أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (فرانس برس)
يتجول أحمد عثمان وهو شاب فرنسي، داخل فندق منبج الذي حول تنظيم داعش قبوه إلى مركز اعتقال، ويتوقف مطولاً أمام غرفة ذاق فيها التعذيب لمدة 32 يوماً وهو معلق في السقف بزردٍ حديدي ويداه مقيدتان خلف ظهره.
اعتقل تنظيم داعش أحمد ( 30 سنة) في العام 2015 بتهمة التعاون مع المقاتلين الأكراد الذين كبدوا التنظيم خسائر ميدانية بارزة على أكثر من جبهة في شمال وشمال شرق سوريا.
ولحسن حظه، وجراء النقص في الأدلة ضده، أفرج التنظيم عن الشاب الذي كان قبل اندلاع النزاع طالبا في اختصاص الأدب الفرنسي، بعد 3 أشهر على اعتقاله. لينضم إثر ذلك إلى مجلس منبج العسكري المنضوي في صفوف قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين عرباً وأكرادا.
اليوم يقول أحمد وهو يتجول برفقة طاقم "فرانس برس"، وهو يتنقل بحذر داخل القبو كما لو أنه يخشى وجود عتاصر التنظيم داخله، "لم يكن يُسمح للمعتقلين بالخروج من الغرف إطلاقاً، لم نكن نرى الشمس".
كما يشرح، كيف قسم تنظيم داعش القبو إلى أجنحة عدة، تتوزع بين السجن الجماعي الذي يضم عشرة غرف على الأقل، وغرف السجن الانفرادي التي كانت عبارة عن حمامات، ويبلغ ارتفاعها مترين وعرضها أقل من متر.
اقرأ: عنصر من قلب داعش يبوح بأسرار التنظيم لجنان موسى
داعش يفقد هيبته.. بعد استهداف أشهر عضاضاته في الموصل
لنشر الرعب بين السكان…داعش يوزع أقراص الدم في شوارع الموصل
يقول أحمد "أصعب أنواع التعذيب كانت في هذه المنفردات الصغيرة حيث كان يوضع السجين ليوم أو يومين ويغلق الباب عليه" بهدف حثه على الاعتراف بالتهم الموجهة إليه.
ويوضح "كانوا يضربوننا على الرأس وعلى أي مكان في جسمنا"، مستعيداً تقنية التعذيب داخل الدولاب "كانوا يقيدوننا داخل دولاب ويتناوب 3 عناصر على ضربنا حتى نصبح عاجزين عن المشي".
يذكر أن هذا الفندق الذي جرت فيه عمليات التعذيب من طرف عناصر "داعش" كان مقصدا للسوريين وللسياح الأجانب قبل اندلاع النزاع في منتصف آذار/ مارس 2011.
وبعد سيطرته على المدينة مطلع العام 2014، حول التنظيم الفندق إلى مركز للخدمات والتموين، وجعل القبو المؤلف من طابقين سفليين تحت الأرض مركز اعتقال وتعذيب بعدما كان يضم مطابخ الفندق وحماماته.