أخبار الأن | دمشق – سوريا ( لبنى صالح )
يعيش السوريون في مناطق النظام في العاصمة دمشق أياما في غاية الصعوبة، بسبب غلاء الأسعار الذى أصبح وحشا مفترسا يلتهم مرتبات المواطنين الضئيلة، حيث أصبح غلاء الأسعار شبحا يلازم المواطن بصفة مستمرة، فعندما قامت الثورة، استبشر السوريون خيرا بالقضاء علي كل اشكال الفساد الموجودة في النظام مثل ارتفاع الأسعار وانخفاض المرتبات، لكن حدث العكس تماما، فالأسعار تتزايد بصفة مستمرة، مما يحمل المواطن أعباء وضغوطا طوال الوقت.
يؤكد هيثم سامح موظف سابق أن غلاء الأسعار في الوقت الحالي يزيد من معاناة المواطنين، موضحا أنه بعد الموجة الأخيرة من زيادة الأسعار وانهيار الليرة السورية امام الدولار، تحولت أعداد كبيرة من الطبقة المتوسطة إلى الفقيرة، الأمر الذى أدى إلى حالة من الركود الاقتصادي في البلد، بالإضافة إلى أن النظام في الوقت الحالي، مشغول بالحرب على الشعب السوري، لافتا إلى أن الحرب أدت إلى تراجع كافة مقومات الحياة المعيشية والاقتصادية واسفرت عن زيادة باهضه في أسعار مختلف البضائع والسلع، ما يشكل عبئا على المواطنين.
واوضح مراد الدمشقي بأن معظم المواد الغذائية الاساسية للأسرة ارتفع سعرها وبشكل جنوني ليبلغ سعر كيلو السكر 450 ليرة سورية، أي ما يعادل دولار أمريكي، وكيلو الطحين 400 ليرة سورية، والزيت الأبيض 500 ليرة سورية، وكيلو الدجاج 950 ليرة، جرة الغاز 3000 ليرة في حال توفرها، والديزل (المازوت) 300 ليرة سورية للتر الواحد، والبنزين 275 ليرة سورية، وربطة الخبز (المحسن) وزن 1.5 كيلو غرام تقريبا 250 ليرة سورية.
مضيفا بأن أسواق العاصمة السورية دمشق، شهدت هذه الفوضى العارمة في أسعار السلع الغذائية، عقب القرار الأخير الذي اتخذه النظام برفع أسعار المحروقات مع بداية شهر 6/2016، في ظل غياب جمعية حماية المستهلك في القيام بأية رقابة على الأسعار، والحد من استغلال التجار للمواطنين ، كما تسببت هذه الارتفاعات في الأسعار والفوضى التي تشهدها أسواق العاصمة الى ارتفاع أجور النقل والمواصلات وأسعار المواد الغذائية والألبسة، ما أدى الى اجحام المواطنين عن الشراء، حيث أصبحت أغلب الأسواق في العاصمة شبه خالية من عمليات البيع والشراء باستثناء المواد الضرورية.
أما الناشط عمار حدادي كانت وجهة نظره مختلفة حيث أن غلاء الأسعار لم يقتصر في سوريا على الأحياء، قائلا: "مصائب قوم عند قوم فوائد …" فامتداد الغلاء وصل للأموات أيضا حيث انعكس الغلاء على أسعار القبور، ليصل في بعض الأحيان سعر القبر الواحد إلى مليوني ليرة سورية. ما أدى ذلك إلى ظهور عرف جديد يقوم على تأجير القبر ب 500 ألف ليرة لحين فناء الجسد ثم يدفن فوقه.
مشيرا بأن مثل هؤلاء التجار لم يتأثروا بموجة الغلاء غير المسبوقة التي اكثر ما طالت المواد الغذائية والخضار والفاكهة … لا بل في العديد من مناحي الحياة انعكست ايجابا عليهم، لا سيما في ارتفاع ايجار الشقة السكنية 10 اضعاف على ما كانت عليه سابقا.
وفيما يتعلق بالمواصلات ارتفعت أجور النقل داخل العاصمة لتصل أجرة الراكب إلى أكثر من 1000 ليرة لسائقي السيارات الأجرة (الخاصة) لذلك قام بعض السائقين الى ترك العمل على السيارة والبحث عن جديد عمل.
ويقول احدهم: ومع كل الانخفاض المعيشي والغذائي في سوريا لم يطرأ تحسن ملحوظ على مرتبات الموظفين، وبقيت تقريبا على حالها التي كانت عليها قبل الحرب، حيث لا يتجاوز الراتب الشهري لموظف الدرجة الأولى 35 الف ليرة أي ما يعادل 86 دولا، مشيرا أن أكثر من نصف السكان يعيشون في فقر شديد في شكل كامل. ويقدر البنك الدولي خط الفقر العالمي ب 1.9 دولار اميركي للشخص في اليوم الواحد، ما يعني أن أي أسرة سورية تضم شخص بمرتب يبلغ 86 دولارا تعيش تحت خط الفقر.
اقرا ايضا:
ارتفاع أسعار السلع في ريف إدلب عشية عيد الأضحى
الـ "فاو" تكشف عن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية