أخبار الآن | اليمن – صنعاء – (الشرق الأوسط)
قبل التوجه إلى العاصمة السعودية الرياض التي من المفترض أن يصل إليها اليوم الجمعة، أطلع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على آخر مستجدات الملف اليمني.
وقال شربل راجي، المتحدث باسم ولد الشيخ، لـ«الشرق الأوسط»، إن المبعوث الأممي سيحمل معه ملفي «المشاورات السياسية» و«وقف الأعمال القتالية»، لافتا إلى أن المبعوث وفريقه «سيتوجهون من الرياض إلى مسقط بعد يومين، لعرض الملفين على وفد الحوثيين».
وأضاف أن المشاورات السياسية مبنية على التوصيات الصادرة عن مشاورات السلام التي جرت في الكويت، ويبني عليها للتوصل إلى حل سلمي للنزاع.
إلى ذلك، قالت مصادر يمنية مطلعة إن المبعوث يحمل معه مبادرة تتوج المشاورات اليمنية السابقة في جولات سويسرا والكويت، لكن أبرز أجندات الزيارة هي التوصل إلى اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار لـ72 ساعة، كما اقترح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال زيارته ومباحثاته في جدة بالمملكة العربية السعودية، أواخر أغسطس (آب) الماضي.
وأكدت مصادر «الشرق الأوسط»، أن أي حل يحمله المبعوث الأممي أو أي طرف من الأطراف الدولية، لن يتم القبول به، طالما لا ينص صراحة على تسليم الأسلحة والانسحاب من المدن، وتحديدا العاصمة صنعاء ومحافظتي تعز والحديدة، قبل أي تحرك سياسي، في وقت أكدت فيه مصادر سياسية يمنية أن هناك مشروع حل سياسي متكاملا سيعرض على الأطراف اليمنية، في غضون الأيام القليلة المقبلة، ويتضمن توقيع اتفاق في دولة الكويت، وهي الدولة المقترحة والتي وافقت على استضافة حفل التوقيع، حتى اللحظة، فيما ألمحت أطراف دولية، وفي مقدمتها أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، إلى إمكانية استضافة جنيف أي نقاش، أو مفاوضات يمنية مقبلة.
إلى ذلك، قال وزير حقوق الإنسان اليمني، عز الدين الأصبحي، إن التعليقات التي شملتها جلسة مجلس حقوق الإنسان من معظم الدول الأوروبية والمنظمات غير الحكومية كانت في معظمها مركزة على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت من قبل ميليشيات الحوثي وصالح وركزت الكلمات والبيانات التي قدمت من الدول المختلفة بأن هنالك حاله كارثية سببها الرئيسي هو الانقلاب التي قامت ميليشيا الحوثيين وصالح على الشرعية والدولة اليمنية.
وتابع قائلاً «هناك توافق في هذا الرأي من جميع الوفود المختلفة، وإذا أردنا بالفعل أن نعزز مسار السلام وحقوق الإنسان فلا بد من إبراز أسبابه التي أدت إلى هذه الكارثة، وهو السبب الرئيسي، أي الانقلاب، على الشرعية وعلى المؤسسات والعمل على إلغاء هذه الكارثة التي تقوم بها هذه الميليشيات الانقلابية الآن في اليمن.
ونبه وزير حقوق الإنسان اليمني إلى أن الملف اليمني والقضية اليمنية لا يزالان تحت البند العاشر لهذا المجلس، وهو بند خاص بتقديم الدعم الفني والتقني للحكومات والمؤسسات الوطنية، وهذا ما جرى نقاشه، وسيصدر قرار قريب معزز لهذا المسار وتحت البند العاشر أيضا.
وقال الأصبحي إن اليمن يعد من الدول التي يتعرض إليها التقرير الأممي، بسبب الحالة الكارثية الإنسانية، ولأن هناك تقريرا عن اليمن، وهناك قرار أصلا بمجلس حقوق الإنسان لا بد من مناقشته ومدى الإنجاز الذي تم بشأنه خلال عام كامل، وبالتالي الدورة الـ33 الآن لمجلس حقوق الإنسان في جنيف هي دورة اعتيادية اليمن تحتل فيها صدارة اهتمام لأهمية القضية اليمنية ولأهمية القرار الذي سيصدر عن هذه الدورة.
وزاد الوزير الأصبحي بالقول: ليس هناك تداخل أو علاقة بين ما يجري في مجلس حقوق الإنسان بجنيف ومجلس الأمن؛ لأن الأمور منفصلة تماما، مجلس حقوق الإنسان في جنيف يعقد دوراته الاعتيادية السنوية أو ثلاث مرات في العام، وبالتالي دورة سبتمبر (أيلول) هي من الدورات المهمة؛ لأنه تتم مناقشة حالة حقوق الإنسان ومناقشة التقرير الذي يعده المفوض السامي في هذا الأمر.
وأضاف: تتم في مجلس حقوق الإنسان بجنيف الدورة الـ33 المنعقدة حاليًا مناقشة ملف حقوق الإنسان في اليمن، وهو محل اهتمام دولي كبير، وكان هناك مشروعان لقرار خاص باليمن، المشروع الأول قدم من المجموعة العربية تحت البند العاشر، وهو خاص بموضوع الدعم التقني والدعم الفني للدول والمؤسسات الوطنية، وهناك مشروع آخر قدم من بعض الدول الأوروبية كان تحت البند الثاني الخاص بحالة حقوق الإنسان، وجرى توافق بعد ذلك ونقاشات طوال الأسبوعين الماضيين تم اللقاء بمجموعة من البعثات المختلفة؛ إذ تم تشكيل فريق عمل من دول عربية مثلتها السعودية ومصر وقطر والسودان واليمن، ثم من الجانب الآخر كانت الولايات المتحدة ودول أوروبية، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا.
وأكد الوزير الأصبحي، أن عملية المشاورات والمفاوضات خلال الأسبوعين الماضيين لإنجاز العملية وبعد نقاشات مستفيضة تم التوصل إلى توافق في الآراء، بحيث إن يكون هناك قرار واحد في خصوص اليمن، واتفق على أن يكون مشروع القرار العربي تحت البند العاشر، وهو بند خاص بتقديم الدعم التقني والدعم الفني للدول من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وأن يكون هذا القرار مدعوما من الكتل كافة بما فيها الكتل الأوروبية وضمن التوافق الدولي.
وعزا الأصبحي ذلك التوافق في مشروع القرار العربي تحت البند العاشر إلى كونه استوعب الملاحظات التي قدمت من الجانب الأوروبي، حيث تم استيعاب الملاحظات التي قدمت من بعض البعثات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، وقال: «نرى بأنه أيضا يعزز من المسار التي تسعى إليه اليمن في تقوية اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في حالات انتهاك حقوق الإنسان، وهي لجنة تمتد ولايتها لعام مقبل، ومطلوب من هذه اللجنة الآن إنجاز عمل حقيقي على مستوى الأرض، والتحقيق مع جميع الأطراف ضمن المعايير الدولية».
ولفت وزير حقوق الإنسان اليمني إلى أن القرار يحث مكتب المفوضية السامية لتقديم العون الفني والتقني للجانب اليمني ودعمها بالخبراء الذين يرفدون هذه اللجنة بالعمل الجاد على الأرض، وأعتقد أن هذا أمر مهم؛ لأن تعزيز اللجنة الوطنية المستقلة التي أنشئت بقرار من الرئيس عبد ربه منصور هادي يؤسس لأن تكون مؤسسة وطنية للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان منذ عام 2011 وحتى الآن.
وزاد الوزير الأصبحي «اليوم نحن في الجلسة الإجرائية الأخيرة التي سيعلن فيها القرارات، ولكن عندما يكون هناك قرار وحيد مقدم الدولة معينة، وهناك توافق حوله من الدولة ومن بقية الدول».
إقرأ أيضاً
ولد الشيخ يصل مسقط اليوم لعرض "تصور الحل" على وفد الحوثي وصالح