أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)
يلجأ العديد من القائمين على مدارس تعليمية، إلى استخدام تطبيق واتساب لإجراء محادثات جماعية بين المعلمين والتلاميذ.
وانقسم الخبراء إلى صنفين، الأول يرى أن لتوظيف تطبيق واتساب في التعليم إيجابيات حيث يسهل عملية التعلم. ويمكن عبر هذا التطبيق أن يذكر المعلمون التلاميذ بإحضار كتاب معين، على سبيل المثال. أو يمكنهم كتابة تعليمات من قبيل “درجة الحرارة غدا ستكون 30 درجة مئوية، إذن فسوف تكون حصة التربية الرياضية في حمام السباحة الخارجي.. أحضروا مستلزمات السباحة”.
فيما أبدى خبراء آخرون، عدم ثقتهم في تطبيق واتساب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي. ويعتقد هؤلاء أن الاستعانة بتطبيق واتساب سلبية وعلى المدرسين الحذر منها، حيث ينشر بعض المعلمين الدرجات المدرسية على واتساب. فيما ينبه أحد المعلمين “ليس من المفترض أن يفعلوا هذا”، حيث أن هذا أمر شخصي للغاية ولا يهم أي شخص آخر.
ويلجأ الأشخاص إلى الهواتف الذكية لإرسال رسالة سريعة أو صورة، وتستخدم الأغلبية تطبيق الرسائل الفورية واتساب وينشئون مجموعات كبيرة في التطبيق حتى يمكنهم التواصل مع عدة أشخاص دفعة واحدة. حتى أنه وقع اعتماده في بعض المدارس من خلال
لكن هل يعد التواصل بين المعلمين والتلاميذ عبر واتساب فكرة جيدة أو سيئة بالنسبة للقائمين على قطاع التعليم في دول العالم، وتطبيق واتساب من أكثر التطبيقات انتشارا واستخداما سواء في العالم العربي أو الغربي.
لا يستغرق الأمر كثيرا من الوقت لكتابة رسالة، وإلا لكان على المعلم أن يهاتف كل التلاميذ واحدا تلو الآخر، كما يكون يوسعه أن يبعث رسالة عبر البريد الإلكتروني ولكن قد لا يقرأها كل التلاميذ. ومن الإيجابيات أيضا أن المعلمين سيكونون على دراية تامة إذا ما كتب تلميذ ما شيئا غير لطيف، حيث يمكن للمعلم معالجة الأمر وتسوية الخلاف، وهو ما يؤكده بعض أولياء الأمور.
ويبين مؤيدو الواتساب في العملية التعليمية أنه بالإمكان الاستفادة منه في دعم المناهج الدراسية وذلك من خلال إنشاء مجموعات تحفز التلاميذ على مراجعة جماعية للدروس وطرح الأسئلة العالقة على المعلمين دون الالتجاء إلى الدروس الخصوصية.
وسبق أن شرح مدرسون في السعودية دروس الرياضيات للطلاب وهم في منازلهم عبر تطبيق واتساب، عبر مجموعات تم إنشاؤها وقد ضمت المعلم وطلابه، وأولياء أمورهم ممن رغب منهم في المشاركة.
ويمنح تطبيق واتساب فرصة للعائلات خاصة في المنطقة العربية للتواصل مع الإطار التربوي المشرف على تدريس أبنائهم بسبب ضيق الوقت لديهم وانشغالهم بالعمل كامل أيام السنة، ويسمح لهم بالإصغاء إلى تقييم المعلم والاهتمام أكثر بدرجاته، وهو ما يسمح لهم بتدارك النقائص.
مشاكل واتساب في التعليم
ومن المشاكل التي تتعرض لها المدارس بالعالم العربي والغربي عبر واتساب هو مشكل تسريب الامتحانات. ففي عام 2017 وقع تسريب امتحان اللغة العربية في مصر لطلبة وطالبات الثانوية العامة عبر موقع واتساب، قبل بدء امتحانات الثانوية العامة بساعات قليلة. وضبطت وزارة التعليم المصرية في مايو الماضي، طالبين أدارا مجموعة على واتساب لتسريب أسئلة الثانوية الفنية وإجاباتها.
