الصومال ، 20 نوفمبر 2013 ، رويترز –
كان ميناء كيسمايو في جنوب الصومال على الدوام مصدرا لثروة زعماء العشائر الذين جنوا منه أموالا طائلة من حصيلة ضرائب الميناء ومن صادرات الفحم ومن الإتاوات على الأسلحة وغيرها من الواردات غير المشروعة.
ويحقق الميناء عائدا شهريا يبلغ نحو 600 ألف دولار وبات يحضع لإدارة جديدة مكلفة بتوسيع نطاق الخدمات وإعادة الأمن والنظام إليه وتطوير مدينة كيسمايو الساحلية بوجه عام.
ويحتاج ميناء كيسمايو إلى كثير من المعدات لعمليات شحن وتفريع السفن ونقل البضائع.
وذكر عبد الله دبا شيل مدير ميناء كيسمايو أن المرفأ يتحسن ببطء.
وقال “فتح هذا الميناء قبل شهر أي في أكتوبر ويعج بالحركة منذ ذلك الحين مع وصول السفن والقوارب. لم تكن السفن تدخل الميناء في عهد (حركة) الشباب.. القوارب والزوارق الصعيرة فقط. ثمة عمل كثير في الوقت الحالي بعد التحرير.”
وكانت حركة الشباب الإسلامية المتشددة تسيطر على كيسمايو ثانية كبرى المدن الصومالية ثم فرت أمام هجوم للقوات الكينية دعمته ميليشيا راس كامبوني المحلية الموالية لأحمد مادوبي رئيس إقليم جوبالاند الذي تقع فيه كيسمايو.
ووافقت الحكومة المركزية في مقديشو على الاعتراف برئاسة مادوبي للإقليم مؤقتا في أعقاب اشتباكات في كيسمايو بين فصائل متناحرة تدعي كل منها زعامتها للمدينة.
وقال شيل مدير ميناء كيسمايو “نحن بصدد إعادة هيكلة العمليات هنا لأننا لا نستغل سوى 25 في المئة من طاقة هذا الميناء. عندما نحصل على كل المعدات بما فيها الرافعات الحيوية لأي ميناء بحري فسنستطيع أن ننافس موانيء بحرية أخرى في الصومال ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بعد إعادة التأهيل.”
وستتولى الإدارة الحالية تسيير العمل بالميناء ستة أشهر ثم ستنتقل السلطة فيه إلى الحكومة المركزية لكن جزءا من عائداته سيخصص للإنفاق على الخدمات في جوبالاند.
وقال عبد الله إسماعيل فرتاج نائب رئيس إقليم جوبالاند “كيسمايو ميناء شأنه شأن أي ميناء آخر في الصومال. لن نعترض على أي أمر متوقع من الحكومة الاتحادية. نعتقد أن الحكومة الاتحادية يجب أن تشارك وتضع خطة مركزية لتقاسم الموارد. البلد فيه خمسة أو ستة موانيء كبيرة علاوة على موانيء أخرى أصغر. كل ما تحتاج إليه الحكومة هو وضع خطة سليمة لبربرة وبوصاصو ومقديشو وحتى كيسمايو لتبدأ الأمور تتحرك.”
وشجعت التطورات في الميناء رجال الأعمال والتجار على زيادة نشاطهم.
وقال رجل أعمال من كيسمايو يدعى محمد ابراهيم “الأعمال تسير على ما يرام لكن السفن الكبيرة لا تستطيع الرسو هنا بسب السفن الحربية الغارقة في المكان. نستطيع تحقيق فائدة كبيرة من هذا الميناء . لكن ما لم نحصل على المعدات اللازمة لتداول البضائغ ومخازن ملائمة للغرض فستستمر نفس المشاكل هنا. لكن رجال الأعمال راضون عن الإدارة.”
ويعد مصير كيسمايو اختبارا لقدرة مقديشو على بناء نظام اتحادي في دولة مزقتها صراعات استمرت ما يزيد على 20 عاما ولا زالت تقاتل إسلاميين متمردين.