أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

في الحديث عن التصنيفات لا تتوقع أن ينحسر السباق في مضمار المنافسة على الأفضل والأرقى والأسرع، فقد يحدث أن تتنافس المؤسسات والدول لحصد المراكز الأولى ولكن فيما لا يسرّك.

والقضية هنا متصلة بآخر حادث سقوط طائرة تابعة لإحدى خطوط الطيران في إندونيسيا، الحادث وقع يوم الاثنين 29 أكتوبر/تشرين الأول، والطائرة المنكوبة مملوكة لشركة “ليون إير” للطيران منخفض التكلفة، أما عن الخسائر فهي 188 راكبا قضوا جميعا ولا أحد يتوقع وجود ناجين.

هذا ليس الحادث الأول ولا الثاني الذي يدون على سجلات الطيران المدني الإندونيسي، سجلات هذا البلد تعد وفقا لخبراء الأسوء في العالم وتحتل المرتبة الأولى في السباق نحو الهاوية.

وقد دفع حادث تحطم الطائرة الإندونيسية سنة 2015  مجلة “أتلانتيك” الأمريكية إلى البحث عن أسباب تكرار حوادث الطيران في الدولة الآسيوية، خاصة وأن الحادث يعد الثالث من نوعه في إندونيسيا خلال 12 شهرا على التوالي.

تاريخ حافل بالحوادث

شهدت إندونيسيا التي تضم رابع أكبر عدد للسكان على مستوى العالم سلسلة من حوادث الطائرات في السنوات الأخيرة فشركة الطيران “تريجانا” التي تمتلك الطائرة المنكوبة الأخيرة سجلت وحدها نحو 14 حادثاً كبيراً منذ تأسيسها في عام 1991.

ففي أغسطس/آب الماضي انقطع اتصال طائرة الركاب التابعة لشركة “ديمونيم أير” مع غرفة التحكم وعثر سكان محليون عليها في وقت لاحق بمنطقة بيجونونجان بينتانج.

وفي يوليو/تموز 2015 تحطمت طائرة عسكرية تقل 122 شخصا في مدينة “ميدان” مما نتج عنه مصرع جميع ركابها إضافة إلى مقتل 21 شخصاً على الأرض.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه تحطمت طائرة تابعة لشركة “Air Asia” بعد فترة وجيزة من إقلاعها من مدينة “سروابايا” الإندونيسية في اتجاهها إلى سنغافورة، ولقي جميع ركابها الـ 162 أيضا مصرعهم.

واغسطس/ آب 2015  وقعت طائرة من نوع إيه تي آر 42 في رحلة داخلية مجدولة بين جايابورا، وأوكسيبيل، تحطمت الطائرة في بعد حوالي 30 دقيقة بعد إقلاعها.

ويحفل تاريخ قطاع الطيران الإندونيسي بمثل هذه الكوارث، لذلك كان الاتحاد الأوروبي يحظر دخول طائرات شركات الطيران الإندونيسية إلى أي من دوله حتى عام 2009.

وأرجع تقرير “أتلانتيك” أسباب تكرار تلك الحوادث إلى مزيج من العوامل الجغرافية والاقتصادية والسياسية.

الجغرافيا

تعتبر إندونيسيا أرخبيلا من الجزر الممتدة جنوب غرب المحيط الهادي مما يزيد صعوبة التنقل بين تضاريسها الوعرة، ويعد النقل الجوي أفضل وأسهل وسيلة للانتقال الداخلي، وتتسم الأماكن الفقيرة مثل إقليم “بابوا” بفقر أو انعدام البنية التحتية للطرق والسكك الحديدية.

وقد وقع الحادث الأخير الذي نتج عنه مقتل جميع ركاب الطائرة الأربعة والخمسين في إقليم “بابوا” الذي يعد أحد أكثر المناطق النائية في العالم، ويعتبره العلماء بمثابة “العالم المفقود” نظرا لبعده واحتضانه للعديد من فصائل الحيوانات الغريبة وغير المعروفة.

الاقتصاد

وقد نتج النمو الاقتصادي الكبير الذي سجلته الدولة الآسيوية خلال العقدين الماضيين في أعقاب انهيار أسواق المال الآسيوية في عام 1998 عن زيادة أعداد الطبقات الوسطى، وهو ما جعل تكاليف النقل الجوي في متناول جزء كبير من المواطنين، فأصبح أحد وسائل الانتقال الداخلية الرئيسية، ومع كثرة الرحلات تزيد احتمالات وقوع الحوادث.

السياسة

ما زالت إندونيسيا ديموقراطية ناشئة، لذلك تعاني الدولة من زيادة معدلات الفساد في جميع القطاعات ومنها قطاع الطيران، ويحصل العاملون بالقطاع سواء الطيارين أو التقنيين أو مراقبي الحركة الجوية على أجور زهيدة.

المزيد من الأخبار

إندونيسيا: العثور على حطام من الطائرة التي تقل 188 راكبا

شاهد حطام من الطائرة الاندونيسية المنكوبة (فيديو)