أخبار الآن | أبوجا – نيجيريا
أثار موضوع استخدام بوكو حرام للرضع لتسهيل وصول النساء الانتحاريات إلى أهدافهنّ لتفجيرها ، موجة استياء واستنكار لهذا الفعل الذي يرفضه الدين والعرف والإنسانية .ولكنّ الأمر دفع بنا إلى طرح سؤال عن خلفيات هذا العمل ودلالاته بالنسبة للجماعة المتشددة .
أخبار الآن قصدت مدينة أبوجا واستطلعت آراء عدد من المعنيين الذين أجمعوا على أنّ ذلك دليل راسخ على مدى الضعف الذي وصلت إليه بوكو حرام وانعدام حيلها لتنفيذ مخططاتها الإرهابية.
يقول المحامي اوينكاجي أوباني أن الجماعاتُ الإرهابيةُ تبتكرُ في العالم طرقًا جديدةً لقتل الناس تلائمُ حالتَهم العسكرية، وتختلفُ الخطةُ المتبعةُ بحسَبِ الظروفِ خاصةً عندما ينهزمون، وعندما يشعرون باليأس ولا يستطيعونَ القيامَ باعتداءاتٍ عنيفةٍ على خصومهم بسبب ضَعفِ مقاتليهم ، وما شهدناهُ في الآونة الأخيرة ليس إلا بعضًا من هذه المشاهدِ، لكنْ ولحسنِ الحظ، يفاجِئُ الجيشُ النيجريُّ والأجهزةُ الأمنيةُ الأخرى بوكوحرام كلَّ مرةٍ بحَمَلاتٍ استباقيةٍ قويةٍ لإحباط هجماتهم الإرهابيةِ، وعندما أخفقوا في الحصول على تعاطف الشعبِ النيجيريِّ الذي فهم حقيقةَ بوكوحرام، بدأوا قتلَ الأبرياءِ بطريقة غريبةٍ، وهي استخدامُ أطفالٍ رضَّعٍ في اعتداءاتِهم الانتحارية، إذ يحملون الأطفالَ لإقناع أجهزة الأمن بالمرور، والوصولِ إلى الأماكنِ المستهدفة.
اسمحوا لي أن أوضحَ نقطةً واحدةً، أنا مسلمٌ، واعتقدٌ أن ما ينطبقُ على الإسلام ينطبقُ على كلِّ الأديانِ الأخرى، كلُّ الأديانِ تدعوا إلى المحبة والسلامِ، وتحترمُ الآراءُ المختلفةَ، لذا يجبُ عليك أن تحترمَ الآخرين بغضِّ النظرِ عن دينهم، أما بوكوحرام وما يقومون به فليس من الإسلام في شيءٍ، أعني بكلِّ هذا أن لا علاقةَ بين الإسلامِ وبوكوحرام، بل لا يمُتُّونَ إلى الإسلام بِصِلة… "
أستطيعُ القولَ إن بوكوحرام تلقت ضرباتٍ موجعةً شلَّتِ الحركةَ الإرهابيةَ، وأضعفتْها، وإن كلَّ ما تقومُ به جماعةُ بوكوحرام الآن ما هو إلا فِرارٌ من اليأس الذي أصاب كثيرًا من مقاتليها
و يضيف اللواء ربيع أبوبكر: متحدث باسم الجيش النيجري أنه منذ زمنٍ بعيد كان الجيشُ النيجريُّ يقودُ حملةً عسكريةً على بوكوحرام، قوضتِ الحركةَ خاصةً في المناطقِ التي كانت تُحكَمُ بقبضة من حديد، وهي في المناطق الشماليةِ الشرقيةِ من نيجيريا ، وهذا ما أجبر الحركةَ على اللجوءِ إلى مثلِ هذه الأعمالِ الوحشية، وأعتقدُ أن كلَّ هذه الأمورِ تدلُّ على أن الجماعةَ هُزمت فعلا، ولم يبقَ لديهم خِيارٌ سوى استخدامِ الأطفالِ الرضعِ والنساءِ انتحاريين لإيقاع أكبرِ الخسائرِ بين الناس الأبرياء ، وإثارةِ الهَلَعِ في نفوس المواطنين، لا أظنُّ أن هناك دينًا يسمحُ بقتل المدنيين الأبرياءِ ، أو يعتدي على حياة الإنسان، لا أظنُّ أن هناك دينًا يشجعُ على العنف والإرهاب، لكنَّ بوحرام قلبوا كلَّ الموازين لمواصلة أعمالهم الإجراميةِ وباسم الدين، وكنت أتساءلُ: أيُّ دينٍ يقبلُ بأفعالِ هؤلاء، واللهُ بريء منهم ومما يقترفونَه من جرائمَ، تخالفُ القوانينَ الدَّوليةَ، والقانونَ النيجيريَّ وقبل ذلك الشريعةَ الإسلامية.
اقرأ أيضا:
بوكو حرام تستغل النساء والأطفال لتنفيذ هجماتها الإرهابية