أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (جمانة عيسى)
يشهد ربع الساعة الأخير، قبل فتح باب الاقتراع في إيران، يوم الجمعة المقبل في 19 من مايو ، لانتخاب رئيسها الجديد، الكثير من شدّ الحبال، بعدما انحصرت المنافسة بين الرئيس الحاليّ والمرشّح لتولّي فترة رئاسيّة جديدة الإصلاحيّ حسن روحاني ومرشّح التيار المحافظ المعروف بتشدّده وهو العضو في مجلس الخبراء، ونائب عام بمحكمة رجال الدين الخاصة، وسادن العتبة الرضوية في مشهد، إبراهيم رئيسي.
فكل جانب من الاثنين يسعى إلى تقوية فرص حظوظه بتبوّء هذا المنصب؛ وفي مسعى واضح لعدم تشتيت أصوات الناخبين، نرى انسحاب النائب الأوّل للرئيس الإيراني والمرشّح للانتخابات،إسحق جهانغيري لصالح روحاني ، يقابله انسحاب المتشدّد محمّد باقر قاليباف لصالح رئيسي.
وتشتدّ الحملات الانتخابيّة ضراوة لتحميس الناخب الإيرانيّ على التصويت. ففيما لوّح رئيسي، قبل ساعات، مهدّدا منافسه بنشر تسجيل صوتيّ لروحاني لم يكشف عن مضمونه، انتقد بحدّة سياسة روحاني خلال رئاسته التي دامت أربع سنوات، واتهمه بما أسماه محاباة الغرب متحدّيا إياه بالكشف عن مضمون المفاوضات التي أجرتها حكومته مع مجموعة 5 + 1 والتي أفضت إلى توقيع الاتفاق النوويّ وبالتالي رفع العقوبات الدوليّة عن إيران.
وفي حين يريد رئيسي، حسب خطبه الانتخابية، تأسيس حكومة ثورية بشعارات متشدّدة معتبرا أنّ "حكومة منافسه الحالية تفتّش عن حل الأزمات في الخارج بينما هي في يد الشعب الإيرانيّ"، نرى روحاني يخاطب ناخبيه واعدا إيّاهم باكتمال رفع العقوبات بفعل الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى وإنهاء عزلة إيران الدوليّة.
ولم يستثن الوتر الدينيّ من العزف عليه من قبل التيّار المتشدّد حين أبرزت صحيفة "كيهان" قبل أيام معدودة من الموعد المنتظر، أنّ التصويت لرئيسي سيعجّل من ظهور المهدي وذلك في مقال نشرته يوم الأربعاء الماضي معنون" قد يظهر الجمعة "( أي يوم الانتخاب ) موظّفة هذه العقيدة المذهبية لخدمة رئيسي حين أورد المقال :" إنّ علامات الظهور واضحة ومن أهمّ واجبات الشيعة لخدمة إمام الزمان في العصر الراهن .. هو تمهيد الأرضيّة لظهوره".
وكان علي سعيدي ، ممثّل المرشد الأعلى علي خامنئي في الحرس الثوريّ، قد قال في ملتقى رجال الدين المنضوين في الحرس الثوري الأربعاء الماضي ، إنّ الثورة الخمينيّة في إيران مهّدت لظهور المهدي، وتعدّ المرحلة الأخيرة قبل ظهوره لكن "أعداء يؤخّرون ظهوره ، وهم عدو خارجي يتمثّل بالولايات المتحدة الأميريكية وأعداء داخليون يتمثّلون بالليبيراليين والعلمانيين في إيران".
وسط هذه الأجواء الني يختلط فيها الدين بالسياسة ، يرى متابعون أنّ المعركة الأصعب لم تحن بعد.
فكثير من المحلّلين يتطلّعون إلى ما بعد هذه الانتخابات التي يرون أنها ستكون المرحلة الأهم باعتبار أنها رسّخت إبراهيم رئيسي كخيار المرشد الأعلى للثورة الإيرانيّة علي خامنئي لخلافته، وبالتالي فقد فرض زعامته على المحافظين عموما وهم الذين يهيمنون على أغلب مؤسسات الدولة ومراكز صنع القرار في البلاد، ما سيمهّد له الطريق ليكون بدوره المرشد الأعلى – الخلف ، في ظلّ تنامي شائعات عن سوء الحالة الصحيّة لخامنئي ، خصوصا وأنّ التيار المتشدّد يعرف أنّ المرشد الأعلى يعتبر رئيسي "أكثر المقربين التزاماً بمبادئ النظام ومن أكثر الشخصيات حفظاً لأسراره" كما صرح رئيسي نفسه خلال الحملة الانتخابية.
ممّا لا شكّ فيه أنّ يوم الجمعة المقبل سيظهّر الصورة لما يراد لإيران أن تكونه خلال السنوات المقبلة.
تجدر الإشارة أخيرا إلى أنّ رئيس الجمهورية في المنظومة الإيرانيّة لا يعدو كونه رئيسا للسلطة التنفيذيّة.
اقرأ ايضا: