أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (وام)

اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء ،، بصفته حاكماً لإمارة دبي، رفع الطاقة الاستيعابية للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى ثلاثة أضعاف حجمها الحالي، وذلك في إطار حرصه على تأكيد الدور المحوري لدولة الإمارات في دعم جهود العمل الإنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي وتوفير مزيد من الدعم اللوجستي للمنظمات والهيئات الدولية العاملة في مجال تقديم المعونات والمواد الإغاثية للمتضررين من جراء النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية في مختلف أنحاء العالم.

وقد أمر الشيخ محمد  بإضافة مساحة جديدة إلى مستودعات المدينة العالمية للخدمات الإنسانية قدرها 300 ألف قدم مربعة بما يدعم قدرة شركاء المدينة من المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية الناشطة في مجال العمل الإغاثي للقيام بواجبها الإنساني على الوجه الأكمل، وتمكينها من تخزين السلع الغذائية والتموينية وغيرها من المتطلبات الأساسية التي يتم توفيرها لأفراد وأسر تقطعت بهم السبل في مواجهة ظروف استثنائية من أجل تخفيف وطأة المعاناة عن كاهلهم، تأكيداً لحرص دولة الإمارات على مواصلة دورها الإنساني ومعاونة كافة الجهود الرامية إلى التخفيف من معاناة الضعفاء ومنحهم أملاً جديداً في الحياة.

ويواكب الأمر السامي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الزيادة الكبيرة في الطلب على خدمات المدينة من قِبَل شركائها من المنظمات والهيئات الدولية التي تشكل الغالبية العظمي من الجهات العالمية الناشطة في هذا المجال، في ضوء زيادة حدة التوترات والصراعات الإقليمية والنزاعات المسلحة في مناطق مختلفة من العالم والتي تمثل عبئاً كبيراً على تلك الجهات التي تعمل أيضا في مجال دعم ضحايا الكوارث الطبيعية ما ساهم في ارتفاع منحنى الطلب على خدمات المدينة التي أخذت على عاقتها ومنذ تأسيسها مسؤولية توفير كافة إمكانات الدعم الممكنة التي تعين تلك الجهات على تقديم يد العون للضعفاء الذين يواجهون ظروفاً صعبة جراء صراعات أو كوراث طبيعية أو أزمات من صنع الإنسان.

وتأتي هذه اللفتة في الوقت الذي تشتد فيه حدة الأوضاع في مناطق مختلفة من العالم منها ما هو إقليمي مثل سوريا واليمن ومنها ما هو في مناطق بعيدة مثل أفغانستان في آسيا ونيجيريا في أفريقيا وغيرها من النقاط الساخنة حول العالم والتي أدت في مجملها إلى تشريد ما يزيد على 65 مليون إنسان؛ الأمر الذي انعكس بدوره على زيادة الطلب على المعونات الإنسانية بصورة هائلة خلال السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك المؤن الأساسية من خيام ومواد غذائية وإمدادات طبية وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي تعين هؤلاء النازحين على مواجهة ظروفهم بالغة الصعوبة، حيث بلغت مستويات الطلب على الخدمات الإنسانية أعلى معدلاتها منذ الحرب العالمية الثانية ما يزيد بدوره الحاجة إلى مستودعات التخزين والخدمات اللوجستية لتلبية منحنى الطلب الآخذ في الارتفاع.

وستمكِّن التوسعة الجديدة شركاء المدينة العالمية للخدمات الإنسانية من ترتيب أوضاعهم بصورة ملائمة بما يدعم قدرتهم على التحرك السريع لتوجيه إمدادات الإغاثة بالأسلوب الأمثل وبأعلى كفاءة ممكنة إلى المناطق التي قد يتعرض سكانها للأوبئة أو غيرها من الكوارث الطبيعية أو تلك المناطق التي تشتعل فيها الحروب أو النزاعات المسلحة، كما ستتيح التوسعة الفرصة لشركاء المدينة من رفع كفاءة طواقم الإغاثة التابعة لها من خلال عمليات التدريب المستمرة التي تؤكد قدرة تلك الطواقم على الاستجابة بسرعة وفعالية للحالات الطارئة.

وتعتبر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية والتي تأسست في العام 2003 بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أكبر مركز لوجستي في العالم لدعم أعمال الإغاثة الإنسانية وتقديم المعونات الطارئة، وتمارس دورها الحيوي بالشراكة مع تسعة من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة إضافة إلى 50 جهة أخرى تتنوع بين المنظمات الأهلية غير الحكومية وشركات ومؤسسات الأعمال العاملة في قطاع المعونات.

وكانت المدينة قد شهدت توسعة كبيرة في العام 2011 عند انتقالها إلى مقرها الحالي في "مدينة دبي الصناعية" بالقرب من "ميناء جبل علي" و"مطار آل مكتوم"، وهو الموقع الذي يشكل قيمة مضافة كبيرة للمدينة في سرعة تحريك مواد الإغاثة سواء بحراً أو المنقولة جواً، حيث تم توسعة المدينة آنذاك إلى ثلاثة أضعاف مساحتها السابقة، ليأتي اليوم الأمر السامي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتمتد المدينة إلى ثلاثة أضعاف حجمها الحالي.

ويذكر للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية أنها لعبت انطلاقاً من مقرها في دبي دوراً محورياً في دعم جهود الإغاثة الدولية التي تُقدَّر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، وساهمت في تقديم يد العون لمجتمعات تفصلها عن الإمارات آلاف الأميال مثل هايتي الواقعة في البحر الكاريبي وجزر فانواتا الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، فضلاً عن دور المدينة في تعجيل تقديم المساعدات إلى نقاط عدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في الوقت الذي تساهم فيه المدينة أيضاً في الاقتصاد المحلي إذ بلغ حجم مشتريات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من مواد الإغاثة خلال العام 2016 نحو 337 مليون درهم.

 

إقرأ أيضاً

دبي تحافظ على جاذبيتها للاستثمارات وتستقطب 16800 شركة جديدة في 2016

أكثر من 111 بليون دولار قيمة الاستثمارات الأجنبية التراكمية في الإمارات