أخبار الآن | العاصمة تونس – تونس – (أحمد اللاّلي)
يطمح العديد من الشباب التونسي للهجرة إلى أوروبا للبحث عن حياة أفضل، خاصة في غياب الأمل في تحسن الوضع الإقتصادي للبلاد عند بعضهم، ولأن اجراءات الحصول على التأشيرة قد تبدو قاسية، فإن ظاهرة الهجرة غير الشرعية هي الحل ل الشباب لإنهاء معاناتهم.
تزداد الحياة صعوبة للشباب التونسي الباحث عن فرص عمل، وفي ظل غياب الحلول التنموية، يجد البعض منهم نفسه مضطرا للمخاطرة بحياته ليستقل قوارب سميت بقوارب الموت، بحثا عن حياة أفضل في أوروبا.
أمان الله شاب تونسي يبلغ من العمر تسعة عشر سنة، سئم حياته اليومية التي تقتصر فقط على المكوث في المقهى أو المنزل لساعات طويلة، ويشعر بالخجل من تكراره طلب النقود من أبويه، لعدم تمتعه بعمل أو بمصدر رزق يدر عليه المال، حيث أنه تعب من البحث المتكرر عن العمل دون أية جدوى. هو مستعد للتداين من أفراد عائلته وأصحابه وأقاربه أو حتى القيام بالسرقة أو تعريض نفسه للمخاطر في سبيل تجميع المال، وذلك لإعطائه لمهرب تونسي مقابل رحلة لأحد الجزر الإيطالية، حيث يطمح إلى الانضمام للتونسيين الذين سبقوه إلى أوروبا والبدء في جني الأموال.
رحلة وصل سعرها إلى حدود 1400 دولار، ربما قد تنهي معاناة أمان الله لكن لا يختلف إثنان عاقلان على أنها محفوفة بالمخاطر، كونها لا تستجيب إلى معايير السلامة المعمول بها عالميا، وكونها ممنوعة قانونيّا، بيد أن عزيز الذي غادر فصول الدراسة مبكرا. يتقاسم مع أمان الله نفس الطموح، لا يعبأ بهذه المخاطر ويعتبر أنه ميت لا محالة. ومهما كانت خطورة البحر لن يكون عليه أقسى من ظروفه المعيشية في وطنه.
بالرغم من خطورة رحلة العبور إلى أوروبا، فإن عدد المهاجرين غير الشرعيين التونسيين قد فاق 3700 مهاجر إلى حدود آب/أغسطس من السنة الفائتة، بحسب احصائياتِ منظمة الهجرة العالمية، وهي في تنام خاصة في السنوات الأخيرة.
اقرأ المزيد: