أخبار الآن | دمشق – سوريا (نور حمزة)
لا يزال المتتبع للحالة الثقافية والفنية في دمشق يقف مذهولا أمام إصرار الكثير من الفنانين على المضي بصناعة الفن وترويج أفكار "دمشق بخير" تحت حكم النظام، في الوقت الذي يطالب الكثير من الناشطين المهتمين بالشأن الثقافي والفني في سورية، إيقاف كل ما يتعلق بمساعدة النظام وإعلامه على تصوير الحياة في عاصمة الأمويين المحتلة على أنها حياة لم يصبها أي سوء.
في هذا السياق، وفي دمشق القديمة، وتحديدا في "حارة اليهود"، قدم المخرج الشاب "علاء العالم" مسرحيته "لا مخرج" في "غاليري نصار" بحضور جكمهور محدود اقتصر على المهتمين، وسط انتقادات لا تزال تُوجَّه إلى الفنانين الذين يصرون على تسويق انتعاش العاصمة، حتى ولو كان الأمر بشكل غير مقصود ومخطط له!.
وبحسب مخرج المسرحية، في تصريح له، فإن عملية نقل للنص تمت إلى البيئة السورية بما يحاكي الأحداث الجارية في سورية منذ خمس سنوات.
"لا مخرج" هي مسرحية عن الوجود كتبها الفيلسوف والكاتب الفرنسي الشهير "جان بول سارتر"، المسرحية تحتوي على أربع شخصيات فقط. وهي مصدر مقولة سارتر الشهيرة: "الجحيم هو الآخرون".
غرفة جهنم، التي هي دمشق، تدخلها شخوص المسرحية. وكما المدينة التي حوصرت من قبل النظام ميليشياته، تبدو الغرفة على المنصة مشابهة تماما لما يحدث في الخارج، حيث لا نوافذ أو مرايا، إنما فقط باب وحيد هو باب الموت.
شخصيات المسرحية الأربعة تتوقع عند دخولها الغرفة يتوقعون أن يُعذبوا، لكن الحقيقة أن الشخصيات سوف تقوم بواجبها بتعذيب بعضهم البعض، عن طريق محاكمة الخطايا التي ارتكبها كل واحد منهم، فتنفتح تلك الذاكرة المؤلمة والسرية لكل واحد فيهم.
تنتهي المسرحية بفتح الباب وعدم جرأة أي منهم على الخروج منها، فهي شخصيات جبانة غير قادرة على اتخاذ فعل تحرري.
تشابه شخصيات المسرحية الكثير من الأفراد غير القادرين على اتخاذ موقف مما يجري حوله من الأحداث. فالثورة في سوريا قائمة والقتل والدمار والعنف من قبل النظام، ومع ذلك يقوم البعض بدفن رأسهم في الرمال وانتظار نهاية الأحداث وكأن لا شيء لا يعنيها.
ينوه العرض أن: "هذه الأسئلة تخص الواقع السوري، وهو يتعرض لعملية تغيير جذرية!".
ومن المعروف أن المسرحية تحمل في حوارها، الذي يدور فيها بين أرواح ملعونة ومطاردة بعد الموت، قضية جوهرية هي صراع الذات التي يُنظر إليها كشيء في وعي شخص آخر.
يذكر أن العرض قد أُنتج بدعم من مؤسسة مواطنون فنانون"، وهي من إخراج علاء العالم وأداء كل من جان دحدوح وكندة حميدان ولمى بدور ومعن حمزة.