منذ الالاف السنين، وفي جميع حضارات البشر المتنوعة، وعلى رغم اختلاف زمانها ومكانها، أو حتى معتقداتها، كان هناك شيئا مشتركا بينهم، الا وهو البحث الدائم عن علاجا ت لبعض أنواع الامراض، وكانت كل حضارة لها قناعتها، في نوع العلاج المُستخدم حينها، لبعض أنواع الامراض، ومنها ما زال متوارثا حتى يومنا هذا، على رغم تطور الطب في منحناه التصاعدي، بل أكثر من ذلك، فلقد أُقيمت الابحاث والتجارب على بعض العلاجات الغريبة المعتمدة، في كثير من الأمراض، ولقد كانت النتيجة، أن قام الطب الحديث، أما بثبيت هذا العلاج، أو نسفه والتحذير منه، ولكن هناك بعض العلاجات القديمة، قد طورها الطب الحديث، مع أدخال، وأضافة التقنيات الحديثة عليها، حتى جاز القول، علاجٌ قديم في تقنية جديدة.
ولكن أريد ان اضيف شيئا مثبتا، في أيامنا هذه، أن القناعة، والراحة النفسية، لبعض انواع العلاجات تساعد كثيرا في العلاج، والعكس صحيح، فألعمل على نفسية المرض، ومحاولة أقناعه، بجدوى العلاج لأي مرض، يساهمان في تسريع، وتسهيل الشفاء، ويعطي العلاج مفعوله في الجسم، أكثر نسبيا من الذي يُعالج وهو غير مقتنع، أو مرتاح نفسيا لجدوى العلاج.
سأتناول اليوم في موضوعي، الاضاءة على بعض انواع العلاجات المعتمدة قديما، لدى بعض الشعوب، في اكثر من مكان حول العالم، والتي لا تزال معتمدة حتى أيامنا هذه.
العلاج بأستخدام العلق
هذا النوع من العلاج بدأ منذ 2500 سنة، وهي عبارة عن لدغات علقة،في أي مكان من الجسم، وذلك لعلاج الآم المفاصل، والتي تترك في الجسم، بعض المكونات البيولوجية والكيميائية، التي تعالج وتسكن تلك الآم الناتجة عن المرض، وفي نهضة الطب الحديث، أثبتت التجارب المخبرية على صحة هذا العلاج، ولكن لا يعني أنه يمكنك شراء علبة من العلق، ويمكنك أن تعالج هذا المرض، بل قام الطب بتطوير هذا العلاج مع أضافة بعض الخصائص الاخرى، وحوّله الى حبوب يمكن شرائها عبر وصفة طبية، وهناك مصدر واحد في العالم لهذا النوع من العلق الذي يستخدم في العلاج ومركزه روسيا ( IMLC) .
غمر كامل الجسد بألطين
هي طريقة علاج قديمة العهد جدا، وهي طريقة غمر كامل الجسد بالطين البركاني، الغني بألمعادن، وأول من استعمل هذه الطريقة هي “البيرو”، وهم يعتقدون أنها تعالج الكثير من ألامراض بدأً من حب الشباب، وصولا لعلاج فعال من حمى الروماتيزم، ودور الطب الحديث أنه لم يمنعها، بل كان يعتبر أن فوائدها ظاهريا هي كثيرة.
علاج لسعة النحل
علاج بلسعة النحلة، موطن هذا العلاج منذ زمن بعيد، هي الصين، وهو تقليد متوارث، وقد تم تطويره طبيا، واصبح من العلاجات الشعبية المنتشرة، وهو اليوم يعتبر من ادوات الطب البديل، لعلاج الكثير من الامراض، مثل النقرس، والتهاب المفاصل، وازالة الوهن الجسدي المزمن، فتخيل معي، نوعية هذا العلاج، أن تقترب منك نحلة، وتتركها تلسعك، دون ان تمنعها، او دون اي ردة فعل منك، ولقد انتشر هذا النوع من العلاج، في اغلب الدول الآسيوية.
العلاج بألهجامة
علاج الهجامة، علاج اسلامي، أوصى به الرسول الاكرم، عليه الصلاة والسلام، ومن المؤكد ان له طريقة معينة في تطبيقه، وهو يعالج الكثير من الامراض، مثل الآم الصداع، ويستخدم أيضا لعلاج الامراض المزمنة، والروماتيزم، والاكزيما، والكثير من ألامراض الخطيرة، وهو ما زال معتمدا في الكثير من البلدان الاسلامية.
العلاج بالضحك
أضحك بصوت عالي، العلاج بالضحك، والمعروفة أيضا باسم “يوغا الضحك”، وتستخدم للمساهمة في تخفيض نسبة التوتر، وللزيادة من الطاقة، وهذه الطريقة من العلاج هي شعبية في الهند ، حيث تم وضعها من طبيب مادان كاتاريا في مومباي.
علاج “ريجبة “
في العام 2010، أصدر البرلمان الهندي، قانونا يعترف رسميا، بألطب التقليدي الشعبي Rigba، وهذ النوع من العلاج يستخدم على نطاق واسع لمنطقة الهملايا، ويستخدم في التيبت، ومنغوليا، واجزاء من اليابان، وهو عبارة عن احداث جرح، في الجبين، بين العينين، لنزف الدم الذي يعتبر فاسدا، أو يعتبر سببا لكثير من الامراض، وهي طريقة علاج شمولية لكل أنواع الامراض. اعتقاد متوارث منذ الآف السنين، شُرع بقانون رسمي، ولا يوجد حتى اليوم رأياً طبيا لهذا النوع من العلاج.
علاج دفن الجسد بالرمال الساخنة
عيادة العلاج، موقعها في الصحراء الكبرى في مصر، وهو علاج تقليدي لحمى الروماتيزم، ويستمر هذا النوع من العلاج لفترة زمنية، تطول أو تقصر، حسب أستجابة جسم المريض لهذا النوع من العلاج، ومدى تحسنه.
العلاج بألصدمة الكهربائية
وقد تم العمل على تطوير العلاج بالصدمة الكهربائية، كعلاج للأمراض النفسية، ومرض انفصام الشخصية، والاكتئاب وغيره من الاضطرابات العصبية والنفسية.، ويشمل العلاج عدة صدمات كهربائية قصيرة التي تسبب نوبات قصيرة، أما حاليا فأنه يتم استخدام العلاج بالصدمة الكهربائية، بعد الزامية التخدير الكلي للمريض، وذلك لمنع الآثار الجانبية الخطيرة مثل فقدان الذاكرة وغيرها من المفاعيل الرجعية، ألتي قد تسبب ردات فعل معاكسة، وقد بدأ أعتماد هذا النوع من العلاجات في العام 1942 في مستشفيات ولاية كاليفورنيا.
لا يمكننا النفي بأن الطب الحديث، قد اعتمد في الكثير من الابحاث، والتجارب، على التقليد المتوارث في انواع العلاجات المُعتمدة قديما، ولكنه اضاف اليها تقنيات متطورة، مما سهل أستعمالها.
ولكن ما زلنا حتى اليوم لم يتوصل الطب، لما يسمى بالعلاج الذكي، الذي يعالج نوع المرض دون أن تتعرض الكثير من الاعضاء السليمة في الجسم للأذى، ودون أن يكون هناك ردات فعل كثيرا ما تكون مؤذية.