أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة
اكتشفت مجموعة من النساء في الأردن كنزا لم يكن معروفا من قـَبل ، يتمثل في الجرائد والمجلات المهملة، حيث تـَستخدم النساء أوراق الصحف لابتكار قطع من الأثاث والسجاد والأعمال الفنية المعقدة، كوسيلة لتأمين دخل ثابت.
ويأتي هذا العمل في إطار مبادرة يطلـَق عليها “أنامل”، وهي عبارة عن مشروع لخدمة المجتمع بتمويل مستقل لتحسين مدخول النساء الفقيرات ماديا ، عبر صناعات يدوية صديقة للبيئة.
وقالت شهرزاد داود البالغة من العمر ثلاثين عاما إن المشاركة في المشروع جعلتها تشعر بالتمكين والقدرة، كما ساعدتها على كسب المال.
وأضافت “المشروع كتير حبيناه.. أول إشي إنه منعيد تدوير الأشياء إلي ممكن تنكب.. منستفيد منها.. وكمان وبنملي وقت فراغنا.. وبنطلع دخل.. وبرضو بدل ما أكون أم مستهلكة بكون أم منتجة كمان.. بحس حالي إني عملت إشي يعني وبساعد يعني”.
وتعمل شهرزاد، وهي أم لطفلين، في المنزل خلال المساء. وغالبا ما يقوم أطفالها بمساعدتها من خلال جدل أوراق الصحف بشكل حلزوني بعد الانتهاء من واجباتهم المدرسية.
وتعمل مبادرة أنامل حالياً مع أكثر من 50 امرأة يعشن في مخيمات اللاجئين والمناطق الفقيرة في عمان.
وتلقت النساء المستفيدات سلسلة من التدريبات من أجل صقل مهاراتهن في تحويل النفايات الورقية إلى قطع فنية معقدة. وأصبحن بعد ذلك مستعدات للعمل، وتحويل الصحف والمجلات إلى أشرطة طويلة رفيعة، يقمن بنسجها وجدلها معاً.
وعندئذ تقوم الفنانة وفاء فياض، وهي من بين مؤسسي المبادرة، باستخدام هذه المواد الخام لصنع مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك المقاعد والمصابيح والوسائد.
وتقول إحدى المشاركات في المشروع وتدعى مؤمنات بهاء “تغيرت نفسيتي.. أنا من الأول كنت عم بسأل وعم بسعى إنه أنا بدي شغل يكون ضمن بيتي.. ما بدي أطلع لبرا يعني.. فارتاحت نفسيتي.. يعني تغيرت معنوياتي كمان.. أنه من جهة الدخل يعني، من جهة التسلاية، أنا ما بحب أطلع برا البيت يعني.. خلاص انا ضليت ملتزمة بشغلي ببيتي يعني، وزي ما حكيتلك أنا ما بقصر بشغل البيت أو بدراسة الولاد .. هاي إشي يعني”.
من جهتها تقول سناء عابدين، وهي من القائمين على المبادرة، إن “هاي المبادرة النسائية هدفها تمكين المرأة حتى تصبح أمرأة منتجة.. بس عندنا فئة مستهدفة من النساء والصبايا إلي هما ما بيقدروا يشتغلوا إلا داخل بيوتهم.. بتمنعهم ظروف إقتصادية أو إجتماعية معينة إنهم يطلعوا خارج المنزل، فإحنا فكرنا كيف ممكن إنا نساعدهم داخل البيوت”.
وأضافت أن المبادرة تحقق هدفين بشكل متواز وهما إنتاج أعمال صديقة للبيئة بالإضافة إلى تمكين المرأة.
وتعد البطالة بين النساء مشكلة رئيسية يعاني منها اقتصاد البلاد.
ووفقاً للبيانات التي نشرتها منظمة العمل الدولية في عام 2017، فإن 18 في المئة فقط من النساء في الأردن يشاركن في القوى العاملة، مقابل 87 في المئة من الرجال.
وعُرضت المنتجات التي ابتكرتها النساء في معرض دار الأندى في عمان، حيث جرى بيعها بأسعار تتراوح بين 10 و 200 دينار أردني (15 – 200 دولار).
وتقول المبادرة إنه سيتم توجيه جزء من العائدات لدعم مبادرات تعود بالنفع على الجمعيات النسائية.