أخبار الآن | طهران – إيران (علا مسعودي – خاص)
بعد رفعِ العقوباتِ عن إيرانَ توالتِ الوفودُ عليها بحثًا عن استثمارات في قطاعاتِها المختلفة، ولكن ما الذي يمكنُ أن تقدمَه طهرانُ لتشجع جيرانِها للاستثمار فيها،لاسيما في قطاع النِّفط، لما يملِكونَه من مالٍ وخبرةٍ، فهل يمكنُ أن تشهدَ إيرانُ مستقبلًا نموًا في علاقاتها الاقتصاديةِ بجيرانِها العرب؟
ما إن رُفعتِ العقوباتُ عن طهران حتى هرولَ الأوربيون إليها، بدأ الألمانُ وتبعَهم الفرنسيون ثُمَّ الطليانُ والبريطانيون ولحقتْ بهم القارةُ الصفراءُ ممثلةً بكوريا الجنوبية التي وقعت تسعَ عشْرةَ مذكِّرةَ تفاهمٍ مع إيران، ولحقت بالرَّكْبِ جنوبُ إفريقيا بثماني مذكِّراتِ تعاونٍ مشترك، ومازال الإيرانيون يعلنون كلَّ يومٍ زائرًا جديدًا يحطُ رحالَه في مطارهم.
الخبير الاقتصادي مصيب النعيمي قال: "بالنسبة لإيران اعتقد الدول الأكثر جدية والذين طبعا أتوا وأعلنوا عن استعدادهم باستثمار كبير في إيران هي من ستكون لها الأولوية فهناك الصين نتحدث عن خمسمائة مليار دولار أيضا الايطاليين أيضا أقدموا على خطوات جدية في مجال المشاركة في الصناعات المختلفة والتبادل التجاري لحد يصل إلى مئتي مليار دولار أيضا بقية الدول حسب الإمكانية وحسب جديتها سيكون لإيران الأفضلية في التعاون معها".
وفي الوقت الذي يرى الإيرانيون أنهم لن يكونوا سوقًا لمنتجات الآخرين، يركزُ المستثمرون القادمون إليهم على القطاع النفطي خاصةً، وكما هو معروف فإن للدول العربية والخليجية تحديدًا باعٌ طويلٌ في صناعة النِّفط ولكنَّ السؤالَ هنا هل تستطيعُ إيرانُ بسوقِها النفطيةِ الصغيرةِ نسبيًا التحركَ بحرية من دون إذنِ منتجي النِّفط الكبار في المِنطقة العربيةِ أو التنسيقِ معَهم؟
أنصاري فرد الذي يعمل محللا اقتصاديا تحدث أنه أفضلُ تعاونٍ يمكنُ أن يكونَ بيننا هو الإدارةُ المشتركةُ لسوق الطاقة العالمية ، ومنها النفطُ والغازُ والبتروكيمياواتُ وإن تعاونَّا يمكنُ أن يستفيدَ الطرفانِ بأفضل صورة وفضلا عن الطاقة هناك قطاعاتٌ صناعيةٌ أخرى يقصدٌها المستثمرون، ولكنْ يبدو أن أكثرَهم يملِكُ ركائزَ قديمةً عاد ليكملَها وبعضَهم مازال مترددًا حتى الان.
كما أضاف مصيب النعيمي:"اعتقد ان الايطاليين هم الأكثر جدية في التعامل تأتي بعدهم ألمانيا وأيضا إلى حد ما فرنسا التي تربطها علاقاتٌ صناعية قوية خاصة في صناعة السيارات".
ويبدو أن حاجةَ الإيرانيين إلى جيرانهم العربِ لاتقتصرُ على النفط لأنهم يشكلون الجسرَ الجويَّ الذي يربطُ طهرانَ بسائر دول العالم.
انصاري فرد قال: "الإماراتُ هي الوسيطُ التجاريُّ الأول لنا وفي الخطوط الجويةِ القسمُ الأكبرُ من طيراننا يتم عبر طيراِن الامارات عِلاوةً على عشَرةِ ملياراتِ دولارٍ من الصادرات إليها ومثلِها من الواردات".
وفي الوقتِ الذي تصدرُ إيرانُ النفطَ والغازَ إلى تركية تستوردُ منها الملابسَ والكمالياتِ بحجم تبادلٍ تجاريٍ يبلغ خمسةَ عشَرَ مليارَ دولارٍ سنويًا، أما التبادلُ التجاريُّ معَ العراق فيبلغُ سبعةَ ملياراتِ دولار، بينما يرى محللون في طهرانَ أن إحدَ سبلِ التعاون التجاري المشترك بين العربِ والإيرانين هو تبادلُ الوفودِ التجاريةِ فيما بينهم.
وأضاف انصاري فرد يمكنُ لايرانَ معَ الدولِ العربية تشكيلُ سوقٍ مشتركةِ المنافع والاستفادةُ من مشتركاتِنا والمهمُ أن يكونَ لدينا تبادلٌ لوفود تجارية واقتصاديةٍ لتَقويمِ مالدينا.
وفي ظلِّ بحث الدولِ عن تنويع استثماراتِها تبدو إيرانُ أرضًا خصبةً للاستثمار العربي الذي يتوقعُ مزيدًا من التسهيلات للقدوم إليها بالرَّغم من تطور علاقاتها الاقتصادية بالعالم وتأرجُحِها معَ محيطِها الإقليمي، يبقى المستثمرُ العربيُّ الخِيارَ الأفضلَ لإيران لما يتمتعُ به من ميزة الجوارِ والخبرةِ في الطاقة ، العمودِ الرئيس لاقتصادها.