أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)
من الواضح أن "ابو محمد الجولاني" هوالهدف الحقيقي للرسالة الظواهري الصوتية الاخيرة . فعلى ما يبدو أن الظواهري ينوي الا يترك الا خياراتٍ محدودةً للجولاني. ماذا كان يعني الظواهري في الحقيقة و كيف سوف يؤثر ذلك على الجولاني؟ إليكم تحليلنا:
جوهر رسالة الظواهري الاخيرة غير قابل للتأويل ، فهو وبخ الجولاني على مبادرته إعادةَ تسمية جبهة النصرة وكان واضحا بأنه سيقوم بما يلزم حتى يلوي ذراع الجولاني. تأنيب الظواهري للجولاني كان مقصوداً و مباشراً للغاية. الرسالة تضمنت صورة الجولاني لمن لا يزال يشكك بانه الجهة المقصودة في هذه الرسالة.
التعبير الصادم من رسالة الظواهري هو دعوته "للإصلاح الذاتي"، تعليق موجه مباشرة للجولاني بعد تصنع الجولاني تنكره للقاعدة والظواهري. ومن دون ان يعبر عنها بشكل مباشر، الظواهري يقول للجولاني انت فاشل و عبر اقحام صورته في التسجيل الصوتي فان الظواهري يجبر الجولاني علنية العودة تحت راية القاعدة سواءً كان بموافقة الجولاني أو برفضه.
إضافة الى ذلك، فإن الظواهري يصدر أوامر تتناقض بشكل مباشر مع خطط وأعمال الجولاني. فبينما يحاول الجولاني بسط سلطته على المناطق السورية فإن الظواهري يحث اتباعه على انتهاج حرب العصابات.
من الواضح أن الظواهري قد اصيب بخيبة كبيرة نتيجة خيانة الجولاني العلنية وغروره لم يسمح له باستيعاب فكرة أن حتى المتشددين في سوريا يرفضونه ويرفضون ما يمثله ، خصوصا وأن الظواهري قد تفاخر بوجود تنظيم القاعدة في سوريا في مناسبات أخرى. ومن المرجح أن يكون هذا تحذيرا نهائيا للجولاني بأنه إذا استمر في ادعاء تنصله من القاعدة، فسوف تكون هناك عواقب وخيمة .
كما تظهر هذه الرسالة بوضوح ضعف الظواهري، فإن تنظيمه الآن أضعف من أي وقت مضى، وهو يحاول الآن فرض السيطرة على الفروع التابعة له، وهو غير قادر تماماً على التحدث بشكل مباشر، لأن ذلك من شأنه أن يدفع المزيد من أتباعه المتطرفين للتخلي عنه. الظواهري لا يريد أن يحذو الجولاني الطريق الذي سلكه البغدادي.
الصراع بين الظواهري والجولاني أصبح الآن صراع غرور، ومن غير المحتمل أن ينتهي ما لم ينتصر أحد الطرفين.
إقرأ أيضاً
هكذا فضح الظواهري نوايا الجولاني
سهيل أبو التاو.. من صائد دبابات الأسد إلى سجون "هيئة تحرير الشام"