أخبار الآن | كابول – افغانستان – خاص
أطلقت أفغانستان قناة تلفزيونية جديدة بطاقم عمل نسائي، لتصبح الأولى من نوعها في مجتمع ذكوري على الغالب، والأخطر من ذلك هو سيطرة جماعات متشددة على مناطق معيّنة من البلاد، يخوّلها بحكم الأمر الواقع والقوة فرض سيطرتها وأنظمتها على شرائح من المجتمع تمنع بموجبها النساء حتى من التعلّم والعمل.
من هنا، كان افتتاح هذه القناة التلفزيونية بمثابة خطوة جبّارة وجريئة ولا سيما بالنسبة للعاملات فيها. أخبار الآن توجهت إلى مقر التلفزيون والتقت بعضا من العاملات والعاملين فيه.
تؤكد شيمالي نيازي وهي مقدمة برامج في تلفزيون أن دخول الفتيات في عالم الإعلام أمر في غاية الغرابة بنسبة لكثير من أفراد مجتمعنا الأفغاني، إلا أن خوض عالم الصحافة كان من أحد أمنياتي في الحياة، وعندما تم الإعلان عن تدشين قناة نسائية أفغانية، تيقنت أنها ستكون مدخلا مهما لتحقيق أمنياتي، كنت محظوظة للغاية كوني من أسرة متعلمة، حيث لم يعارضني أحد ويمنعني من ممارسة هوايتي. لكن هناك كثير من مثيلاتي لا يسمح لهن بالعمل في وسائل الإعلام لأسباب غير مقنعة.
معظم البرنامج التي تبث عبر قناة زان تركزعلى التحديات وهموم المرأة الأفغانية، لدينا قناعة كاملة بقدرتنا على التأثير في الرأي العام لتحسين ظروف الفتيات والنساء بشكل عام، صحيح هي مهمة صعبة لكن بعون الله أتمنى أن تتغير نظرة المجتمع إلى شؤون المرأة.
الهدف الرئيس للقناة هو إبراز دور وأنشطة المرأة في مجتمعنا، نحاول دائما أن نعطي فرصة للموهوبات والناشطات اللواتي يلعبن دورا مهما في مجتمعنا، واللواتي لا تحظين باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام بل يتم تهميشهن في كثير من الأحيان، هذا هو الهدف العريض لهذه القناة.
على الفتيات والنساء في أفغانستان أن لايتمثلن للأمر الواقع أو يتنازلن عن حقّهنّ في العمل والتعلّم وغير ذلك بل يجب عليهن الكفاح من أجل حقوقهنّ الأساسية، أتمنى لكل نساء أفغانستان النجاح والتوفيق.
وتضيف مرسل منير وهي تعمل مراسلة في تلفزيون زان قائلة:
أعمل هنا منذ فترة، وأنا لست سعيدة فقط لمجرد العمل في مجال الإعلام بل في تناول قضايا المرأة الأفغانية وهمومها والمشاكل التي تعيق تقدمها، لونظرت إلى الأزمات التي تمر بها البلاد فإن المرأة هي المتضرر الأول من هذه المشاكل، ومع ذلك لا تحظى بالدعم اللازم خصوصا في وسائل الإعلام، ولهذا السبب جاءت فكرة إنشاء هذه القناة، وبمساعدة الزملاء هنا في تلفزيون زان أرجو أن يصل صوت نسائنا إلى أصحاب القرار، مايسعدنا أنا وزميلاتي هنا هو أن يكون لنا منبر مخصص لنا لأداء رسالتنا بكل حرية.
ويشير حامد سمار مؤسس التلفزيون أن الهدف الرئيسي من تأسيس هذه القناة هو أن تظهر الصحفيات قدرتهن في التأثير في الرأي العام، لدينا ٥٤ صحفية تعمل في هذه القناة، ورغم أنهن يواجهن خطورة على حياتهن بسبب الأوضاع التي يعملن فيها، إلا أنهن يتمتعن بقدرة عالية لأداء عملهن عبر هذه القناة. من الأسباب التي أدت إلى إنشاء هذه القناة هي أن نبرهن أن المرأة تستطيع أن تؤدي الدور نفسه الذي يلعبه الرجال ولذا يجب أن يكونا متساوين في الحقوق والواجبات.
لدينا ما يقارب ١٤ برنامجا، بعضها صباحية، وأخرى مسائية، لدينا برامج تركز على الشؤون الدينية، والسياسية وبرامج إخبارية، وأخرى ترفيهية. ونبث أيضا برامج ترفيهية وأخرى للنساء والأطفال.
آخر الأرقام تشير إلى تجاوز مشاهدينا عتبة المليون ونصف مليون مشاهد ، ونستلم كل يوم ردود فعل إيجابية خصوصا من النساء وأعتقد أن أي قناة هادفة يمكن أن تغير الرأي العام تجاه النساء عن طريق بناء وعي المرأة بنفسها، وتشجيعها للحصول على حقوقها، وأعتقد أن وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في هذه القضية.
من جانب آخر نستلم رسائل سلبية تهديدية من بعض الجهات المتشددة، يقول مرسلوها إنهم سيهاجموننا، قبل أربعة أيام استلمنا تهديدا مباشرا قيل فيه أن هذه القناة تبث برامج سيئة، لكن نقول لهم لدينا أهداف واضحة، ورسالتنا هي أن نؤثر في الرائ العام الأفغاني ونحدث التغييرات التي يجب أن تحدث في قضايا المرأة.