كما أثار تسريب امتحانات عبر واتساب أزمة في الهند العام الماضي وقد تظاهر المئات من الطلاب وأولياء أمورهم في الهند في مارس 2018، بعد تسريب أسئلة امتحانات المدارس الوطنية، ما أدى إلى فتح تحقيق رفيع المستوى.
ويلفت الخبراء أيضا أنه بإمكان واتساب أن يشتت تركيز الطالب ويشغله عن الفصل، وبدلا من أن يستغله للدراسة يصبح فضاءه المفضل للتسلية واللهو وقد يجعله يتكاسل لأداء واجباته المدرسية.
ويشير خبراء أن الإرجاء المستمر للأمور هو أمر منتشر في القاعات المدرسية. ولتجنب التعرض لضغط الوقت جراء التلكؤ يقترح مارتن كرينجيل، وهو خبير في فن إدارة الوقت، فكرة أنه “يمكن للطلاب تحديد الموعد النهائي في الروزنامة مبكرا مما هو عليه”.
وإذا كان الطالب يتشتت ذهنه بسهولة بسبب تطبيق واتساب أو موقع يوتيوب ونتفليكس وبقية مواقع التواصل الاجتماعي، يجب عليه أن “يسحب القابس ببساطة، ولتقم بفصل الإنترنت ووضع الهاتف الذكي بعيدا”، بحسب كرينجيل. ويمكن أن تساعد أيضا التطبيقات التي تحجب الرسائل المسببة لتشتيت التفكير لفترة معينة.
وبالرغم ممّا تم رصده من فوائد وعيوب لتطبيق واتساب يتجه العالم نحو الاستعانة بالتكنولوجيا للنهوض بواقع التعليم. وقد أقر وزراء التربية والتعليم العرب في منتدى التعليم العالمي والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم الذي عقد في فبراير الماضي، أن الثورة الصناعية الرابعة أضحت محرك التنمية في العالم وأنه من أهم التحديات التي تواجه البلدان العربية هو خلق جيل ماهر متعلم قادر على التنافسية ومواكبة احتياجات هذه الثورة وهو ما يتطلب دعم جهود تطوير التعليم المستدام وتعزيز دور التكنولوجيا في عمليتي التعليم والتعلم.
وكشف تقرير حديث صادر عن البنك الدولي بعنوان “الطبيعة المتغيرة للعمل” بداية العام الجاري، أن بلدان المنطقة تحتاج إلى توسيع إمكانية الوصول إلى الإنترنت على أوسع نطاق وضمان المدفوعات الرقمية لتأمين حصول الجميع على التكنولوجيا لإطلاق الفرص التي يتيحها الاقتصاد الرقمي العالمي.
وأوضح التقرير أن أداء بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما زال ضعيفا، مقارنة بنظيراتها في المناطق الأخرى، ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى ضعف نتائج التعلم.
وقال فريد بلحاج، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “على الرغم من أن بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنفق نسبة كبيرة من موازناتها على التعليم، وقد حققت تقدما ملحوظا في تعزيز إمكانية الحصول على التعليم، فإن الطلاب يتخرجون دون اكتساب المهارات المطلوبة في سوق العمل، ويصبح خريجو الجامعات على الأرجح عاطلين عن العمل بأعداد أكبر من ذوي المؤهلات الأقل”.
وأشارت ماري- فرانسواز ماري نيللي، المديرة الإقليمية للمغرب العربي ومالطا بالبنك الدولي “بغض النظر عن التقدم التكنولوجي، سيظل الطابع غير الرسمي هو السمة الغالبة لاقتصاد بلدان المنطقة، فحوالي 70 بالمئة من العمال في المغرب و60 بالمئة في تونس يظلون في وظائف غير رسمية ومنخفضة الإنتاجية، ولا يحصلون تقريبا على التكنولوجيا ولا على الحماية الاجتماعية”.
ومن شأن زيادة إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا وتكييف أنظمة الحماية الاجتماعية أن يساعدا هذه البلدان على معالجة مشكلة الوقت الراهن وهي القطاع غير الرسمي، في حين يجري التكيف والتكوين المستمر استعدادا لاقتصاد المستقبل.