أخبار الآن | الرميثة – العراق (رويترز)

تغادر حسنة عبد الحسين قريتها بعد منتصف الليل كل يوم الخميس لتقطع رحلة تستغرق منها ساعة إلى وسط مدينة الرميثة حيث يوجد مركز خيري يوزع طعاما وفي بعض الأحيان ملابس من أجل أطفالها الثمانية وزوجها العاطل.

وتجلس حسنة ومجموعة من النساء، اللائي أتين مثلها لتلقي الصدقات، وظهرهن إلى حائط السرايا، وهو مبنى قديم يرجع للعصر العثماني وكان بيتا للحاكم العثماني.

وتستخدم جمعية خيرية المبنى حاليا كمركز لتوزيع الطعام. وتنتظر النساء، تحت لافتة مكتوب عليها “حائط أحباب الله”، شروق الشمس لكي يبدأ توزيع الطعام.

وقالت حسنة عبد الحسين (56 عاما) والتي تسكن في قرية تبعد أكثر من ٥٥ كيلومترا عن قضاء الرميثة “وجبات ماكو. عائلة عندي كبيرة وأبونا (زوجها تقصد) رجال كبير وعنده مرض تدرن يعني ما يقدر، فأنا اضطر آجي لهنا بلكت (لعلي) أحصل لي شغلة. عندي أربعة بنات وأربع أولاد، أكبر واحد بالخامس ابتدائي بلكت أحصل لهم فد شيء، فالخير خليه يشوفنا والحكومة خليها تشوفنا”.

وأضافت حسنة، التي ترتدي النقاب ، لتلفزيون رويترز “طلعت والله ب ١٢ وصلت لهنا بالواحدة، بس أني أقول لك أكو ولد عرف (تعرفه هي) يجيب ثلج لهنا جئت معاه أنا ومعي بنتي. حالتي تعبانة لو ما حالتي تعبانة ما آجي وأنا مريضة”.

وبدأ المركز بمجموعة متطوعين، ويقدم لكل أسرة كيسا يحتوي على كيلوجرامين من الأرز، وكيلوجرام واحد من كل من العدس والفول، والطحين (الدقيق) إضافة إلى دجاج وصلصة (معجون طماطم) وتوابل وحليب وجبن وملح وزجاجتي زيت طهي. وفي بعض الأحيان تتلقى ملابس مستعملة.

ومثل الأُسر الأخرى في قريتها كان زوج حسنة يعمل مزارعا قبل أن تتعرض المنطقة للجفاف قبل نحو ست سنوات نتيجة لنقص الأمطار، الأمر الذي تسبب في جفاف المزارع وأدى إلى تحول مزرعته لأرض قفر.

ويعمل زوج حسنة حاليا عاملا مؤقتا باليومية يحصل على 15 ألف دينار (12.5 دولار) في اليوم إضافة إلى معاش الضمان الاجتماع الذي يبلغ 350 ألف دينار عراقي (293 دولار) كل شهرين.

ويلتهم الايجار نحو 150 ألف دينار (125 دولار) من دخلها الشهري ليتركها بلا خيار سوى الاعتماد على الصدقات من الجيران والمتبرعين لإطعام أُسرتها.

وبالنسبة لبتول حسن، وهي أُم لخمس بنات أيضا، فإن الوضع ليس أفضل حالا من حسنة. فكلتاهما تناضلان لإطعام أطفالهما.

وقالت بتول “أمرار آجي بالستة وكلش، كلش بالثلاثة. نجي علمود هذني. يعطونا تمن، عدسات (عدس) وشوية سكرات، هو اللي عنده يجي يقعد هنا ها القعدة. هذا اللي تشوفني قدامك إحنا وبناتنا عائلة واحدة والله العظيم، غرفة واحدة والله ولو تكذبونني أمسوا واطلعوا وشوفوا حالي. عندي كومة بنات، لحد أمس تبكي تقول أريد هدوم للعيد، منين أجيب لها؟ حالتنا كلش صعبة والله”.

ويعمل “حائط أحباب الله” بمبدأ (اللي ما تحتاجه في بيتك، غيرك يحتاجه).

وبدأت جمعية الحائط التي تضم 25 عضوا تجمع تبرعات قبل أربع سنوات وتوزع طعاما وملابس مستعملة على المحتاجين في بيوتهم.

وفي الآونة الأخيرة ومع بدء شهر رمضان قررت الجمعية توزيع الطعام في أيام الجمعة والسبت.

وما بدأ بشكل هزيل في الأسبوع الأول من شهر الصوم تحول إلى إقبال كبير في الأسبوع الثاني من الشهر حيث قفز عدد النساء القادمات للحائط إلى أكثر من ألف امرأة في يومي الجمعة والسبت.

وقال علاء الشيخ، مسؤول عن حائط أحباب الله “نعمل مثل ما تشوفون في حائط أحباب الله بتوزيع المؤن وتوزيع المواد الغذائية بالإضافة إلى الملابس المستخدمة وغيرها والملابس الجديدة أو أي شيء. ما تحتاجه في بيتك، غيرك يحتاجه، هذا شعارنا والشعار الأول هو هذا. مثل ما تشوفون الأعداد اللي جاي تجي بالمئات، إحنا صراحة جاي نقدم كل جمعة وسبت وقت التوزيع مالتنا من ستة الصبح إلى تسعة الصبح. توزيعنا ١٥٠٠ وجبة خلال هذين اليومين إضافة إلى ١٠٠ وجبة يوميا، هي جاري العمل بها ولكن جمعة وسبت ١٥٠٠ وجبة”.

وأوضح علاء الشيخ أن النساء يأتين من القرى والبلدات المحيطة بالرميثة لتلقي الصدقات.

وقال إن تكلفة كل كيس تبلغ 15 ألف دينار عراقي (12.5 دولار) وإن الجمعية تحصل على كل تمويلها من التبرعات المحلية من المحسنين وأهل الخير.

 

اقرا ايضا

دعوات لتحري هلال شوال وشبه اجماع على موعد عيد الفطر