أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
لثلاث سنوات طارد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي شبحا يملك ويدير الموقع الإلكتروني "طريق الحرير"، لثلاث سنوات حاول موظفوه قطع هذا النهر المتدفق لتجارة المخدرات والتي قدرت مبيعاته الأسبوعية بما يزيد على 1.3 مليون دولار، حتى حقق موظف ضرائب بسيط ما فشلوا فيه مستخدما فقط محرك البحث غوغل.
عرضت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" قصة غاري ألفورد موظف الضرائب الذي تمكن في 2013 من الإيقاع بمدير ومؤسس موقع طريق الحرير Silk Road، وأرجع ألفورد نجاحه في المهمة شبه المستحيلة إلى حبه العمليات الحسابية التي ورثها من والده مدرس الرياضيات.
وقال ألفورد لموقع بي.بي.سي "نشأت في حي فقير في بروكلين بنيويورك، ورأيت بأم عيني حينها ما يمكن للمخدرات أن تسببه للمجتمع من أضرار، إذ كنا نرى الناس وهم فاقدي الوعي من أثر المخدر". يتعامل ألفورد مع الحياة بمبدأ "إثنان زائد إثنين يساون أربعة"، وهو ما طبقه حينما أسند إليه ملف تتبع أموال الموقع، ولكن لماذا فشل المحققون الفيدراليون أولا لثلاث سنوات في مهمتهم؟
اختبأ موقع طريق الحرير – الاسم مأخوذ عن الممر التجاري التاريخي من الصين إلى الشرق الأوسط وأوروبا – فيما يعرف بالإنترنت المظلم Dark Web، وهي شبكة عنكبوتية موازية يستخدمها عادة تجار المخدرات والرقيق، وكان تعقب أمواله صعبا بسبب استخدام العملة الإلكترونية المشفرة "بت-كوين" Bitcoin، إلا أن ألفورد تغلب على ذلك بصبره وباستخدام غوغل، ولكن كيف؟
اضغط هنا لتعرف أكثر عن بيت-كوين
أوضح ألفورد في حواره لبي.بي.سي أنه بدأ في وقت فراغه البحث على غوغل عن أول ذكر لكلمة silk road باستخدامها الإلكتروني، وقاده البحث إلى منتدى إلكتروني عن بيت-كوين حيث وجد موضوعا يسأل فيه شخص عن كيفية تسعير وبيع المخدرات باستخدام العملة المشفرة، وبتتبع الحساب الذي طرح الموضوع وجد مشاركة لصاحبه كتب فيه بريده الإلكتروني rossulbricht@gmail.com ، وهنا ظن ألفورد أنه وصل لحل القضية وأخبر الفيدراليين عن الأمر.
كانت الصدمة لألفورد رفض الفيدراليين اعتماد نتائج بحثه، لكنه لم يستسلم واستمر في بحثه قائلا "توجب عليّ التعامل مع الأمر بشكل احترافي، إن كانت الحقيقة هي ما توصلت إليه سيعودون للعمل معي". بحث ألفورد عن أشخاص باسم روس ألبريت، وحصر نطاق بحثه بين من يطرحون أسئلة في المنتديات وينشرون مواداً تتناسب مع اهتمامات من قد يؤسس موقعا مثل طريق الحرير، ليجد رجلا يدعى ألبريت حصل في نهاية العشرينيات على شهادة في الدراسات العليا من جامعة بنسلفنيا.
كما وصل إلى عنوانه من خلال عنوان جهازه IP بعدما تعلم كيفية فعل ذلك عبر بحثه على غوغل، ومن خلال محرك البحث أيضا تمكن غاري من الوصول لمكان سكن السيد ألبريت في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.
وكان ألفورد محظوظا بعثوره على تسجيل فيديو مدته نحو 35 دقيقة لألبريت نفسه، وبعدها بدأ البحث في منتديات مطوري المواقع والقائمين على تصميمها، وأخذ يتتبع نوع الأسئلة التي قد يسألها شخص مثل ألبريت، ليجد مستخدما تحت اسم فروستي Frosty.
ومع تتبع مكتب التحقيقات لعنوان IP موقع طريق الحرير وصلوا إلى أن مديره استخدم عنوانا من سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، وفي اجتماع بشأن أموال موقع طريق الحرير سمع ألفورد بالصدفة هذه المعلومة، وعندما أكد لهم أنه لديه عنوان هذا الشخص مرة ثانية لم يأخذوه على محمل الجد، عندها اتصل بالنائب العام الذي طلب منه العنوان وحرك القضية من هناك.
قارن النائب العام العنوان الذي أعطاه له غاري وما لديه من معلومات جمعها مكتب التحقيقات الفيدرالي، ودعا غاري للانضمام لاجتماع على الفور يضم إف.بي.آي والأمن القومي، وحينها أخبرهم ألفورد بكل ما لديه، ودهش عملاء مكتب التحقيقات بربطه شخصية فروستي بروس ألبريت، وهكذا استخرج النائب العام مذكرة اعتقال في حقه، وتم القبض عليه في مكتبة في سان فرانسيسكو.
قضت المحكمة بالسجن مدى الحياة على ألبريت، بعد إدانته بتهم عدة، أبرزها التخطيط لبيع المخدرات وغسيل الأموال والقرصنة الإليكترونية، وقال مدعون فيدراليون إن الموقع باع مخدرات تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار.
إقرأ أيضا:
حاسوب لمقاتل تونسي من داعش يكشف كيف يستغل الإنترنت المظلم Dark Web