المغرب.. عمل دؤوب للسباحين المنقذين من أجل سلامة المصطافين بشاطئ رأس رمل
- مهام السباحين المنقذين الموسميين في المغرب: مراقبة الشاطئ لمنع وقوع حوادث الغرق في صفوف المصطافين.
- يبلغ عدد للسباحين المنقذين 45 سباحاً محترف يملك الخبرة الكافية لإتمام بعمله على أكمل وجه.
طيلة موسم الاصطياف، أشرف السباحون المنقذون الموسميون بشاطئ رأس رمل في مدينة العرائش بالمغرب، على عملية مراقبة الشاطئ لمنع وقوع حوادث الغرق في صفوف المصطافين، برسم الموسم الصيفي لسنة 2022. وتزامناً مع ارتفاع درجة الحرارة بعدد من مناطق المملكة، منها مدينة العرائش، شهدت الشواطئ إقبالاً هاماً من طرف المواطنين.
وجندت مصالح القيادة الإقليمية للوقاية المدنية بالعرائش حوالي 45 سباحاً منقذاً، استعداداً لموسم الاصطياف، بعد اجتيازهم لمباراة انتقاء تتمثل في قطع مسافة معينة سباحة حرة في زمن محدد، والغوص تحت الماء لمسافة معينة، وعملية محاكاة غوص لانتشال غريق على شكل مجسم دمية، بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية حول الإسعافات الأولية الواجب اتخاذها لإنقاذ الغريق قبل بداية العمل.
ويعرف شاطئ رأس رمل في المغرب إقبالاً كبيراً من طرف السكان القادمون من مختلف المناطق، ويعتبر ملاذاً للاستجمام وقضاء العطلة الصيفية، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة التي تعرفها المنطقة، حيث توفر الوقاية المدنية في بداية كل موسم اصطياف، كل ما يلزم من تجهيزات خاصة بالإنقاذ، منها دراجات مائية وكافة التجهيزات الحديثة الأخرى.
التقى محسن مراسل عيش الآن في المغرب، وهو طالب جامعي في سلك الماجستير، والذي قال إنه يزاول هذه المهنة ذات البعد الإنساني للسنة الرابعة على التوالي، حيث بعد اجتيازه لمباراة اختيار السباحين المنقذين، التحق بشاطئ رأس رمل بداية من شهر ماي المنصرم.
وأضاف، يبدأ البرنامج اليومي للسباح المنقذ، منذ الصباح الباكر، للقيام بتمرينات رياضية، قبل أن يتم إخطارهم بالمعلومات الخاصة بحالة البحر، والتي تتغير كل يوم، مبرزاً أن المشرفين بالوقاية المدنية يقومون بتأطير السباحين المنقذين، ومواكبتهم طيلة النهار لينتهي البرنامج باجتماع المشرف بفريقه لتقييم عمل اليوم.
ويضيف محسن أن التواصل الجيد مع المصطافين يعد مهماً للغاية في عمل السباح المنقذ، مبيَناً أن التكوين الذي يتلقاه في مجال التواصل يساعده كثيراً، خاصة حينما لا يتقبل بعض المصطافين النصائح والتوجيهات التي يقدمها لهم.
وحول دور السباح المنقذ بالشواطئ خلال فصل الصيف، يقول أحد المصطافين بشاطئ رأس رمل، نورالدين، إن الأمر يتعلق بدور فعال وضروري، فهو يضحي بحياته من أجل الآخرين، مضيفاً أن وجود السباحين المنقذين إلى جانب مرتادي الشاطئ يشعرهم بالأمان والارتياح، والمطلوب هو تعاون المصطافين معهم وعدم التهور برفض توجيهاتهم.
من جهته، لا يخفي الشاب إلياس، الذي يمارس هذه المهنة الموسمية منذ ثلاثة سنوات بذات الشاطئ، فخره بالعمل الذي يقوم به، رغم طبيعة عمل السباح المنقذ الشاق والمحفوف بالمخاطر، والذي يفرض عليه مجابهة أمواج البحر الخطيرة بمقصد إنقاذ المواطنين، والتركيز والحرص لمدة 12 ساعة في اليوم، من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء على الإرشاد والتوجيه.
الجدير بالذكر، أن اختيار السباحين المنقذين في المغرب يتم بعد إجراء امتحان مباراة هذه المهنة الموسمية، والتي تحدد مكانها وزمانها المديريات الإقليمية للوقاية المدنية، وإتمام اختبارات في السباحة لمسافة محددة، وفي التنفس، وفي حمل دمية بلاستيكية لمسافة معينة فوق الماء، إضافة إلى تكوين ثم اختبار في مجال الإسعافات الأولية.
ويخضع المرشحون لهذه المهنة أيضاً لتكوين في التواصل، الذي يعتبر ضرورياً للتعامل مع المصطافين في حالات مختلفة.
الجدير بالذكر أن إجمالي طول شاطئ رأس الرمل، يبلغ أكثر من 5 كيلومترات موزعة بين شاطئ ميامي حوالي 1000 متر، والشاطئ الأول حوالي 250 متر، والشاطئ الثاني حوالي 100 متر، والرصيف الصخري حوالي 750 متر، ثم شاطئ بيلبغروسا حوالي 3000 متر.