سامي الجميل: السلطة الحالية في لبنان لا تعمل من أجل مصلحة الشعب
شدد رئيس حزب “الكتائب” اللبنانية النائب المستقيل سامي الجميل على أن “السلطة الحالية لا تعمل من أجل مصلحة الشعب اللبناني بل من أجل مصالحها الخاصة”، لافتاً إلى أن “نواب الكتائب قدموا استقالتهم عندما أيقنوا أن ليس لديهم قدرة على التغيير أو التأثير”، مؤكداً على أن “مكاننا إلى جانب الناس للمطالبة بحقوقها”.
الجميل أعلن، خلال حديث خاص لـ“عيش الآن“، أن “هنالك سيطرة كاملة للمافيا بكل تفرعاتها على كل مفاصل المؤسسات، لهذا المطلوب اليوم إعادة إنتاج السلطة من جديد وإعطاء اللبنانيين فرصة لمحاسبة هؤلاء المسؤولين على أدائهم من خلال الانتخابات النيابية المقبلة”. وأوضح أن “هنالك قناعة عند الجزء الأكبر من الرأي العام المعارض في لبنان، بمواقف حزب “الكتائب” وتموضعه وجديّته وصدقه في التعاطي بالعمل السياسي”.
وقال: “لقد دفع حزب الكتائب ثمن وجوده على الساحة المعارضة، من خلال الانتخابات النيابية والاقصاء ومهاجمة مواقفنا”، لافتاً إلى “اننا كنا ثورة قبل أن يكون هنالك ثورة، ونحن واجهنا هذه المنظومة السياسية منذ العام 2015 في الوقت الذي كان فيه الشعب يصوّت لها، لقد كنّا عكس السير في تلك الفترة”.
وأكد الجميّل أنه “ضدّ قطع الطرقات وإشعال الإطارات”، الا أنه أوضح “اننا مع التجمعات الكبيرة، عندما ينزل الشعب اللبناني بالآلاف وحكماً يقفل الطرقات بسبب الحشد وأعداد المشاركين، أما الخطأ أن يتم اقفال الطرقات من أجل حسابات سياسية وقرارات حزبية”، مشيراً إلى أن “هنالك قوى تختبئ وراء الثورة من أجل توجيه رسائل هنا وهناك، ومن أجل حسابات سياسية ضيقة”.
الجميل: الشعب اللبناني فقد استقلاله.. وأثق بقدرته على التغيير عبر صناديق الاقتراع
رئيس حزب الكتائب أعرب عبر “عيش الآن” عن “اطمئنانه بأن الشعب سيغيّر المنظومة في صناديق الاقتراع”، مضيفاً: “الشعب اللبناني اليوم فقر، وفقد كل قدرته الشرائية وأمواله المودعة في المصارف، كما فقد سيادته واستقلاله وها هو يشاهد اليوم الحكام يستهترون بحياته، لهذا فأقل شيء أن يحاسبهم، لذلك أنا على قناعة بأن الانتخابات المقبلة ستكون فيها محاسبة قاسية على كل هذه المنظومة السياسية”، داعياً إلى “حماية الاستحقاق الانتخابي منعهم المعطلين من تأجيل الانتخابات الذي يعدّ تمديداً لمعاناة الناس”.
وعن موضوع تشكيل الحكومة لفت إلى أن “الحريري لن يتمكن من تأليف الحكومة التي يريدها دون الرضوخ إلى الشروط المفروضة عليه”، مشدداً على أن “أهمية المبادرة الفرنسية أن هنالك دولة تريد مساعدة لبنان، فلا يوجد سواها أخذ هذه المبادرة، الإ أن المشكلة لدى هذه الطبقة التي لم تتلقف حتى الآن هذه المبادرة التي طالبتنا بالقيام بمصلحتنا من خلال تنفيذ الإصلاحات ووقف الهدر والفساد وإنجاز ملف الكهرباء وإجراء الانتخابات وضبط الحدود”.
وجزم الجميل بأن “ما يعيشه اللبنانيون إلى حد كبير سببه “حزب الله” وسلاحه”، قائلاً: “وجود السلاح يجعل من أي استثمار أجنبي أو داخلي أمراً صعباً، فلا أحد يستثمر في بلد موجود فيه أطراف مسلّحة بإمكانها جرّ البلاد نحو الحرب في أي وقت، بالإضافة إلى تدخل “حزب الله” في دول الخليج والدول العربية والأوروبية ما جعل لبنان منعزلاً عربياً ودولياً”، لافتاً إلى أن “حزب الله يعرقل جزءاً كبيراً من الإصلاحات، ومثال على ذلك ضبط الحدود”، متسائلاً “من يقوم بعمليات تجارية وتمويلية عبر الحدود من خلال تهريب المواد المدعومة إلى سوريا ويموّل نفسه بها أليس “حزب الله”؟”.
رئيس حزب الكتائب: التيار الوطني الحر أعطى حزب الله غطاء كبيرا
وأكد على أن “هنالك تزاوج بين الميليشيا والمافيا وأنا أسميه تحالف “م.م”، المافيا تغطي الميلشيا، والأخيرة تحمي المافيا”، لافتاً إلى أن “تزاوج “م . م” حصل بشكل كامل من خلال التسوية الرئاسية، وكان قد بدأ بين التيار “الوطني الحر” و”حزب الله” مع وثيقة التفاهم في العام 2006 وتم استعماله في اللعبة الداخلية، من أجل أن يعوّم “حزب الله” نفسه وأن يأخذ غطاءً مسيحياً، إنما الغطاء الوطني الذي شارك فيه الجميع هو التسوية السياسية، حينما قرر كل الأفرقاء أن ينتخبوا مرشح “حزب الله” والاستسلام لإرادته والقبول به”، مشدداً على أن “هذه النقطة كانت الفاصلة بالنسبة لنا التي أوجدت تزواج حقيقي بين الميليشيا والمافيا”.
وأشار إلى أن “التيار الوطني الحر، لعب دوراً كبير جداً في إعطاء “حزب الله” الغطاء للقيام بكل التصرفات التي قام بها والتي كان من ضمنها 7 أيار ، حينما استخدم السلاح في الداخل اللبناني من أجل أغراض داخلية ـ سياسية ـ لبنانية، وكل التصرفات الأخرى من تعطيل الحكومات المستمرة إلى القمصان السود في العام 2011 إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية على مدى سنتين ونصف، بالطبع كان لدى التيار “الوطني الحر” دوراً كبيراً بتغطية “حزب الله”. وتابع: “حينما يكون حزب الله يسيطر على البلد، وإيران تسيطر على “حزب الله” تكون إيران هي التي تسيطر على لبنان من خلال الحزب”.
وحول تطبيع لبنان مع إسرائيل، أجاب الجميّل: “لا أؤمن بمنطق الحرب الدائمة، فكل حرب لها نهاية، الإ أن الاستسلام ممنوع وكذلك الرضوخ ممنوع، هنالك مطالب لبنانية يجب التمسك بها كترسيم الحدود وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى بلدهم، وعلى الدولة اللبنانية البدء بمفاوضات جديّة لتحقيق هذين الأمرين من أجل العودة إلى اتفاق الهدنة ومؤتمر بيروت الذي وضع خارطة طريق للوصول إلى الاستقرار على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية”.
الجميل حذر من الآتي قائلاً: “نحن أمام انفجار اجتماعي كبير في الوقت الذي تجلس فيه السلطة براحة، فالبلد ذهب من بين أيدينا”، وختم: “يجب إعطاء الشعب اللبناني فرصة لإصلاح الخطأ الذي ارتكبه في انتخابات 2018، فهو من أعطى هذه المنظومة الأكثرية، واليوم الشعب اللبناني إنتبه إلى هذا الخطأ، وأصبح يرى بشكل صحيح، وأنا لا ألوم الشعب اللبناني الذي كذب عليه السياسيون، أما نحن في “الكتائب” كنّا نرى كذبهم ولذلك حذّرنا الناس، ولكن الناس لا تفضل أن يقال لها الحقيقة المرّة بل تفضل أن يقال لها الحقيقة الحلوة ولكنه تبيّن أنها كذبة”.