هناك “حاجة ملحة” لتطوير المزيد من أصناف القهوة المقاومة للمناخ
القهوة محصول يحتاج عناية خاصة، والقهوة العربية هي النوع الأكثر شعبية على وجه الخصوص، لكن للأسف يشكل أزمة المناخ تهديدا كبيرا لتجارة القهوة وللمزارعين.
لكي تنمو محاصيل البن بشكل سليم، تحتاج إلى مستويات معينة من الحرارة والضوء والرطوبة، وهذه الشروط مستوفاة إلى حد كبير في الوقت الحالي، لكنها قد تتغير خلال الفترة المقبلة.
هناك تحذيرات من أنه بحلول عام 2050، فإن ارتفاع درجات الحرارة سيقلص المساحة المناسبة لزراعة القهوة بنسبة تصل إلى 50%”.
حاجة ملحة
قال ميغيل جوميز، أستاذ تسويق الأغذية في كلية دايسون للاقتصاد التطبيقي والإدارة في كورنيل، إنه بالنسبة للقهوة العربية، هناك “حاجة ملحة” لتطوير المزيد من الأصناف المقاومة للمناخ.
وأوضح أن نباتات أرابيكا الحالية “ليست مقاومة للإجهاد المائي، فهي أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل صدأ الأوراق … التي توجد عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة بشكل غير عادي”.
وقال: “لا يوجد حل سحري لإصلاح أزمة المناخ بالنسبة للمزارعين، فالطبيعة تتغير بشكل أسرع من العلوم المختبرية”.
سلالات جديدة
لذلك، تحاول العديد من المختبرات خلق سلالات جديدة، لكن يقول العلماء إن السلالات التي تم تحسينها لتزدهر في ظروف معينة قد تتعثر في ظروف أخرى، وبالتالي قد يكون الحل ناجحًا في الوقت الحالي، ولكن ليس على المدى الطويل.
أحد أكثر الأمراض إصابة للقهوة نتيجة أزمة المناخ، هو صدأ الأوراق، لذلك يعمل العلماء على خلق قهوة جديدة مقاومة لصدأ الأوراق، لذا، تعمل شركة ستاربكس، التي تقول إنها تشتري حوالي 3% من إجمالي أنواع القهوة في العالم، على تطوير أصناف جديدة من قهوة أرابيكا يتم زراعتها خصيصًا لتصمد بشكل أفضل أمام الحرارة.
لأكثر من 10 سنوات، كان المهندسون الزراعيون في ستاربكس يقومون بتربية أنواع مختلفة من أشجار البن، في محاولة للعثور على أنواع تنتج كمية كبيرة من القهوة في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، بالإضافة لمقاومة صدأ أوراق القهوة.
وبعد مزاوجة مئات الأصناف، توصلت الشركة إلى ستة أصناف تفي بمعايير الشركة فيما يتعلق بالطعم والنكهة، يصنع أحدهما القهوة بنكهات البطيخ والعسل وقصب السكر، بينما يتميز الآخر بنكهة الحمضيات والأعشاب والزهور.
تعتمد شركة ستاربكس، التي تمتلك ما يقرب من 36 ألف موقع في جميع أنحاء العالم، بشكل كبير على المزارعين – فهي تشتري من حوالي 400 ألف مزارع في 30 دولة. وهم، إلى جانب مزارعي البن الآخرين في جميع أنحاء العالم، يكافحون من أجل التكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري.
محاولات للإنقاذ
وبطبيعة الحال، القهوة ليست المحصول الوحيد الذي يهدده أزمة المناخ. يمكن للجفاف أو التجمد أو الأمطار الغزيرة أن تدمر غلات المنتجات الزراعية من الكاكاو إلى العنب.
ولا يمكن التنبؤ بالطقس المتطرف، مما يجعل من الصعب على المزارعين التخطيط لهذه التغييرات بفعالية.
لكن القهوة العربية، وهي النوع الوحيد الذي تستخدمه ستاربكس، معرضة للخطر بشكل خاص.
قد تكون شجرة القهوة المقاومة للصدأ خيارًا جذابًا للمزارعين، لكن هذا لن يحل المشكلات العديدة التي يفرضها أزمة المناخ، كما حذرت مونيكا فيرل، كبيرة مستشاري برنامج القهوة التابع لمنظمة التجارة العادلة الدولية.
تعتقد فيرل أنه لكي تكون القهوة مستدامة، يجب أن يكون هناك تحول بعيدًا عن نموذج مزرعة القهوة الصناعية. وقالت: “نحن بحاجة إلى إعادة القهوة إلى جذورها في الغابات”، لتعزيز النظام البيئي الصحي.
في عام 2021، التزمت ستاربكس بالاستثمار في حماية الغابات واستعادتها، ووضع أهداف أخرى متعلقة بالمناخ. ووصف بيرنز برنامج التربية الخاص بالشركة بأنه عملية “مستمرة”، قائلاً إن الشركة ستواصل تجربة أصناف جديدة للتكيف مع أزمة المناخ.
ووزعت ستاربكس ثلاثة ملايين بذرة سنويا على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقا للشركة.
وبالإضافة إلى البذور، قامت ستاربكس بتوزيع حوالي 70 مليون شجرة قهوة مقاومة للصدأ على المزارعين، كجزء من هدفها المتمثل في توزيع 100 مليون شجرة بحلول عام 2025.