أخبار الآن | مصراته – ليبيا ( محمد عقوب)
مع دخول القوات الليبية إلى سرت وتحريرها … هرب مقاتلو داعش الى الصحاري و الوديان تاركين عائلاتهم تواجه مصيرها , قصي وإبراهيم والعديد منهم من بين الأطفال الذين يواجهون مصيرا مجهولا.
نظرات عينيه وابتسامته البريئة وهو يلعب هنا، لم تكن بحجم قصص مليئة بالرعب والمُعاناة، عاشها "قُصي" عندما وُلد من أبوين انضما لتنظيم داعش قبل أن يتركاه لمصيره قبل نحو عام … وفرحة "إبراهيم" بلعبة جديدة لم تكن هي أيضاً بحجم الحزن والبؤس الذي رآه قبل أن يتركاه والداه هو الآخر يواجه تقلبات الحياة ويقوما بالفرار أمام عينيه… فبعد أن تمّ تحرير مدينة سرت نهاية الماضي … يتواجد هؤلاء الأطفال وأغلبهم من أصول تونسيّة وأخرى عربية حيث وُلد أغلبهم عندما كان داعش يحكم قبضته على مدينة سرت يتواجدون اليوم بمقر جمعية الهلال الأحمر بمدينة مصراتة.
قبل أيام قام وفد من مجلس نواب الشعب التونسي بزيارة لهم لتفقد أحوالهم والحديث عن إعادتهم إلى ذويهم في تونس.
"هذه الزيارة ذات هدف إنسانيّ أوّلاً وأخيراً، نحن مقتنعون ومتيقنون بأنّ هؤلاء الأطفال يجب أن يكونوا وسط بيئة مناسبة ينشؤون بداخلها، وبين أهليهم وأقاربهم، هم لديهم بالفعل أقارب وأعمام وأخوال، يجب أن يكون بينهم، ويتربوا وسط مجتمع وبيئة ومناخ يؤهلهم لأن يكونوا أطفال طبيعيين، نظراُ لما قد مرّوا به من ظروف صعبة نتيجة ترك آباءهم وأمهاتهم لهم بعد اقترافهم لأعمال إجراميّة وشنيعة، ولكن في النهاية لا ذنب لهم ولا يتحمّلون وزر ما اقترفوه آباءهم".
كقصص "قُصي" و "إبراهيم" كثيرة هنا وما أكثرَ مشاهد العنف والدمار الذي شهدوه ومازال عالقا بأذهانهم ، دمار عاشتها عقولهم قبل أن يعيشوها على أرض الواقع،وهم الذين لم يستوعبوا بعد ترك آباءهم لهم يواجهون مصيراً غير معلوم.