أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)
أولمبايد طوكيو 2020 لن يكون كما بق أبداً فقد تعهدت اللجنة المنظمة للأولمبياد بإعادة تدوير النفايات الإلكترونية خلال عملية سبك الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية التي ستمنحها اللجنة المنظمة خلال الأولمبياد.
طوكيو تسعى لتحضير خمسة آلاف ميدالية من مواد معاد تدويرها من نفايات إلكترونية.
والحقيقة أن النفايات الإلكترونية وما تحويه من بطاريات وأسلاك وغيره، باتت الرافد الأسرع تضخما بين النفايات المنزلية في العالم، كما تعد النفايات الإلكترونية على شدة سميتها منجما مهملا يخفي ذهبا ومعادن أخرى نفيسة بانتظار من يكتشفها.
ودعت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020 المواطنين للتبرع بأجهزتهم المحمولة القديمة لخدمة الأولمبياد لتضرب عصفورين بحجر واحد بالتخلص الآمن من النفايات الإلكترونية المهملة وتوفير الميداليات للعرس الرياضي المقبل.
فبعد مضي عام وأشهر منذ إطلاق المشروع في إبريل/نيسان الماضي، حصل المنظمون على 16,5 كيلوغرام من الذهب، أي ما يزيد عن نصف كمية الذهب المطلوبة لسبك الميداليات والتي تقدر بـ 30,3 كيلوغرام من الذهب، فضلا عن ألف و800 كيلوغرام من الفضة (أي نحو 43,9 في المئة من الفضة المطلوبة)، فضلا عن كامل كمية البرونز المطلوب ويبلغ ألفين و700 كيلوغرام.
ويعني هذا إلى جانب التخلص من النفايات الحاجة لعمليات تعدين أقل، وتقدر هولشكو إمكانية أن تفي النفايات الإلكترونية بما بين 25 و30 في المئة من الطلب العالمي على الذهب.
وتقول هولشكو، التي شاركت في تأسيس مركز للاستفادة من النفايات الإلكترونية بجامعة بريتيش كولومبيا، إن الإحصاءات “تشير بوضوح إلى وجود فرصة تجارية جيدة”.
وليست هذه المرة الأولى التي تحوي الميداليات الأولمبية معادن أعيد تدويرها، ففي أولمبياد ريو 2016 جاء قرابة 30 في المئة من الفضة المستخدمة من نفايات المرايا واللحام وصفائح أشعة إكس، و40 في المئة من النحاس الداخل في سبك البرونز من نفايات صك العملة.
وفي أولمبياد فانكوفر الشتوية عام 2010 كانت البداية رمزية بنسبة 1,5 في المئة من الميداليات من مواد أعيد تدويرها وكان مصدرها من بلجيكا.
لكن مبادرة طوكيو 2020 فريدة لسببين، أولا لأنها تهدف لأن تكون الميداليات من المواد المعاد تدويرها بنسبة 100 في المئة، وثانيها لاعتمادها بالكامل على النفايات الواردة من اليابان البلد المضيف.
وقد انطلق المشروع الياباني بنجاح، فحتى يونيو/حزيران 2018 جمعت محال الاتصالات 4,32 مليون محمول مستخدم تبرع بها الجمهور، وتلقت البلديات نحو 34 ألف طن من الأجهزة الإلكترونية الصغيرة.
ويمكن استخلاص غرام من الذهب من نحو 35 إلى 40 هاتفا محمولا أي سُدس الغرامات الستة التي تشترط اللجنة الأولمبية الدولية احتواء الميدالية الذهبية الواحدة عليها، والباقي من الفضة.
وتتعلق الأنظار بمساعي استخلاص الذهب، وقد تبرع أبطال سابقون بأجهزتهم القديمة، بل أسهم وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون في المبادرة خلال زيارته لطوكيو عام 2017.
ورغم ذلك يبقى ثقل المشروع رمزيا بالأساس، إذ لن يعالج سوى إحدى التبعات الضخمة للأولمبياد.
فالأجهزة الإلكترونية المجمعة حتى الآن تمثل أقل من ثلاثة في المئة من ناتج اليابان سنويا من النفايات الإلكترونية، والذي تقدره الأمم المتحدة بنحو مليوني طن.
ومن المسائل الأخرى المطروحة للنقاش مصير المكونات الأخرى للأجهزة غير المعادن والتي تشمل كل شيء بخلاف القليل من الذهب والبلاديوم وغيرهما من المعادن القيمة.
ولا تقبل اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020 من جهات التدوير سوى الذهب والفضة والبرونز (المسبوك من النحاس والزنك)، ولا يسعها الجزم بما ينتهي إليه حال باقي المكونات.
ويقول المتحدث باسم ألعاب الأولمبياد: “سمعنا أن هناك شركات تعمل على تدوير المكونات الباقية باستخدام وسائل الفرز المعتادة “، لكنه لا يقدم ضمانات على ذلك.
اقرأ أيضاً :
بالفيديو | آخر قدرات الروبوتات.. يؤلف نصوصا ويلقي المحاضرات!