أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (حنان ضاهر)
مع تصاعد وتيرةُ المعارك في ريف الرقة، ضد تنظيمَ داعش الذي لم يعد في يدهَ سوى بثَ الشائعات لترويعَ السكانَ باحتماليةَ انهيارَ سدَ الطبقة على نهر الفرات جراءَ القصفِ الجوي للتحالفِ الدولي، يتمسك التظيم بالسد الذي يعدُ أحدَ أهمِ المنشآتِ الاقتصادية في سوريا، وتروجُ رواياته إلى أنه يخشى على المدنيينَ من كارثةٍ وشيكة، بسببِ استهدافِ غاراتِ خصومهِ للسد، فيما أكدت قواتُ سوريا الديمقراطية بأن لا خطورةَ على السد.
لم تربط مدينة في سوريا بمَعلم تاريخي أو اقتصادي أو اجتماعي من معالمها كما ارتبطت مدينة الطبقة بسد الفرات.
إقرأ: خروج سد الفرات عن الخدمة نتيجة معارك الرقة
إذ يصعب ذكر الطبقة دون السد ولا يمكن الحديث عن اجتماع أو اقتصاد أو سكان فيها دون الرجوع إليه، فالطبقة بنت السد وقبله كانت مجرد قرية صغيرة على الضفة اليمنى للفرات لا يتجاوز عدد سكانها بضعة آلاف من عشائر ريفية محلية، مثلها كمثل بقية القرى والبلدات في وادي الفرات.
سد الفرات مشروع قديم فرضته طبيعة النهر وسلوكه، فقد شكل فيضانه رعباً موسمياً في حياة السكان على امتداد الحوض النهري الواسع، و ظهرت فكرة السد بعيد الاستقلال، وطرحت حسب ما يقال في منتصف خمسينيات القرن الماضي على حكومة خالد العظم، ثم في عهد الوحدة مع مصر تيمناً بالسد العالي على نهر النيل، ثم مع الانفصال وحقبة البعث الأولى بعد العام 1963.
إلا أن الفكرة لم تبصر النور إلا في زمن حكومة الدكتور يوسف زعين، ابن مدينة البوكمال الفراتية، وهو المدرك لأهمية هكذا مشروع بحكم نشأته في العام 1968 وقع بروتوكول التعاون مع الاتحاد السوفييتي لإنشاء السد، بعد اقتراحات أن يُنشأ بخبرات غربية فرنسية وألمانية.
بني السد بطول يصل إلى أربعة كيلومترات ونصف وبارتفاع يبلغ أكثر من ستين متراً ويمتد سد الفرات المعروف أيضاً بسد الطبقة بالقرب من مدينة الثورة الاستراتيجية ويبعد عن مدينة الرقة بحدود الخمسين كيلو متراً.
ويستفاد من السد في مشاريع زراعية كبيرة في المنطقة وبتوليد الكهرباء عبر محطات التوليد الكهرومائية ويعتبر سد الفرات واحدا من أكبر السدود في سوريا والوطن العربي.
إقرأ أيضاً:
فرار قادة داعش الأجانب من الرقة.. وإحتمالات إنهيار سد الفرات