّه بإمكانهم احتراف العديد من المهن من دون شهادة جامعية.
بالنسبة للبعض، يساعد الالتحاق بالجامعة على إنشاء شبكة من العلاقات الجديدة، والخروج من الانعزال والقوقعة، وبناء حياة اجتماعية مختلفة، والأهمّ الحصول على شهادة، تجعل منهم أفراداً ذوي قيمة في مجتمعاتهم. لكن من ناحية أخرى، ومع كل التطوّر الذي نشهده، بات بإمكان أي شخص أن ينطلق بمشروعه التجاري الخاص بغض النظر عن عمره، وعن المستوى التعليمي الذي وصل إليه.
الأكيد أن الإقدام على تأسيس مشروع خاص قبل التخرج من الجامعة، أو من دون الالتحاق بها، يشكل مخاطرة كبيرة. لكن 10 شخصيات من أهم رجال الأعمال في العالم، وأصحاب أضخم المشاريع الاستثمارية، حققوا أحلامهم الكبيرة بعد التخلّي عن هدف الحصول على شهادة جامعية.
بيل غيتس
مؤسس شركة مايكروسوفت، تكاد ثروته تلامس 80 مليار دولار، هو أثرى رجال العالم، وأنجح رجل أعمال لم يكمل دراسته الجامعية. ترك غيتس جامعة هارفرد العام 1975، بعد سنتين من التحاقه بها، ليؤسس شركة مايكروسوفت مع بول آلين، ويحقق حلمه.
حين منحته الجامعة الدكتوراه الفخرية العام 2007 على إنجازاته اللامعة، قال غيتس: "بالرغم من أنني تركت الجامعة وكنت محظوظاً بتأسيس عملي في مجال البرمجة، يبقى الحصول على شهادة جامعية مساراً أكثر ثباتاً للنجاح". يندم غيتس على عدم تخرجه من الجامعة، بالرغم من أنه تمتع بذكاء مبهر أوصله للدراسة في هارفرد، الجامعة الأصعب منالاً في العالم. هو إذاً ليس رجلاً "محظوظاً"، بل رجل ذكي ومبدع، لم يمنعه عدم تخرجه من الجامعة من تحقيق كل أهدافه.
ستيف جوبز
بعد فصل دراسيّ واحد قضاه في جامعة ريد في ولاية أوريغون الأميركية، ترك جوبز الجامعة في سنّ التاسعة عشرة. وبعد مهمة صغيرة أنجزها في شركة أتاري، سافر إلى الهند ليستلهم هناك الطقوس الروحية البوذية.
في العام 1976، أسس جوبز مع زميله الذي ترك الدراسة أيضاً، ستيف وزنياك، شركة آبل في مرآب منزل والده. ومن تجميع وبيع الحواسيب، إلى أضخم شركة إلكترونيات في العالم، وصلت ثروة جوبز إلى 11 مليار دولار قبل وفاته العام 2011.
عكس غيتس، لم يندم جوبز على تركه الجامعة، وعندما سُئل عن السبب أجاب: "بعد ستة أشهر لم أجد لها قيمة. لم يكن لدي تصور بعد عن الهدف الذي أريد تحقيقه في حياتي، ولا عن فائدة الجامعة في تحقيق هذا الهدف. كما أنني كنت أنفق كل ما ادخره والداي طوال حياتهما، لذلك قررت التوقف. كان الأمر مخيفاً حينها، لكنني أرى الآن أنه من أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي".
مارك زوكربرغ
في خريف العام 2005، أبلغ مؤسس فيسبوك، جامعة هارفرد، بأنه لن يستكمل دراسته فيها. ترك زوكريرغ الجامعة رافضاً كل عروض الشركات الكبيرة الموجهة إليه للعمل لديها، لينجز مشروعه thefacebook.com الذي تحوّل خلال سنوات قليلة إلى أشهر موقع إلكتروني في العالم.
اليوم، تبلغ كلفة الاستغناء عن التعليم في هارفرد هي 34 دولاراً فقط، أما ما أسسه زوكربرغ، فتقدّر قيمته بنحو 200 مليار دولار.
لاري أليسون
يمكن اعتبار قصة حياته من أعظم قصص الفقراء الذين تحولوا إلى أغنياء في العالم. عاش أليسون طفولة فقيرة جداً، وطرد من جامعة إيلينوي في سنته الأولى. لكنه لم يستسلم، فانتقل إلى جامعة شيكاغو قبل أن يطرد منها أيضاً بعد فصل دراسي واحد فقط.
بعد فشله الكبير في الدراسة، انتقل أليسون إلى كاليفورنيا، واستمر عدة سنوات بالتنقل للعمل بين شركة وأخرى، ليكتشف هوسه وبراعته في البرمجة، وينجح العام 1977 في تأسيس شركة Oracle، واحدة من أهم شركات البرمجة في العالم، لتصل ثروته إلى 50 مليار دولار.
جاك دورسي
الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي اثنتين من أهم الشركات في العالم، تويتر وسكوير. ترك دورسي، المولع بالبرمجة، جامعة نيويورك العام 1999، ليتنقل بين وظائف عديدة. لكن انتهى به الأمر أخيراً سنة 2006 بالعمل لدى شركة "أوديو" للبرمجة، واقترح على مالك الشركة أن ينفذ خدمة، يتمكّن من خلالها الناس من كتابة جملة أو جملتين عن أنفسهم عبر لوحة مفاتيح الهاتف الخاص بهم.
وبالفعل أعجب إيان ويليامز، مالك الشركة، بفكرة دورسي، وعيّنه رئيساً لمجلس إدارة الشركة الجديدة التي حملت لاحقاً اسم تويتر. وبعد مرور سنوات قليلة على تأسيسها، أضحت تويتر واحدةً من أكثر منصّات التواصل الاجتماعي شهرةً، ووصلت ثروة دورسي إلى 1.12 مليار دولار.
رايتشل راي
بعد تخرجها من الثانوية العام 1986، التحقت راي بالجامعة لدراسة الأدب وعلوم التواصل. وبعد سنتين فقط، قررت اعتزال الدراسة لأنها ملّتها، وتوجهت إلى تقديم البرامج التلفزيونية. واليوم، أصبحت سيدة أعمال وكاتبة ومذيعة محترفة، تلبغ ثروتها 60 مليون دولار.
جون ماكاي
في العام 1978، كان جون ماكاي طالب فلسفة وعلوم دينية في جامعة تكساس في أوستن. بعدما التقى بشريكة حياته، أصبح نباتياً مثلها، فتركا الجامعة معاً وافتتحا سوبر ماركت SaferWay، وهي أوّل سوبرماركت نباتية في ولاية أوستن. وقد توسعت لتصبح 30 محلاً تجارياً لبيع الأطعمة بالتجزئة، وبلغت ثروته 100 مليون دولار.
راسل سيمونز
ترك سيمونز جامعة مدينة نيويورك ليعمل مدير أعمال وتسويق لعدد من الموسيقيين المحليين، بعدما تعرف إليهم في الجامعة.
عام 1984، أسس Def Jam Recordings، الذي شكّل انطلاقة امبراطوريته في عالم الهيب هوب، وتحوّل إلى أهم منتجي الموسيقى في أميركا. ومنذ ذلك الحين، ومع النجاح الكبير الذي حققه سيمونز، تمكن من تأسيس مجلة ومتجر ضخم للملابس ووكالة إعلان ومركز لرياضة اليوغا.
وفي العام 1999 باع شركته الموسيقية مقابل 100 مليون دولار، ثم متجر الملابس بـ140 مليون دولار.
مايكل ديل
التحق ديل بجامعة تكساس في العام 1983، لكنه فضّل قضاء معظم وقته في سكنه الجامعي لتطوير وبيع أجهزة الكمبيوتر، بدل حضور صفوفه. وبعمر التاسعة عشرة، ترك الجامعة ليؤسس أول شركة له PCs Ltd، التي أصبحت شركة Dell Computer Corp سنة 1987.
ومنذ العام 1992 أصبح ديل أصغر المديرين التنفيذيين في قائمة أثرى 500 شخص في العالم، بثروة تقدّر بنحو 20 مليار دولار.
جان كوم
دفعه عمله في شركة ياهو إلى ترك الجامعة التي كان يدرس فيها الرياضيات وهندسة الكمبيوتر. وبعد 9 سنوات أمضاها في الشركة، نجح في ابتكار تطبيق واتساب الشهير للمراسلة. ومع شراء شركة فيسبوك للتطبيق عام 2014، وصلت ثروة كوم إلى 6.8 مليار دولار.