أخبار الآن | درعـا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
يأتي عيدُ الأضحى المبارك على مدينةِ درعـا هذا العام تخلو فيهِ السماء للمرةِ الاولى من الطائرات فيما تشهدُ الجبهات هدوءا حذرا منذُ التاسع من شهرِ حزيران الماضي وهو تاريخُ إتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار الذي تمَ الإعلانُ عنهُ في العاصمةِ الأردنية عمان بضماناتٍ روسية أمريكية.
كيف يمرُ هذا العيد على السكانِ في الأحياء التي شهدت معاركَ ضارية قبلَ أشهر جنوب سوريا.
يدعو هذان الأبوان بالرحمة لابنهما الذي لقي مصرعه خلال المعارك في حي المنشية قبل عدة أشهر بعد أن تعالت أصوات التكبيرات في مدينة درعـا إيذاناً بقدوم العيد.
إقرأ: دي ميستورا يتوقع نهاية داعش في سوريا بحلول أكتوبر
عيد الأضحى هذه المرة ليس كسابقاته، فهو الأول الذي يخلو من طائرات حربية تعكر صفو أجوائه، ليتنفس بذلك الأهالي الصعداء من جديد.
هذه السيدة تطل على حطام منزلها المدمر بعيد هروبها من حرب طاحنة دارت رحاها جنوبي سوريا، وطويت بإتفاق التهدئة في حزيران الماضي.
تقول أم موفق وهي من سكان مدينة درعـا " بدنا هدنة، وبدنا الوضع يكون أحسن من الأول, نعمر دورنا ونقعد فيهان المهجرين يرجعوا، يلي بالمخيمات كلها ترجع ويلي بالقرى كلها ترجعن نحنا ما بدنا نضل قاعدين بالمخيمات وبالدور مهجرين، والله مو طايبلنا".
لم تمنع مخلفات القصف العشوائي والدمار الهائل هؤلاء الأطفال من اللعب في شوارع حيّهم، إنهم قلة قليلة لكنهم يضفون بهجة فقدتها هذه الأزقة لوقت طويل.
أبو أيمن كان أكثر حظا من غيره فقد وجد بيته قابلا للسكن، أعاد إصلاحه ليقضي العيد تحت سقفه، بدوره قال أبو أيمن بجبوج وهو من سكان حي درعا البلد " العيد بالنسبة إلنا كأهالي مدينة درعـا هو بالدرجة الأولى لقاء الأحبة ولقاء الأخوة، التجمعات يلي بتصير، هذا الأمر مفقود من سبعة سنوات نحنا حاليا بحالة شتات، يعني أني الي إخوة واخوات من خمس سنوات ما شفتهم".
أما أبو عماد فهو أب لثلاثة شهداء، يعيش بالقرب من مدينة درعـا مع أحفاده، لا يخفي أمله بأن يستمر اتفاق الجنوب وتثبت أركانه، كي يستطيع أن يعيد بناء ما تهدم من منزله.
يقول أبو عماد " بدك تبوس الولد، دموعك بتغطي وجهك ووجه الولد، الولد بدو ينجبر يبكي، لذلك ببتعد لحتى ما أقوللهم كل عام وانت بخير يا جدي ويا أبوي، كل الناس على هالشاكلة لأن كل الناس منغوصة".
مئات الأسر فقط استطاعت العودة إلى أحياء المخيم وطريق السد ودرعـا البلد الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الحر، فمناطقهم لم تزل تتعرض لخروقات متكررة لوقف إطلاق النار، إنه العيد الرابع عشر منذ إنطلاق الثورة السورية ولا يزال الأمل بغد أفضل هو عزاء الأهالي هنا.
من ريف درعا نصار قاسم – رئيس المجلس المحلي في بلدة الجيــــزة في ريف درعا
إقرأ أيضاً: