حمزة زين الدين
أخبار الآن | بيروت – لبنان – تريسي ابي انطون – خاص
في منتصف عقدها الرابع، شكّل سرطان الثدي صدمةً لريما، استطاعت بعد خمس سنوات اجتيازه، و تحولت السيدة المصابة إلى إرادة و عزيمة لمساعدة الغيــر
تبدأ ريما في الحديث عن إكتافها الاصابة بالمرض قائلة "اكتشفت مرض سرطان الثدي بعمر ال36 سنة، وبالصدفة أثناء الفحوصات الدورية التي أجريها سنوياً. لم تكن هناك أي حالة سرطان قد مرّت على عائلتي. حكم الطبيب فوراً بوجوب اجراء عملية بعدما تبيّن وجود وَرَمين، وبعد شهر بدأت جلسات العلاج الكيميائي التي تألفت من 16 جلسة. في الجلسة الثانية بدأ شعري يتساقط، وكانت هذه المرحلة قاسية جداً عليّ، فرغم أن العلاج فيه الكثير من الوجع، غير أن تساقط شعري كان أصعب منه. لقد طلب مني طبيبي أن أقص شعري قبل بدء العلاج تلافياً للتداعيات النفسية التي تتولد مع ظهور كتل شعر بينيداي.
لم تتقبل ريما بسهولة صدمة مرضها بسرطان الثدي، فعملت بتوجيهات الطبيب المعلاج: قصت شعرها وحولّته إلى شعر مستعار بعدما قدّمت لها اختها خصلاً إضافية لتعزّزه، وغالبا ما كانت تستعيض عنه بالوشاح علّه يخفي آثار العلاج الكيميائي. ورغم ذلك، ليس هناك أي غنى عن دور الأهل والأولاد للتخفيف من تداعيات المرض.
تمارا ابنة ريما تتحدث عن تعاملها مع والدتها بعدإصابتها بالمرض قائلة "تأثرت كثيراً عندما عرفت أن أمي مصابة بمرض السرطان، وكنت دائماً أشعر بالخوف من أن يتصلوا مثلاً إلى المدرسة ليبلغوني أن أمي توفيت، فما أعرفه حصراً عن السرطان كان أن المريض المصاب به سيموت. وفي أيام العطل، كنت أجالس أمي في المستشفى أثناء تناولها العلاج الكيميائي، لكن هذا الأمر أثّر كثيرا على صحّتي التي سجّلت تراجعاً قبل أن أستعيد عافيتي بعد أشهر قليلة.
و تضيف ريما "كان الجميع مقهوراً من إخوتي إلى أهلي وأولادي وجميع من يحبني، وأعرف أنه كانوا يبكون سرّاً، ولكن أمامي كانوا يظهرون دعما معنويا كبيراً، فنصف علاج السرطان هو المعنويات العالية.
ريما هي أم لثلاثة أولاد. تبدو مطمئنة نوعاً ما إلى أنها اجتازت مرحلة الخطر، لكنّ القلق على صحّتها تحوّل قلقاً على صحّة أولادها.
بعد اجتياز مرحلة الخطر، والتي يرى الأطباء أنها لخمس سنوات بعد انتهاء العلاج، تحوّل تفكيري عن صحّتي إلى صحّة أولادي وماذا سأورثهم، فأنا لدي فتاة عمرها ١٦ سنةوأخاف أن تكبر وتصاب بهذا المرض.
اليوم ريما باتت عضواً في الجمعية اللبنانية لسرطان الثدي. وفي تقديمها للشعر المستعار نفسه، ساعدت عشر نساء على التخفيف من الآثار الجانبية النفسية للمرض.