المغرب: مبادرة فنية لتزيين شوارع الصويرة من أجل تعزيز جمالية المدينة
- زينت مدينة الصويرة لمدة ثلاثة أشهر شوارعها بأعمال الفنانة الألمانية بريتا رينهارت.
- ساهم أكبر عدد من سكان المدينة والزوار في هذه التجربة الفريدة.
- كانت المبادرة بإشراف الفنانة الألمانية بريتا رينهارت وبمساعدة الفنان حمودة بن زايد.
احتضنت مدينة الصويرة على مدى ثلاثة أشهر الأخيرة، مبادرة فنية مميزة، تشرف عليها الفنانة الألمانية بريتا رينهارت وبمساعدة من الفنان حمودة بن زايد، همت تزيين وصباغة عدد من الدروب والأزقة والفضاءات. وساهمت هذه المبادرة القيمة التي انطلقت منذ ثلاثة أشهر ولازالت متواصلة حتى الآن، على قدم وساق في تعزيز جمالية وجاذبية هذه الفضاءات، وجعلها تتزين في أبهى حلة.
واختارت الفنانة بريتا رينهارت بمعية رفيق دربها، الفنان حمودة بن زايد، ترك بصمتهما الخاصة من خلال إبداع زخارف رائعة وألوان بديعة متناسقة، أضفت على الأزقة والدروب والفضاءات جمالية ورونقاً خاصاً. واستعاناً في إنجاز هذه المهمة بوسائل وآليات بسيطة ومبتكرة، وبرؤية فنية خاصة، تتماشى مع خصوصية المدينة الثقافية والحضارية، وهو ما خلّف ترحيباً واستحساناً كبيراً من لدن الساكنة المحلية التي عبرت عن شكرها وامتنانها للفنانين على حسهم الفني، ومبادرتهم النبيلة لأجل تعزيز جمالية مدينتهم وجعلها قبلة سياحية متميزة.
وشملت المبادرة فضاءات ودروب موزعة على امتداد المدينة العتيقة، بشكل يساهم في تمكين أكبر عدد من الساكنة والزوار من خوض هذه التجربة الفريدة والتي تسعى إلى مصالحة الأفراد مع المكان. وقد نوه سكان المدينة بحجم المجهودات والطاقات التي سخرها الفنانان في سبيل العناية بالمدينة والتعبير عن ارتباطهم بها. واكتست المبادرة طابعاً مميزاً نظراً لكونها وظفت ألواناً مميزة وأشكالاً هندسية خاصة جداً. هذا وقد ساهمت المبادرة التي تم تمويلها بشكل ذاتي في تحويل المدينة إلى فضاء ولوحات مميّزة، من شأنها المساهمة فعليّاً في وضع أسس التعاون وبلورة الوعي البيئي لدى الساكنة، وإضفاء رونق خاص على أماكن سكناهم.
وفي ما يتعلق بمسيرتها الفنية، قالت الفنانة الألمانية بريتا رينهارت:
“فني مستوحى من الطاقة الإيجابية الموجودة في داخلي. أود أن أجعل حياة المتأمل أكثر كثافة وأجعله يشارك في جعل الحياة اليومية أكثر شاعرية، أحاول بلوحاتي أن أدفعه إلى إدراك إمكانات بيئته، ومساعدته على تزيينها بخياله الخاص”.
وأضافت بريتا “يقدم لنا الفن إمكانيات لا حصر لها، وكفنانة أسعى إلى استثمار هذه الموارد بشكل جيد، حيث أكرس حياتي بالكامل وراء فكرة الفن من أجل الفن، وترك مشاكل عصرنا جانباً. يشرفني مع فني أن أكون قادرة على جعل المتفرجين يتفاعلون مع التزامهم بتحسين بيئتنا وظروفنا المعيشية، لجعلهم أكثر حساسية لصعوبات التواصل بين البشر والثقافات، لأنني أريد أن يكون فني دعوة للتوحد”.
أما بالنسبة إلى العلاقة بالنمط الفنس الذي تتبناه، قالت بريتا إنه لديها علاقة ملهمة وعاطفية مع شكل من أشكال الرسم التصويري، الذي يعبر عن تلوين أكثر حيوية وحساسية. بالإضافة إلى ذلك: تحتاج لوحاتها إلى مساحة وتأخذ ألوانها المكثفة نطاقاً أكبر على التنسيقات الكبيرة.
وأضافت أنه يأتي هذا الحماس والشغف بهذه الأبعاد المهيبة والأشكال المتميزة من تجربتها التي قضتها في استوديو باريسي، والذي كان آنذاك مسؤولاً عن تصميم ورسم ملصقات السينما باليد. في وقت لاحق، خلال دراستها الفنية في برلين، تمكنت بريتا من تطوير ذوقها لإضفاء اتساع وحيوية أعمالها.
وحول علاقتها بالمغرب، قالت بريتا “كانت طفولتي مغربية، حيث كنت أزور المغرب بانتظام، ميزت ألوان وعواطف هذا البلد وأيقظت حواسي الأولى، ثم حواسي كفنانة. لقد كانت رحلتي الإبداعية مشبعة باستمرار باللقاءات الجمالية والرمزية والإنسانية داخل المغرب، وأنا ممتنة لهذا البلد”.
وتجدر الإشارة إلى أن الفنانة بريتا رينهارت تقوم أيضاً بالإشراف على ورشات في الرسم والتشكيل لفائدة الأطفال وذلك لأجل دفعهم للتعبير عن أفكارهم بطريقة فنية وإبداعية تساهم في تطوير حسم الفني