أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (البيان)
أكد ماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، عضو مجلس إدارة مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، أن دبي تحتل حالياً المراكز الأولى في العديد من الخدمات المالية الإسلامية، فهي تحتضن أكبر المصارف الإسلامية على مستوى المنطقة والعالم.
أقرأ أيضا: 250 خبيرا في مركز دبي المالي العالمي يناقشون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
كما نجحت في استقطاب صكوك وسندات إسلامية مدرجة في أسواقها المالية بقيمة 167.3 مليار درهم، تعادل ما قيمته 45.55 مليار دولار، ما عزز مكانتها في المركز الأول عالمياً من حيث قيمة الصكوك المدرجة.
وأشار الغرير إلى أن دبي تعد حالياً من أبرز الوجهات السياحية للسياح المسلمين، حيث توفر فنادق ومناطق ترفيهية متميزة، تلبي تطلعات هذه الفئة المتزايدة من السياح، كما تزخر الإمارة بالعديد من المواقع التراثية والثقافية الإسلامية البارزة في المنطقة.
وتالياً نص الحوار:
تستضيف إمارة دبي القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي، وللمرة الثالثة، ما السبب وراء الاهتمام الكبير بهذا الحدث؟
الاقتصاد الإسلامي هو مفهوم واسع، ويتضمن العديد من القطاعات الحيوية والرئيسة التي تترابط، وهذا الحدث الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة والعالم، يهدف إلى تسليط الضوء على مكونات الاقتصاد الإسلامي وقطاعاته المختلفة، إلى جانب استعراض الفرص الواعدة المتاحة في هذه القطاعات، التي من شأنها المساهمة في دعم نمو اقتصاد العالم واستدامته للأجيال القادمة، وتكتسب القمة أهميتها من طبيعة الموضوعات المطروحة وحجم المشاركة والإقبال عليها من القادة وصناع القرار والخبراء والمختصين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم.
أقرأ أيضا: الاعلان عن أسماء الفائزين بجوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة 2016
وهذه الأهمية تنبع من التكامل والترابط بين قطاعات الاقتصادي الإسلامي، ودورها في التصدي للتحديات التي يعاني منها الاقتصاد العالمي، في ظل التقلبات المتسارعة في أسواق النفط والمال العالمية.
ودبي كانت السباقة في تبني مبادرات عالمية لنشر وترويج مكونات الاقتصاد الإسلامي، باعتباره اقتصاداً للمستقبل، خصوصاً بعد أن أثبتت قطاعات التمويل الإسلامي، قدرة ومرونة عالية في التصدي لتداعيات الأزمة المالية العالمية، والاستمرار في دعم معدلات النمو في اقتصادات العديد من دول المنطقة والعالم الإسلامي، في وقت كانت تعاني فيه بقية الاقتصادات العالمية الأخرى من الانكماش بسبب تأثر قطاعاتها الاقتصادية بهذه التداعيات.
مؤشرات فعلية
ما مدى قدرة التمويل الإسلامي على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة؟
التمويل الإسلامي لديه القدرة على القيام بدور ريادي في تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد العالمي، بسبب مبادئه القائمة على الشفافية والنزاهة في التعامل، وهذا الدور أكدته العديد من المؤشرات الفعلية على أرض الواقع والمؤسسات العالمية في دراساتها وأبحاثها الصادرة مؤخراً، بما فيها صندوق النقد الدولي، الذي أشار إلى استمرار نمو قطاع التمويل الإسلامي، رغم تباطؤ قطاع التمويل التقليدي، وتزايد الإقبال على سوق الصكوك والسندات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية من مختلف دول العالم لتمويل احتياجات ومشروعاتها التطويرية.
أقرأ أيضا:77مليون مسافر عبر مطارات الامارات في 8 اشهر بنمو 7.5%
وما أكثر القطاعات الإسلامية التي تحقق نمواً كبيراً؟
غالبية قطاعات الاقتصاد الإسلامي تحقق معدلات نمو جيدة، وذلك بدعم من معدل نمو عدد المسلمين في العالم، بنسبة تفوق معدلات النمو السكاني العالمي، والاقتصاد الإسلامي يخدم حالياً سوقاً مهمة، يصل تعداد سكانه إلى حوالي 1.7 مليار نسمة، غالبيتهم من فئة الشباب، ويشهد معدلات إنفاق كبيرة.
بالإضافة إلى أنه يمتاز بقوة شرائية عالية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن حجم الإنفاق الاستهلاكي للمسلمين وصل إلى حوالي 1.9 تريليون دولار بنهاية عام 2015، بينما من المتوقع أن يرتفع ليصل إلى 2.98 تريليون دولار بحلول عام 20121.
كما تشير الإحصاءات أيضاً إلى أن حجم التمويلات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وصل إلى 2 تريليون دولار نهاية العام الماضي.
أما على صعيد قطاع السياحة الحلال، فقد شهدت هي الأخرى معدلات نمو متميزة في السنوات القليلة الماضية، حيث بلغ إنفاق السياح المسلمين في الخارج إلى حوالي 142 مليار دولار في نهاية عام 2014، وهو ما يمثل 11 في المئة من إجمالي الإنفاق على السياحة في العالم، وفي حال تواصل هذا النمو بمعدلاته الحالية، سيصل حجم قطاع السياحة الحلال إلى 243 مليار دولار في عام 2021.
أقرأ أيضا: مشاركة 54 دولة في "جائزة الشيخ زايد للكتاب"
وفي الاتجاه نفسه، يحقق سوق الأزياء الإسلامية نمواً كبيراً، وهذا النمو كان عاملاً مهماً في استقطاب دور الأزياء العالمية، إذ تشير الإحصاءات إلى أن إجمالي حجم سوق الأزياء الإسلامية سيرتفع ليصل إلى 368 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة.
محاور رئيسة
ما الذي حققته دبي حتى الآن في سعيها نحو تعزيز مكانتها كعاصمة للاقتصاد الإسلامي؟
الرؤية الطموحة والتوجيهات السديدة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رسمت لنا مساراً للوصول إلى هذه الأهداف في أسرع وقت، وذلك من خلال التركيز على سبعة محاور رئيسة، ويندرج تحت مظلتها 46 مبادرة استراتيجية لتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي في مجال التمويل، التصميم، والأزياء، ومنتجات الحلال.
وكذلك تحويلها إلى مركز عالمي لاعتماد المنتجات والخدمات التي تمثل كافة قطاعات ومكونات الاقتصاد الإسلامي، بما فيها التمويل وقطاع السياحة الحلال، والبنية التحتية الرقمية، والفن الإسلامي، وغيرها الكثير من القطاعات الحيوية الأخرى. وجاء إنشاء مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي في عام 2013، من قبل الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لدعم هذه الأهداف.
واليوم، وبعد مرور 3 سنوات على إطلاق المبادرات، فإن الإنجازات على أرض الواقع تؤكد تحقيق المبادرة لأهدافها، ودبي حالياً تحتل المراكز الأولى في العديد من الخدمات المالية الإسلامية، فهي تحتضن أكبر المصارف الإسلامية على مستوى المنطقة والعالم، كما أنها نجحت في استقطاب صكوك وسندات إسلامية مدرجة في أسواقها المالية بقيمة 167.3 مليار درهم، تعادل ما قيمته 45.55 مليار دولار، وهذه القيمة جعلتها تستحوذ على المركز الأول عالمياً في قيمة الصكوك المدرجة.
وبالإضافة إلى ذلك، تعد الإمارة حالياً من أبرز الوجهات السياحية للسياح المسلمين، فهي لديها فنادق ومناطق ترفيهية متميزة، تلبي تطلعات هذه الفئة المتزايدة من السياح، وهي تزخر بالعديد من المواقع التراثية والثقافية الإسلامية البارزة في المنطقة.
حدث عالمي
ما الدور الذي تقوم به القمة لنشر مفاهيم الاقتصاد الإسلامي؟
إن اجتماع قادة مؤثرين وصناع القرار في القطاعات الاقتصادية والخبراء من كافة أنحاء العالم في هذا الحدث العالمي، يؤكد المكانة البارزة لإمارة دبي كعاصمة للاقتصاد الإسلامي، ويعكس الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات لجذب انتباه دول العالم نحو مفاهيم وآليات عمل الاقتصاد الإسلامي، وتمتاز المحاور الأساسية المطروحة على أجندة القمة هذا العام بالشمولية.
أقرأ أيضا:الإمارات خيار ثلثي سكان دول الخليج لللإقامة فيها
وسيتم من خلالها مناقشة مكونات الاقتصاد الإسلامي، وتسليط الضوء على الحلول المتميزة والمبتكرة التي تسهم في التصدي للتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، وتشكل دعائم رئيسة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.
