أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)
أزمة الهجرة أصبحت مصدرا لتحصيل الأموال بالنسبة للجماعات المتطرفة في ليبيا، على رأسها داعش هذا ما كشفت عنه صحيفة "البايس" الإسبانية في تقرير لها تحدثت فيه عن الثروات التي يجنيها تنظيم داعش من عمليات تهريب المهاجرين من السواحل الليبية نحو أوروبا، وعن سيطرة التنظيم على جميع عمليات التهريب بمختلف أنواعها؛ والتي تمر من نقاط التفتيش التي احتلها في سرت الليبية.
وبحسب تقارير صادرة عن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد ساهم تعامل داعش مع مافيات الاتجار بالبشر في وصول حوالي 102 ألف مهاجر من السواحل الليبية إلى السواحل الإيطالية، خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة.
ووفقا لما ورد في تقارير الاستخبارات الغربية، فإن قيمة الثروة التي جنتها المافيات من عمليات التهريب بمختلف أنواعها خلال سنة 2015؛ بلغت حوالي 300 مليون يورو. وبلغت حصة داعش من هذا المبلغ حوالي 88 مليون يورو، بفضل الإتاوات والضرائب التي يفرضها داعش على المهربين الذين يعبرون مناطق احتلاله.
ونقلت الصحيفة عن الخبيرة الاقتصادية، لوريتا نابليوني، قولها إن "المهاجرين أصبحوا يفضلون الانطلاق في رحلتهم من السواحل التي يحتلها داعش في مدينة سرت؛ لأن هذا الطريق أصبح أكثر ضمانا للوصول إلى السواحل الأوروبية.
وذكرت نابليوني أن داعش يستخدم قوارب لا تتجاوز سعتها 120 شخصا لنقل المهاجرين من المناطق التي يحتلها؛ لتقليل احتمالات غرق هذه القوارب بعد انطلاقها في عرض البحر. وفي هذا السياق، سُجلت في النصف الأول من شهر آب/ أغسطس 35 عملية إنقاذ لقوارب المهاجرين قبالة سواحل شمال غرب ليبيا، جميعها بعيدة عن الشريط الساحلي لسيطرة التنظيم.
وأشارت إلى أن داعش يفرض 1600 يورو على الشخص الواحد مقابل السماح له بالهجرة عبر السواحل التي يحتلها. وهذا المبلغ هو في واقع الأمر يعادل قيمة الضريبة التي يفرضها داعش في كل عملية، والتي تصل إلى 50 في المئة من أرباح المهربين".
وفي حال امتناع المهرب عن الامتثال لقوانين داعش، فسيتعرض للعقاب. وفي هذه الحالة يتعامل داعش مباشرة مع الأشخاص الراغبين في الهجرة، وفق نابليوني التي أوضحت أن "السفر عبر البحر المتوسط انطلاقا من الأراضي الواقعة تحت احتلال داعش مكلف للغاية، لكنه أكثر أمانا".
كما نقلت الصحيفة عن مدير المكتب النرويجي للتحليلات العالمية، كريستيان نيلمان، أن "معظم الإيرادات المتأتية من أعمال التهريب والإتجار بالبشر، تقع في قبضة المنظمات المتطرفة الأخرى المستقرة في ليبيا منذ سقوط نظام القذافي"، مشيرا إلى أن داعش خسر في بداية هذه السنة أهم نقاط التفتيش النوفلية في سرت التي تخدم هذه التجارة بقوة.
اقرأ ايضا:
تاسفاديت…قصة امراة نجت من جحيم داعش
المنظمة الدولية للهجرة: 5200 مهاجر غرقوا حول العالم منذ مطلع العام