أخبار الآن | بيروت – لبنان (تريسي أبي انطون)
مشوار شاق خاضه الدكتور جميل زغيب المصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري يعاني من الشلل التام، إلا من عينين، تتواصلان وتكتبان فبيّن وبرهن أن ما من شيء يقف عائقاً أمام من يملكون الإرادة القوية.
الدكتور جميل زغيب، شخصية ملهمة لم تستسلم لمرض التصلب الجانبي الضموري ALS، بل طارت بروحها إلى أبعد مساحات التحرر من الجسد، ومن قيود مرض أصابه قبل عشر سنوات وجعله طريح الفراش.
وعن السبب الذي دفعه للمواجهة والاستمرارية يجيب د. جميل زغيب: “في ذلك الوقت، كنت أتساءل هل يجب أن أستسلم، كما يفعل معظم الناس، أو يجب أن أعيش؟ وأخيرا، قررت أن أعيش ولكن بكرامة ومزاج جيد، طالما لازلت قادرا على ذلك، في وقت لاحق أدركت أن لدي مهمة، وأن الخالق قد اختار لي أن أشجّع الآخرين. لذلك، اخترت التمتّع بالحياة، وأن أبتسم من خلال الدموع، وتذكرت أن كل شيء يحدث لسبب ما”.
هو طبيب أطفال، ورغم أن المرض سلبه الحركة والقدرة على الكلام والتنفّس الطبيعي وحتى الضحكة، إلا أنه لم يسلبه رغبته في الحياة، قبل أن يتحوّل مصدر إلهام ودعم للكثيرين.
يضيف د. جميل زغيب: “عندما يكتشف الأطباء أن واحدا من مرضاهم لديه الـASL، قد يقول معظمهم لا يمكننا أن نفعل أي شيء لمساعدتك. وإنما في الواقع، يمكنهم المساعدة، ولكن على الأرجح لا يعرفون كيفية القيام بذلك. لهذا السبب وقبل عامين، أسست الجمعية اللبنانية لمرض التصلب الجانبي الضموري، وهي الأولى في العالم العربي. من سريري ومن خلال عيني، قمت بأداء جميع المهام، كتبت القواعد والأهداف، اخترت المجلس، وبنيت الموقع الالكتروني. إن الدور الرئيس لهذه الجمعية هو مساعدة المرضى على فهم ومواجهة مرضهم، والتقليل من أعراضه، وتحسين نوعية حياتهم. وذلك من خلال الاستماع إليهم، وتوعيتهم، ودعمهم معنويا وماديا، وذلك بالتعاون مع العائلات، والمعالجين الذين يتابعونهم.
نجاح بعد نجاح، وإصدار تلو الآخر، حتى باتت في رصيده تسعة كتب هدفها نشر الأمل، ألفها خلال ثلاث سنوات، من على فراشه مستخدماً عينيه في الكتابة على جهاز حاسوب يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وبه لا يتواصل مع محيطه وحسب إنما مع العالم الخارجي.
ويضيف د. جميل زغيب: “مع جهاز كمبيوتر يعمل من خلال حركات العين (أو تعقب العين)، تمكنت من إعادة الاتصال مع العالم، ومن تحقيق إنجازات لم أتمكن من تحقيقها عندما كنت على قدمي، إنه أداة مذهلة للمرضى المعوقين، ويتيح لهم القدرة على التواصل مع الناس”.
حاليا، يتحضّر الدكتور زغيب لتوقيع كتابه العاشر ومحوره أسئلة وجودية كبرى، على أن يكون ذلك في احتفال تُنشد خلاله أغنيات من كلماته وبحضوره شخصيا.