أخبار الآن | الشرقية- مصر (رويترز)
بعد أن عانت مصاعب اجتماعية وقانونية كبيرة لتنهي زواجها، قررت مُطلقة مصرية مد يد العون لأخريات يتعرضن لذات التجربة المُرة، بإنشائها إذاعة (مطلقات راديو) على الانترنت عام 2010 في تحد للوصمة الاجتماعية المرتبطة بالطلاق.
وكان الهدف الأساسي من الإذاعة تقديم النصح بشأن الإجراءات القانونية للطلاق ونشر الوعي بشأن حقوق المطلقات والخدمات المحتملة التي تقدمها الدولة لهن.
ويقول الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إن هناك نحو 200 ألف حالة طلاق سُجلت في عام 2015 بما يمثل زيادة تصل إلى 10 في المئة عن المسجلة في 2014.
وتشير التقارير إلى ارتفاع معدلات الطلاق في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.
وحول ذلك قالت مؤسسة إذاعة محاسن صابر (مطلقات راديو) لتلفزيون رويترز “يعني على أرض الواقع بنعمل صُلح مثلا لأي متجوزة (متزوجة) بينها وبين جوزها (زوجها)، بنعمل محاولة إصلاح للمطلقة، إعادة بنائها نفسيا واجتماعيا، بنتواصل مع ناس، بنتواصل مع بشر. بننزل كمان يعني إيه، بنعمل حاجات خدمية. الحكومة مثلا بتقدم خدمات من خلال المجلس القومي للمرأة، من خلال مراكز الطفولة. فإحنا بنعمل حاجات توعية، بروموهات توعوية، بنقعد نقول للناس المجلس القومي يا جماعة بيقدم لكم كذا وكذا وكذا”.
وتقدم برامجها أيضا مساعدة نفسية للنساء اللائي يجدن صعوبة في التكيف مع حالتهن الاجتماعية الجديدة.
وعلى الرغم من محدودبة الموارد قدمت 35 امرأة مساعدة تقنية للمنصة الجديدة التي لا تهدف إلى الربح. وتقدم الإذاعة برامجها من مقهى انترنت محلي في محافظة الشرقية بشمال مصر.
وأضافت محاسن صابر “أنا عندي خلفية قوية من قراءاتي ومما سبق إنه لأ الست المطلقة ده حقها شرعا إنها تتطلق عادي، تمام. هي الفكرة مش فكرة عندنا إن العيب مش في فكرة الطلاق العيب في تنفيذ، عارف، ما بعد الطلاق”.
وتقول مي علي شريكة محاسن في تقديم برامج إذاعة (مطلقات راديو) إن الإذاعة تقدم خدمات متنوعة وتلبي احتياجات أخريات بينهن متزوجات وآنسات (غير متزوجات).
وأضافت “هو الراديو، برغم إن اسمه مطلقات راديو بس هو بين قوسين راديو الأسرة، يعني هو بيهم كل الأسرة من الطفل، إزاي تربي ابنك، إزاي، حتى اللي مش متجوزة، إزاء تختاري شريك حياتك، إزاي نكون أكثر إيجابية في حياتنا”.
وتجذب الإذاعة التي تبث برامجها عبر الانترنت مساهمات نسائية من ربوع المعمورة بينها من السعودية والسودان وحتى إيطاليا وإسبانيا.
وقالت مطلقة مقيمة في القاهرة تدعى شيماء إن هذه الإذاعة مهمة جدا لمساعدة المطلقات.
وأضافت لتلفزيون رويترز “آه طبعا، آه طبعا، محتاجين جدا، وبدل ما بنقعد نتكلم في حاجات تانية مش كويسة يعني، لأ نسلط الضوء على الحاجات المهمة. وبعدين المرأة مش نص (نصف) المجتمع، هي المجتمع كله. هي اللي بتطلع الوزير وهي اللي بتطلع الضابط والمهندس وبتطلع الرئيس. فلو هي ست مرتاحة نفسيا وعايشة كويس، أكيد هتطلع أجيال كويسة”.
ومثل كل تجربة يعارضها البعض قال رجل من سكان القاهرة يدعى وجدي علي “إحنا مش عايزين نفتح عينين السيدات العرب إن هي إيه، أي مشكلة صغيرة تبقى تندفع إلى الطلاق، لأن لما تشوف واحدة زي كده متحررة وتدعو للطلاق مثلا أو بتقول الطلاق حلو وجميل وأنا عايشة زي الفل من غير زوج، ده طبعا إحنا بنعمق جراح الأسرة العربية، إحنا مش عايزين نصل لهذه المرحلة”.
وأظهرت دراسة للأمم المتحدة في 2013 أن 47 في المئة من النساء المطلقات أو المنفصلات أبلغن عن تعرضهن لاعتداءات في مصر.
إقرأ أيضاً