أخبارالآن | طهران – إيران – خاص – علا مسعودي
بعد نموِّ السياحة في إيرانَ اثني عشَرَ في المئة هذه السنةَ ، بعد توقيعِها الاتفاقَ النَّوويَّ، وهو أزيدُ من النمو العالمي للسياحة بثلاثة أضعاف، تتطلعُ إيرانُ إلى جذب مزيدٍ من السُّياح إليها، لكنها كما يرى خبراءُ اقتصاد وعاملون في القطاع السياحي تحتاج إلى مزيد من الاستثمار في هذا القطاعِ لتطويره.
مرة أخرى تتصفحُ إيرانُ وجوهَ زوَّراها من السُّياح الذين انقطعوا عنها في سنوات العقوباتِ الأخيرة، حرصًا على رِضاهُم، وهذا ما شجع مزيدا من السياح على زيارتها بعد رفع العقوبات عنها ، ليزدادَ نموُ السياحة في إيران سبعين في المئة مقارنةً بأيام العقوبات، الأمرُ الذي أسهم في زيادة إيراداتِ السياحةِ إلى أربعة ملياراتِ دولارٍ سنويًا، وهو ما عاد بالنفع على اقتصادها المرهق.
تحدث محمد حسين انصاري فرد وهو محلل اقتصادي بأنها بلغت وارداتُ السياحة باختلاف أنواعها هذه السنةَ ما بين ثلاثةٍ ونصفٍ وأربعةِ ملياراتِ دولارٍ ، وهناك طموحٌ إلى بلوغِها أكثرَ من عشرين مليارَ دولار بل يمكنُ لإيرانَ بما تملِكُ من مؤهلات أن تصلَ وارداتُها السياحيةُ مستقبلاً إلى ثلاثين مليارَ دولارٍ سنويًا.
هذه الحركةُ التصاعديةُ التي شهدها قطاعُ السياحة في إيران في هذه السنة يعزوها بعضُهم إلى أمورٍ أولُها رفعُ العقوباتِ والانفتاحُ على دول العالم وتبادلُ الزياراتِ بين الرئيس روحاني ورؤساء بلدانٍ أوروبيةٍ فضلاً عن العقود والاتفاقياتِ التجارية التي أُبرِمتْ ، وقيمةُ العملةِ الإيرانية المنخفضةُ مقارنةً بسواها من العملات، والتي وفَّرت للسائح القادمِ إلى إيران كلفةً مُناسبةً ما زاد الإقبالَ على الفنادقِ في إيرانَ من ستينَ إلى سبعينَ في المئة هذه السنة.
وأشار علي تكميلي مدير فندق شعبي في إيران أن قيمةُ العملةِ الإيرانيةِ مقابلَ اليورو أو الدولار قليلةٌ جدًا وقياسًا بدول السياحة في المِنطقة تعدُّ إيرانُ أقلَّ كُلفةً للسائح من سواها لذا تحسنتِ السياحةُ هنا من أربعين في المئة إلى التسعين في المئة وهو ما عاد بالمنفعة على عملهم
جنبا الى جنب يسيرُ قطاعُ السياحة معَ الاستثمار في إيرانَ في محاولة للنهوض باقتصادها فبالرَّغم من اختلاف الوِجهاتِ السياحيةِ وتنوعِها فيها، تحتاجُ إلى جذب الاستثمار إلى أكثرِ قطاعاتِها الاقتصاديةِ ، ومنها الطيرانُ والنقلُ البريُّ وتأهيلُ الطرقِ والجسور وسواها من بُنىً أساسيةٍ تحتاجُ إلى تأهيلٍ ومزيدٍ من التطوير، وأضاف علي زارعي خبير سياحي بأنهم يعانون شُحًا في الفنادق ويحتاجوا إلى الاستثمار في مجال الفندقة وملحقاتِها واستحداثِ منتجعاتٍ سياحيةٍ لتلبية متطلباتِ السياحةِ كما ينبغي .
وبعد تراجع عددِ السُّياحِ في إيرانَ في سنواتِ العقوبات إلى أربعِمئةِ ألفِ سائحٍ تجاوزَ في نهاية السنة الماضية خمسة مليونِ سائحٍ وبعد تراجعِ أسعارِ النفط عالميًا تطمحُ إيرانُ إلى جعل وارداتِها السياحيةِ منفذًا اقتصاديًا تعتمدُ عليه مستقبلًا متكأةً على ماتحويه من معالمَ سياحية.
و تحدث ستفان الترمن وهو سائح فرنسي بأن فرصُ الاستثمارِ كبيرةٌ لمن يأتون من خارج إيرانَ خاصةً في المجالات الاقتصادية والعلمية لذا هو سعيد لأنه في هذا البلد المدهش.
بعد وصولِ نموِ السياحةِ فيها، إلى اثني عشَرَ في المئة هذه السنةَ ، وهو ثلاثةُ أضعافِ المعدل العالمي للنموِّ السياحي، تتمسك ازداد حرصُ إيرانَ على جذبِ مزيدٍ من الاستثمارِ والسياحةِ إليها في آن واحد .
تتنوعُ الطرقُ والوسائلُ لإحياءِ اقتصادِها ، السياحةُ والاستثمارُ والبحثُ عن مصادرِ دخلٍ مختلفةٍ، ويبقى الهدفُ في ايران ، سعيًا أكثرَ لخزينة أكبر.