تمكين الاقتصاد
ما جديد القمة لهذا العام؟
تتضمن القمة هذا العام، والتي تعقد تحت شعار "استلهام التغيير لغد مزدهر"، ست جلسات رئيسة، تناقش عدة مواضيع عامة، أبرزها المتغيرات العالمية التي تشكل الاقتصاد الإسلامي، وموضوعات مختصة بعدة مجالات أخرى، مثل الصكوك. كما ستستضيف القمة جلسات متوازية تناقش القطاعات الاقتصادية الإسلامية المختلفة، ومدى ارتباطها بالتمويل الإسلامي، والفرص التي يطرحها الاقتصاد الإسلامي لتمكين الاقتصاد الوطني.
وسيتم التركيز في هذه القمة على المسؤولية الاجتماعية للشركات في الاقتصاد الإسلامي، ودورها في الارتقاء بمستوى الحياة في المجتمعات، وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة. كما ستتناول القمة أيضاً، مبادئ الاقتصاد الإسلامي القائمة على العدالة والتنمية الاجتماعية والاستدامة، وذلك من خلال تسليط الضوء على الوقف الإسلامي.
القمة العالمية منصة مثالية لرصد وترويج الفرص الواعدة
أكد ماجد الغرير، أن القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي، شكلت خلال السنوات الثلاث الماضية منصة مثالية للقادة وصناع القرار، لبحث جوانب الاقتصاد الإسلامي المختلفة، والتعمق في مكوناته لترويج الفرص الواعدة فيه، وخلال العام الجاري، سوف تأخذ نقاشات القمة أبعاداً جديدة، من خلال تناولها دور قطاعات الاقتصاد الإسلامي في بناء اقتصاد المستقبل والأجيال القادمة.
وخلال اليوم الأول من القمة، ستناقش الجلسات، العديد من الموضوعات، بما فيها سبل توجيه الشباب المسلم، كي يصبحوا قادة قادرين على التأقلم مع شتى الظروف، وأعضاء فاعلين في مجتمعاتهم، وكيفية إعداد الشباب للاضطلاع بأدوار تمكنهم من بلوغ التحول المنشود في العالم الإسلامي وخارجه.
كما ستناقش أيضاً مشاريع النفع الاجتماعي في العالم الإسلامي، والنتائج الكبيرة التي حققتها مؤسسات الأوقاف في العديد من الأسواق المتقدمة، والنماذج المبتكرة التي قامت بتبنيها لضمان عوائد إيجابية وتأثير اجتماعي قوي، كما سيبحث المشاركون في القمة، دور التمويل الإسلامي في تحقيق التنمية المستدامة، وإمكانية مساهمة صناديق الاستثمار السيادية في العالم الإسلامي بفعالية في تمويل مشاريع البنية التحتية وتطوير الخدمات.
كما سيتناول المشاركون أيضاً، تطور الفن الإسلامي من الناحية الجمالية، إلى جذب الاستثمارات العالمية، وذلك مع الانتشار اللافت لهذا القطاع، وتحوله من معارض فنية إلى أعمال معاصرة مستمدة من التراث الإسلامي، تقوم على استخدام الموهوبين تقنيات ومواد لإعادة توظيف الفن الإسلامي، والابتعاد عن القيود التقليدية.
أقرأ أيضا:مبادرات اماراتية لاستقطاب ٢٠ مليون سائح بحلول ٢٠٢٠
ولفت الغرير إلى أن المشاركين في القمة سيبحثون سوق الحلال العالمي، الذي يعتبر أحد أبرز قطاعات الاقتصاد الإسلامي نمواً على المستوى العالمي، فقد أشارت دراسات حديثة، إلى أن قطاع المنتجات الحلال، يمتلك المؤهلات التي تجعله مصدراً مهماً ورافداً رئيساً لقطاع الأغذية العالمي.
وذلك بعد الإقبال العالمي على سلاسل التوريد الإسلامية، وارتفاع الصادرات الزراعية لدول منظمة دول التعاون الإسلامي بحوالي 50 في المئة، بالتزامن مع ارتفاع صادرات المواد الغذائية المصنعة فيها بحوالي 33 في المئة، وزيادة صادرات المنتجات الحيوانية بنسبة 19 في المئة.
كما سيناقش المشاركون، دور وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لقطاع الأزياء الإسلامية، ونجاح العاملين فيه بالاستحواذ على حصة سوقية، وهو ما جعل منتجات هذا القطاع محط اهتمام وسائل الإعلام العالمية.