راديو الآن| دبي – راديو الآن
“لم أفكر يوماً من قبل أنني قد أمضي حياتي في زنزانة
ولم أتخيل قط رائحة ذلك المكان ومعالمه..”
هذا ما خطر في بالي عندما سمعت تجربة “عيسى” ابن العشرين عاماً وطالب سنة ثانية في كلية الحقوق كيف غدر به صديقه وقلب حياته رأساً على عقب وقادتهما مغامرتهما إلى السجن ليقضي فيه سنواتٍ من شبابه ويتغير طريق حياته إلى الأبد، أو هذا ما يظنه الأغلبية.
“لكنني وبلمح البصر نظرت خلفي لأراني مكبلاً بأغلالِ الوقتِ الذي يستحيل إعادتَه ثانيةً واحدةً لأعدّل ما جرى.. مكبلاً بأصفاد الحديد التي تحدّ من حريتي وتقودني إلى غير دروبي.. مكبلاً بألم المفرداتِ التي لم أكن أقبل بسماعِها على غيري فانهالت عليي ممن هم في العادة ربما أقل شأناً مني لكنني اليوم لاشيء ولا أحد .. مجردُ رقمٍ يعيش في مساحة ضيقة يسمح له فقط بالتنفس ومضغ لقيماتٍ لا تسمن وبعددٍ محدودٍ من الكلمات المسموح لي بالتفوّه بها يومياً”.
هذا ما أعاده على مسامعي إيهاب من تونس مراتٍ ومرات.
“أنا لست مجرماً .. أنا ضحية.
ضحية لخرابٍ في قوانين الأسرة والمجتمع والبلد الذي أحيى فيه..
ضحية التربية أو قلتها..
ضحية التشظي الذي يعيشه من حولي وفهمي السطحي لما يدور في عالمي بالرغم من محاولاتي وأسئلتي التي عادت خائبةً دون أجوبة.. إلى أن وجدت نفسي عالقاً غير فاهمٍ لما عليّ القيام به لأكون بطلاً كأبطال الأفلام المثاليين لا كأبطالها الأشرار.. لكنني هويت..”
هذه كلمات هيلين من سوريا قالتها والدموع تغمر وجهها الطفل.
هذه خلاصة لمقولات بعض الشباب العربي الذي خاض تجربة السجن لسبب ما، القاسم المشترك بينهم هو الندم على اللحظة التي سبقت الفعل الذي قادهم إلى تلك الغرف المظلمة.
جمعناها في برنامج “تجربة مرّة” ليحكي فيه ضيوفه قصصهم المرة التي عانوها في سنين قضوها في السجون ودفعوا في سنين أعمارهم فاتورتها..
يجمع كل ضويفنا على أنهم “لو عاد بهم الزمن” لما سمحوا لأيامهم بأن تهدرَ كما هدرت ولما عاشوا تلك التجارب..
ونحن نستمع لهم علنا نعيش تجاربنا أقل مرارة.
شاركونا الاستماع عبر تطبيق بودكاست راديو الآن ويسعدنا معرفة آراءكم حول حلقات البرنامج
يمكنكم الاستماع إلى الحلقات السابقة من خلال اللينك التالي:
https://alaanfm-tajroba-morra.buzzsprout.com/
اقرأ أيضاً:
راديو الآن أف أم على تطبيق “Podcasts بودكاستس”!