أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
مع كل قذيفة تسقط على منازل السوريين , وعَقِبَ كل غارة جوية تشنها طائرات الأسد, هناك قصة نزوح لعائلة أو تشرد ,إن لم تكن حكاية تبدأ بموت أحد الأفراد ولا تنتهي برحلة البحث عن الحياة.
أم علاء هي إمرأة من ريف درعـا جنوب سوريا نجت بأطفالها الثلاث من جحافل قوات النظام وميليشياته العابرة للحدود بعد أن سجلت إنتصاراً بقتل زوجها الستيني وإبنها البِكر.
تروي لنا أم علاء قصة هروبها ولجوئها إلى قطعة عسكرية كانت في السابق ماكينة لحصد الأرواح " يا خالتي إن حياتي تعيسة , فقد تعرضنا لقصف مكثف في بلدتنا بريف درعـا , هربنا من بعدها إلى محافظة القنيطرة لكن لم نعرف إلى أين نذهب , لجأنا إلى المخيمات إلا أن المطر بدأ بالتسرب إلى خيمتنا التي كانت تنهار على رؤوسنا في بعض الأحيان"
وعن لجؤها إلى كتيبة للدبابات تحدث أم علاء " خوفي على أولادي دفعني لأحط الرحال في قطعة عسكرية فقد قتل زوجي وإبني وهربت من القصف العشوائي بما تبقى لي من أطفال, الناس كلها هربت من بيوتها ولم تستطع الصمود , لقد شاهدنا الموت فالقصف كان يستهدفنا, لذلك هربت بأولادي"
إقرأ: خسائر للنظام السوري في درعا.. ودرع الفرات تتقدّم
عيش أم علاء وسط ضروف معيشية صعبة للغاية فالمكان الذي يقطنونه يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة بعيداً عن التجمعات السكانية وعن حياتها اليومية تقول " أبقى جل يومي في المنزل الجديد , أجمع الحطب للتدفئة وأعتني بإبني الصغير وعلى هؤلاء الأطفال , أطعمهم وأسقيهم وأقول أن كل راع مسؤول عن رعيته, فلم يبقى لي أحد , زوجي قتل رحمه الله وإبني قتل رحمه الله , كلهم إستُشهدوا ولم يبقى أحد أستند عليه ليشتغل ويصرف عليّ كي أسكن في بيوت الناس , أصحاب البيوت يريدون إيجار بيوتهم وأنا لا أستطيع دفع الإيجار, لذلك سكنت ها هنا حتى يفرجها الله".
تنهي أم علاء كلماتها الممزوجة بالدموع موجهة رسالة إلى جيش الأسد " يجب على بشار أن يسحب قواته من بيوت أصحابها , فهذه القوات إستولت عليها, بلدة الفقيع إستولى عليها, بلدة السحيلية إستولى عليها, بلدة الدلي إستولى عليها, مدينة الشيخ إستولى عليها, عليه أن يسحب قواته عن القرى , الأهالي يريدون الرجوع إلى منازلهم , يريدون أن يستوطنوا فيها من جديد".
إقرأ أيضاً: