أخبار الآن | باريس – فرنسا (هاني الملاذي)
قال المحامي السوري باسم سالم إنه لَمَس وجود الأمل دائما في أجيال المستقبل من الشباب المهاجرين، الذين يحاولون دائماً تطوير أنفسهم في البلدان الأوروبية، مصرّين على خيار العودة لوطنهم حال استقرار الأوضاع فيه. وقال سالم وهو مستشار في القانون الفرنسي إن الأوربيين باتوا يستغربون هذه الحالة، فلأول مرة يصلهم لاجئون أو مهاجرون يسرعون بالاندماج لكن يريدون العودة بذات الوقت.
اللاجئون السوريون في فرنسا هم من نوعية معينة، ذلك أن فرنسا لم تكن وجهة مرغوبة للسوريين بسبب الإجراءات المعقدة وطول إجراءات لم الشمل، وهو ما حال دون قدوم أعداد كبيرة منهم باستثناء أولئك المثقفين والدارسين الحالمين باستكمال تحصيلهم العلمي في جامعاتها والشباب المتميزين والفنانين من طبقة معينة، وهو ما استلزم منهم مجهوداً شخصياً من الشباب لإثبات كفاءتهم واتقان اللغة لاستكمال أوراقهم.
في الفترة 2011 للـ 2016 الأعداد التي وصلت لفرنسا هي تلك التي كان لديها قابلية أكبر للاندماج. فمثلاً تم حصول طلاب سوريين على المركز الأول وتكريمهم وأبدع آخرون في مهن كثيرة ومجالات مختلفة وغيرها من النماذج المشرفة، إضافة لأصحاب الكفاءات والمهن كالأطباء والمهندسين والمحامين. في الفترة 2011 للـ 2016 نموذج جيد للاندماج في فرنسا بشكل خاص وفي أوروبا بشكل عام.
وأضاف سالم: قانون اللجوء الذي عدل آخر مرة في تشرين الثاني نوفمبر 2015 كان التعديل مهم جداً لأنه اهتم بالمرحلة الأولى من اللجوء، إذ حصر طلب اللجوء عن طريق جمعيات متعاقدة مع إدارة الشرطة في فرنسا (البرفكتور) وتتعامل مع الجهات الرسمية المعنية والأوراق الرسمية.
وجَبَرَ التعديل على القانون أن تكون الاقامة الاولية في حدها الاقصى 9 أشهر وليس كما كان سابقاً حيث يمتد أحيانا لأكثر من سنة، ما مكن من سرعة الاجراءات والاهتمام بوضع اللاجئ من حيث السكن والصحة والمساعدة الشهرية.
فكان التعديل مرحلة مهمة جداً في قانون اللجوء بفرنسا بشكل عام.
وذكر المحامي باسم سالم أنه من خلال عمله مع دوائر الهجرة في بلدان في الاتحاد الأوروبي كألمانيا وفرنسا، لاحظ أنهم يتعاملون مع السوريين في ادارات الهجرة باحترام متميز عن غيرهم من اللاجئين. فسألهم عن أسباب وأبعاد ذلك. وأجابوا أن اللاجئ السوري يذكر الأوروبي بالطبيب السوري الذي يعالج ابنه أو المهندس أو الدارس والمبتعث لتحصيل درجات علمية عالية.
السوريون الذين سبقونا إلى أوروبا من العلماء والمثقفين أعطوا صورة وسمعة جيدة جدا للواصلين حاليا يجب أن نحافظ عليها.
وهناك تجارب ناجحة أخرى حتى لأصحاب المهن والحرف كالطباخين وأصحاب المهن اليدوية ومدربي الخيول وغيرها.
من جهة أخرى قال رأى سالم أن الأمل موجود دائماً في سوريا المستقبل، في سوريا الغد في الأجيال الموجودة الذين يحاولون تطوير انفسهم كل يوم في أي بلد أوروبي خاصة في فرنسا، حتى من تجاوز الثلاثين سنة مثلاً يحاولون تطوير نفسهم دراسياً يتعلمون اللغة للحصول على فرص وظيفية أكبر.
دائماً يتحدثون مع أولادهم بلغتهم باللهجة السورية المعهودة.
السؤال دوماً أينما يسألون غالبياً من قبل الفرنسيين هل سترجعون إلى سورية أم ستبقون هنا؟
يقولون طبعاً سنرجع إلى بلدنا سوريا في حال يستقر الوضع. يقولون نحن هنا نعيش هنا كالفرنسيين علينا واجبات والتزامات لكننا وبنفس الوقت سنعود إلى سوريا حين تستقر الأوضاع. ماجعل الأوربيين يستغربون هذه الحالة، فلأول مرة لاجئون يصلون أوروبا ويفكرون بالعودة ويتحدثون عن ذكرياتهم في سوريا وحلم العودة.
الأوروبيون مستغربون من هذه الحالة فلأول مرة يواجهون هذا النموذج من الهجرة واللجوء أناس وصلت أرض فرنسا وتريد أن تعود. لكنهم حينما يتعرفون على السوري يفهمون لماذا يريد العودة إلى سوريا ولا يجد بديلاً عن بلده الأساسي.
المزيد من الأخبار:
الامم المتحدة: اللاجئون جنوب السودان تجاوزوا المليون
الامم المتحدة: اكثر من نصف الاطفال اللاجئين في العالم محرومون من المدارس