أخبار الآن | العراق – تلعفر (حسام الأحبابي)
منذ تحرير الموصل من داعش على يد القوات العراقية المشتركة، بدى الإنشقاقُ والإنتقامُ واضحين في قيادة التنظيم، حتى نتجَ عن هذا الوضع قيامُ قادة داعش العرب والأجانب وبشكلٍ مستقل بإعلان تلعفر ولاية بديلة لعاصمتهم الرمزية الموصل لكنها مستقلةٌ عن بقية قادة التنظيم.
كما أن الإهتمامَ بالمقاتلين الأجانب بدى أكثرَ من غيرهم، وهذا الإهتمامُ إتضحَ عبر وثائقٍ تكشفها أخبارُ الآن وتبينُ قوائمَ لمقاتلين عرب وأجانب مذكورٌ فيها سيرةُ وحالةُ كلِ مقاتلٍ أجنبيٍ وعربي والبلدانُ التي قدموا منها حتى أرقامُ هواتفِ ذويهم.
إقرأ: مقتل "أبو الحكم الأعور" قاضي داعش في الموصل
في الوثيقة الأولى يظهرُ إسمُ مقاتلٍ أجنبي يحملُ لقبَ "أبو القعقاع البريطاني" وتبينُ أن هذا الإرهابيَ المنتميَ لداعش يقاتلُ بصفةٍ تُعرف لدى التنظيم بالإنغماسي، وقد إنتمى الى داعش في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر سنة 2013 بتزكية من قيادي بالتنظيم يحمل لقب "أبو عبدالرحمن البريطاني" ودخل الى سوريا عبر منفذ باب الهوى قبل أن ينتقل الى تلعفر.
أما الوثيقةُ الثانية فتوضحُ معلوماتٍ عن مقاتل عربي لدى داعش يحملُ لقبَ "أبو حمزة التونسي" وتحملُ تاريخ إنتمائه للتنظيم وهو التاسعُ عشر من كانون الأول/ديسمير سنة 2013 وإنه وصل الى مدن إحتلها داعش في سوريا بعد عبوره منفذ أطمة وبتزكيةٍ من قيادي في التنظيم يطلقُ على نفسه لقب المحارب الأمني قبل أن يغادر الى تلعفر.
مقاتلو داعش الذين عبروا حدود سوريا الى شمال العراق قدِموا جميعاً بتوصيات من مقاتلين وقادة عربْ وأجانبْ بالتنظيم، وهو ما توضحه وثيقةٌ تحملُ معلوماتٍ عن مقاتل يحمل لقب "أبو سهل" وقد إنتمى للتنظيم في الثاني من تموز/يوليو سنة 2013 بواسطة ما يسمى "أبو أيهم" وبتزكية مما يُسمى لدى داعش "أبو أسامة الجزائري".
بموازاة هذه المعلومات فإن الوثيقة الأخرى التي بحوزتنا تشيرُ الى إهتمام داعش بمقاتليه القادمين من دولٍ أفريقية غير عربية أيضاً، ومن بين هؤلاء الملقبْ "أبو هاجر التنزاني" وإسمه الحقيقي عبدالله غريب عبدالله وقد جاء من تنزانيا في الأول من آب/أغسطس سنة 2014 ثم عبر منفذ تل أبيض بصفة مقاتل وبتزكيةٍ ممن يُلقبان لدى داعش "بأبي فارس البريطاني وأبي عبدالله البريطاني" بمدينة الرقة قبل أن يغادرَها الى تلعفر.
وبعد محاولات في مركز أخبار الآن للإتصالِ بعائلات هؤلاء المنضمين لداعش التي بقيت في بلدانها ولم تنتقل مع أبنائها الى سوريا والعراق، نجحنا في الإتصال بإحدى هذه العائلات في العاصمة التنزانية دار السلام حيثُ تسكنُ عائلةُ "عبدالله غريب عبدالله الملقب أبو هاجر التنزاني" وتحدثنا الى عائلته هاتفياً.
إذن وبعد الهزيمة التي مني بها داعش في الموصل، فإنه وبما لا يقبل الشك أن قادة هذا التنظيم من العرب والأجانب وفي محاولة يائسة لكي يستجمعوا قوتـَهم مجدداً باتوا يعتمدون فقط على من يسمونهم "الإنغماسيون القادمون من سوريا" لإنعدام الثقة بالمقاتلين المحليين في تلعفر، وهو ما فسره تهجيرُ مقاتلي داعش المحليين مع عائلاتهم الى القرى المحيطة بالمدينة التي باتت خاليةً إلا من مقاتلي التنظيم الأجانب.
إقرأ أيضاً:
إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية قرب تلعفر إستعداداً لتحريرها
القوات العراقية تصل أطراف تلعفر إستعداداً لتحريرها من داعش