العراق.. تصريحات لأخبار الآن بتفاصيل الانهيار الذي وقع في قطارة الإمام علي في محافظة كربلاء
- انتشلت فرق الإنقاذ 5 جثث من تحت ركام مزار ديني في محافظة كربلاء إثر انهيار تل ترابي عليه.
-
سبب انهيار الكثبان الرملية والصخور على مبنى المزار هو نسبة الرطوبة المرتفعة.
لم يعلم زوار قطارة الإمام علي في محافظة كربلاء في العراق، أنهم على موعد مع القدر، فبدلاً من أن يلوذوا بالمزار المقدس طلباً للبركة، انهار المزار عليهم وأصبحوا في عداد الموتى تحت اأقاضه.
في منتصف نهار يوم السبت 21 من شهر أغسطس الجاري، حدث انهيار غير متوقع للمزار القديم نتيجة سقوط التلال المحيطة بالمبنى من الجهة الخلفية والتي هي مخصصة للجلوس والعبادة، وبحسب شاهد عيان لـ”أخبار الآن”، أكد وجود مجموعة من الزائرين يقدر عددهم بعشرين شخصاً، معظمهم نساء وأطفال داخل الجزء المنهار قبل 15 دقيقة من حصول الكارثة.
ويقع المزار الذي شيد على بئر للماء في الصحراء الغربية لمحافظة كربلاء، ويبعد مسافة 28 كيلو متراً عن مركز المدين، ويعتقد وفق الروايات أن الإمام علي، قد اكتشف البئر خلال إحدى معاركه في العراق، وتتسم طبيعة المنطقة الجغرافية بهضاب ووديان، وهذا ما يميز المزار، حيث بني أسفل وادي ضيق تحيط به التلال من ثلاث جوانب.
الإعلان وتأكيد الخبر
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبر الانهيار قبل المؤسسات الأمنية والرسمية، حيث كانت التوقعات بأن سبب الحادث هو تفجير إرهابي كما حصل لمزارات دينية سابقة، وعلى أثرها نفت مديرية شرطة كربلاء لـ”أخبار الآن” حصول أي تفجير او اعتداء إرهابي استهدف المزار، وإنما الذي حصل هو انهيار أجزاء من مزار قطارة الإمام علي، لأسباب خارجة عن السيطرة البشرية، مؤكدة فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات الحادث المروع.
فرق البحث والإنقاذ تستنفر
أعلنت مديرية الدفاع المدني، أن فرق البحث والإنقاذ دخلت في حالة إنذار قصوى للقيام بعمليات البحث عن أحياء تحت الأنقاض. وفي مقابلة هاتفية أجراها مراسل عيش الآن مع مسؤول إعلام مديرية الدفاع المدني، نؤاس صباح شاكر، قال المسؤول إنه تم سحب فرق الإنقاذ من محافظات النجف والديوانية والسماوة وبابل، وفريق النخبة الدولي من العاصمة بغداد، خلال أقل من ساعتين، وتعزيزها بمعدات هندسية من قبل قوات الجيش والشرطة، ذلك “لإسناد جهود الدفاع المدني، بعمليات رفع الأنقاض وانتشال القتلى والمصابين، وذلك نظراً لحجم الركام الكبير الناتج عن انهيار أكوام من الصخور الضخمة، وكذلك الكتل الخرسانية للمبنى”.
وأضاف المسؤول أنه “باشرت فرق الإنقاذ بإجراء قص قضبان حديد التسليح، ونجحت بضخ الهواء المضغوط، لضمان بقاء العالقين تحت الركام على قيد الحياة، فضلاً عن فتح ثغرة لإيصال الماء والطعام للمحتجزين، كما أجرت الفرق رفع الأنقاض وفتح مسارات دخول للعجلات والآليات داخل المزار، لتحميل الأكوام إلى خارج الموقع، مبيناً أن الحصيلة الأولية لعدد الضحايا لغاية هذا اليوم، هو انتشال 7 قتلى تشمل 4 نساء ورجلين وطفل، وإنقاذ 3 أحياء، فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين في بيئة صعبة وضيقة محصورة بين التلال، لذلك نعمل بشكل دقيق لتلافي حصول انهيار آخر”.
وأكد عضو مجلس النقابة، شامل عبد الله لأخبار الآن، “إننا حذرنا مرات عديدة من احتمالية انهيار التلال المحيطة بمزار قطارة الإمام علي في كربلاء، واحتمالية حصول خسائر بشرية ومادية، لكن الجهات الحكومية في المحافظة وإدارة المزار، لم يستجيبا لتحذيراتنا السابقة والمتكررة، حيث بينا لهم وفق دراسات وأبحاث أكاديمية، أن المزار يقع في منطقة خطرة، نتيجة تشقق طبقات الأرض وعدم تماسكها، خاصة وإنها تتكون من طبقات طينية قابلة للإنهيار السريع، حيث طالبنا بأن يتم تشييد هياكل خرسانية ضخمة وفق خريطة هندسية دقيقة، لمنع انزلاق الكتل الطينية نحو المزار، ولكن للأسف عدم الاستجابة للتحذيرات والنداءات سببت الكارثة، وعليه يستوجب أن نحذر من مناطق اخرى في العراق في نينوى، والأنبار، وصلاح الدين، والسليمانية، والبصرة، معرضة لخطر الإنزلاقات والتخسفات الأرضية، وعلى الحكومة الاستماع لأصحاب الخبرة الجيولوجية”.
وأضاف شامل عبد الله أنه قد بينت تحقيقات أولية أن الانهيار حصل نتيجة تشبع أسفل التلال بالماء، نتيجة لقيام ادارة الموقع بسحب خراطيم مياه داخل الشقوق الأرضية المحاذية للمزار، “حيث اكتشفنا وجود تسريبات منها سببت تشبعاً في داخل الكتل الأرضية أدى إلى تحركها وسقوطها نحو المزار”.
هذا وأثارت حادثة انهيار مزار قطارة الإمام علي، ردود أفعال شعبية وسياسية متعاطفة مع أسر الضحايا، حيث عبرت الرئاسات والشخصيات السياسية والمجتمعية عن حزنها البالغ عن الفاجعة الأليمة، فيما قرر محافظ كربلاء، نصيف الخطابي، إغلاق المزار بالكامل باعتباره يشكل خطراً على حياة الزائرين لحين إيجاد معالجات حقيقية تضمن سلامة المواطنين.