أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة (متابعات)
تعيش إيران وضعاً اقتصادياً صعباً لا تحسد عليه، فهي وبدون العقوبات الأمريكية تعاني من أزمة مالية صعبة، وتضخم كبير، وارتفاع مطرد في مستوى البطالة، وتراجع قيمة ريالها.
رئيس الباحثين في وزارة الشؤون الخارجية الأمريكية جايسون بتريل Jason Buttrill قال إن إيران شهدت تضخماً خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ ارتفعت أكثر من 85٪ وذلك بعد فرض العقوبات الأمريكية على إيران.
ومع فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات جديدة الإثنين، يدخل الاقتصاد الإيراني مرحلة ضبابية تزيد الضغط على النظام الذي يواجه احتجاجات شعبية جراء تردي الأوضاع الاقتصادية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن حزمة جديدة من العقوبات على إيران، تستهدف مرشد النظام علي خامنئي وكيانات أخرى، وأكد أن تلك العقوبات ستفرض رسمياً بصرف النظر عن إسقاط طهران طائرة استطلاع أمريكية قبل أيام كانت تحلق فوق مضيق هرمز.
وأثمرت العقوبات الأمريكية السابقة عن نتائج ضخمة أضرت بشكل كبير بالاقتصاد الإيراني، ويؤكد خبير الاقتصاد العالمي في مركز “إيكونوميست إنتلجنس” كايلن بيرش لشبكة “سي أن بي سي” الأمريكية، “يمكننا القول أن إيرادات إيران من النفط قد انخفضت بنسبة الثلثين على الأقل، وهذا دليل على أنها تمر في وضع اقتصادي خطير للغاية”.
وقدر بيرش، أن إيران كانت تصدر ما بين 10 إلى 15 مليون برميل نفط خام أسبوعياً خلال الربع الأول من العام الحالي، مشيراً إلى أن حجم صادراتها تراجع الآن إلى قرابة 4 ملايين برميل أسبوعياً.
وتضررت صادرات النفط الإيرانية جراء العقوبات الأمريكية المباشرة التي أرست قيوداً مالية على حوالى 1000 كيان إيراني، بما في ذلك البنوك والأفراد والسفن المرتبطة بقطاع الشحن والطاقة، وفي مايو /أيار الماضي حظر البيت الأبيض شراء الحديد والألمنيوم والنحاس الإيراني.
وكالة رويترز، أفادت الإثنين، أن صادرات الخام الإيرانية هبطت إلى 300 ألف برميل يومياً أو أقل منذ بداية يونيو /حزيران الجاري، وقال مصدران في القطاع يرصدان التدفقات إن “إيران صدرت نحو 300 برميل يومياً في أول 3 أسابيع من يونيو /حزيران الجاري، بينما أظهرت بيانات من رفينيتيف إيكون، أن شحنات الخام بلغت حوالي 240 ألف برميل يومياً”.
كما أكدت تقارير، أن الأسواق الإيرانية تشهد نقصاً حاداً في كميات السلع المستوردة، ومنتجات المواد الخام المصنعة بالخارج، والمهمة للصناعات الإيرانية الداخلية، حتى “حفاظات الأطفال” تراجعت كمياتها بالأسواق.
التقارير أوضحت، أن قيمة الريال الإيراني المتراجعة بنسبة 60% أمام الدولار الأمريكية أدت إلى رفع أسعار المنتجات الغذائية كالبيض واللحوم ومنتجات الألبان.
وتهدف واشنطن من خلال تلك العقوبات إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، والتمهيد لاتفاق نووي جديد يناسب تطلعات الرئيس ترامب.
الاقتصاد الإيراني الذي شهد تحسناً تدريجياً في 2015 بعد إبرام الصفقة النووية مع الدول الست (أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، تراجع مرة أخرى، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وتؤكد التقارير، أن النمو الاقتصادي في إيران تراجع إلى 3.7% في 2017 فقط، ما أشعل غضباً شعبياً ضد النظام الإيراني استمر قرابة عام كامل دون أن تستطيع طهران تلبية أدنى متطلبات المحتجين، بل ردعتهم بالنار والحديد. وفي 2018 تراجع الاقتصاد الإيراني إلى 3.9 بحسب تقرير صندوق النقد الدولي.
وعزت الدراسات انخفاض قيمة الريال الإيراني إلى مشاكل البلاد الاقتصادية، وارتفاع الطلب على العملات الأجنبية بين الإيرانيين الذي رأوا أن قيمة مدخراتهم تتآكل بعد أن أصبح الدولار الأمريكي يساوي 143 ألف ريال إيراني في السوق السوداء.
مصدر الصورة: Getty Images
اقرأ أيضا: