أخبار الآن | أبوظبي – الامارات العربية المتحدة (البيان)
افتتحت "الريادة" أول منشأة من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق تجاري، في منطقة أبوظبي الصناعية.
أقرأ أيضا: "مراسي الخليج التجاري" واجهة جديدة في دبي بكلفة مليار درهم اماراتي
تم الافتتاح بحضور الدكتور سلطان الجابر، وزير دولة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، ومعالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة؛ ومعالي الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة؛ ومعالي الدكتور أحمد الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي؛ والشيخ عبدالله آل حامد، رئيس هيئة الطاقة، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إلى جانب عدد من ممثلي الجهات الحكومية والرؤساء التنفيذيين للشركات ذات الصلة.
وتعتبر المنشأة مشروعاً مشتركاً بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، تعمل على تطويره شركة أبوظبي لالتقاط الكربون "الريادة".
وتستخدم المنــشأة غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مصـــــنع "حديد الإمارات"، الأكبر من نوعه في دولة الإمارات، من أجل حقنه كبديلٍ عن الغاز المشبع بالسوائل في حقول النفط في أبوظبي لتعزيز الإنتاجية، كما تسهم المنشأة في التقاط ما يصل إلى 800 ألف طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ويجري العمل على رفعها إلى 5 ملايين طن خلال الأعوام العشرة المقبلة.مشروعات تجارية
أقرأ أيضا: الإمارات الوحيدة عربيا التي تحظى بتصنيف استثنائي "AAA" لقوة العلامة التجارية
وأكد الجابر أن إطلاق أول مشروع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه يعد دليلاً على إمكانية تنفيذ مشروعات تجارية تسهم في تعزيز استخراج النفط والمحافظة على البيئة وتوفير المزيد من الغاز للشبكة. منوهاً أن المشروع يُعزز الريادة العالمية للدولة في قطاع الطاقة.
وأشار إلى أن المشروع سيساهم في الاستغلال الأمثل لموارد ثمينة مثل الغاز الطبيعي، سواء لتوليد الطاقة أو كمادة خام في الصناعات البتروكيماوية أو حتى للتصدير، وتوفير إيرادات محتملة أخرى في القطاع الصناعي من خلال تحفيز تطوير مشروعات أخرى في العالم، تستفيد من التكنولوجيا المجدية تجارياً لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق واسع.
وقال المزروعي إن مشروع الريادة يكتسب أهمية كبيرة من حيث إثبات مفهوم التكامل بين الموارد الهيدروكربونية والتكنولوجيا النظيفة، وإن الابتكار قادر على إيجاد حلول مجدية من شأنها تعزيز القيمة والتصدي لمختلف التحديات. مبيناً أن كميات ثاني أكسيد الكربون الملتقطة تعادل انبعاثات كربونية من 170 ألف سيارة حالية في أبوظبي.استثمار حقيقي وصف الزيودي الاستثمار في تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه بالاستثمار الحقيقي، لاسيما من خلال الجهود الرامية للحد من تداعيات تغير المناخ، معتبراً أن المشروع الوليد يدلل على ريادة دولة الإمارات في دعم الابتكار وتقديم حلول وتقنيات متقدمة تسهم في الحفاظ على البيئة وتنمية الاقتصاد الوطني.ولفت إلى أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص تلعب دوراً رئيساً في إيجاد حلول فاعلة للحد من تداعيات تغير المناخ وضمان تحقيق متطلبات المستقبل من الطاقة.
وفي السياق نفسه، أكد عبد المنعم الكندي، رئيس مجلس إدارة شركة الريادة، مدير إدارة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في "أدنوك"، أن المشروع يجمع بين الخبرات التشغيلية التي تمتد لعقود من الزمن في أدنوك مع كفاءة "مصدر" في ابتكار حلول مجدية تجارياً ومستدامة للطاقة والتقنيات النظيفة.
شراكات محلية وعالمية مرتقبة مع المشروع الوليد
قال عرفات اليافعي، الرئيس التنفيذي لشركة "الريادة" إن عمل الأخيرة لن يقتصر على التقاط الكربون من مجمع مصانع شركة حديد الإمارات في مصفح، كاشفاً عن اعتزامها عقد شراكات مع شركات ومصانع أخرى أبرزها، "جاسكو" لالتقاط الكربون، وشركات مجموعة أدنوك، إضافة إلى شركات من مختلف أنحاء العالم.
وأشار إلى أنه يتم استخدام كميات الكربون الملتقط في تقنية حقن آبار البترول بثاني أكسيد الكربون، مبيناً أن التقنية المعمول بها في الحقول منذ أكثر من 4 عقود، ترفع القدرة الإنتاجية ما بين 5% إلى 20%. وذكر أن الكميات الملتقطة من ثاني أكسيد الكربون بالمشروع تعادل 20% من الانبعاثات الكربونية في سماء أبوظبي، وفي حالة إنشاء 4 مصانع مماثلة ستغدو أبوظبي خالية من الانبعاثات الكربونية الضارة. وذكر أن المشروع يعد الأول من نوعه في العالم الذي يقام وفقاً لأسس تجارية، موضحاً أن شركة "الريادة" تسعى للتميز من خلال تطوير رأس المال البشري، والارتقاء بالأداء، وتعزيز الربحية والكفاءة التشغيلية، بما يتماشى مع أهداف "أدنوك" الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز مكانتها بين شركات الطاقة على مستوى العالم.
وبيّن أن المشروع هو جزء من رؤية أكبر لتوسيع مشروعات "الاستخراج المعزز للنفط"، عبر الاستفادة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتوفر بكميات كبيرة من المصادر الصناعية المختلفة. لافتاً إلى أن أهداف المشروع تتمثل في تأمين احتياجات "أدنوك" من غاز ثاني أكسيد الكربون اللازم لتحقيق خططها الطموحة الرامية إلى زيادة قدرتها الإنتاجية للنفط والغاز والمساهمة في الوقت ذاته في تحقيق استراتيجية النمو المستدام في دولة الإمارات والجهود العالمية للحد من تداعيات تغير المناخ.
وبدوره، قال المهندس سعيد الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات، إن افتتاح المشروع يبرهن على الشراكة القوية والناجحة بين الشركات الحكومية في أبوظبي، مشيراً إلى أن مصنع حديد الإمارات يعد أكبر منشأة على مستوى الدولة لتصنيع الحديد، والأول عالمياً في التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث منها، فضلاً عن استخدامه لتقنيات "الاختزال المباشر".
وأضاف: نتطلع من خلال هذا التعاون إلى التقاط وحجز وإعادة استخدام 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مصنع حديد الإمارات سنوياً، بما يسهم في دعم أهداف أبوظبي في التنمية المستدامة.
قال محمد الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ "مصدر" إن المشروع المشترك يسلط الضوء على مكانة "مصدر" في الطاقة النظيفة، منوهاً إلى أنها استثمرت 2.7 مليار دولار لمشروعات الطاقة المتجددة بالمنطقة والعالم، ويبلغ إنتاجها حالياً 2.7 جيجاواط منها دخل حيز التشغيل والآخر قيد التطوير.
450 مليون درهم تكلفة المشروع والتنفيذ استغرق عامين
تم إنجاز وتشغيل منشأة الريادة، منذ شهرين بتكلفة 450 مليون درهم "122 مليون دولار" وتعتبر أول شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تركز على تطوير مشروعات التقاط الكربون، واستخدامه وتخزينه على نطاق تجاري، والشركة مشروع مشترك بين شركة أدنوك "51%" وشركة "مصدر" "49%"، وتهدف الشركة إلى الحد من البصمة الكربونية في اقتصاد أبوظبي، ودعم التوسع في قطاع توليد الطاقة منخفض الكربون.
أقرأ أيضا: لدعم سـوق العمل الامارات تعقد اتفاقيات لتطوير المواهب والقدرات الإبداعية
وستسهم تقنية التقاط الكربون، التي تم تطبيقها في أبوظبي عبر توفير المزيد من الغاز الطبيعي، من أجل استخدامه في توليد الكهرباء وتحلية المياه وعدد من الاستخدامات الصناعية الأخرى، إضافة إلى تعزيز استخراج النفط. وتعمل تقنية المشروع وفق 3 مراحل؛ حيث يتم أولاً التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من موقع مجمع تصنيع حديد الإمارات، ومن ثم يتم ضغطه وتجفيفه، وتتضمن المرحلة الثالثة نقل غاز ثاني أكسيد الكربون، عبر أنبوب يمتد تحت الأرض على مسافة 43 كم من أجل حقنه في حقلَي "الرميثة"، و"باب" النفطيين التابعين لشركة أدنوك، واستخدامه في عمليات "الاستخراج المعزز للنفط".
وتتألف محطة التقاط الكربون من مرافق ضغط وتجفيف غاز ثاني أكسيد الكربون، وواجهة للتحكم بعدادات قياس غاز ثاني أكسيد الكربون وشبكة الأنابيب المخصصة لنقل الغاز، ومرافق خدمية ضرورية والخدمات المساندة يذكر أن منشأة "الريادة" واحدة من 22 مشروعاً لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق كبير في العالم، منها ما دخل حيز التشغيل، ومنها ما لا يزال قيد التطوير، فضلاً عن كونها الأولى لالتقاط الكربون من مصانع الحديد والصلب والأولى في المنطقة.
بدأت عمليات إنشاء مشروع شركة الريادة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه الواقع في منطقة المصفح الصناعية في أبوظبي قرب مصنع "حديد الإمارات" في عام 2013.