أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( محمد زهور – ترجمات)
في خضم إدارة حرب عالمية اندلعت رحاها بين دول العالم وفيروس كورونا المستجد، أجبر صانعو السياسة المالية على التصدي للنزيف المالي الحاد نتيجة للخسائر التي ضربت الأسواق العالمية، ومحاولة السيطرة على فوضى الأسواق التي عمت العالم، بالتزامن مع توسع رقعة انتشار الجائحة، عبر إطلاق قذائف “بازوكا” من قبل البنوك المركزية، في سياسة تدخل مالية وصفت بالأكبر عبر التاريخ.
ويوضح “جيم ماكورميك” في تقرير نشره موقع “NatWest Markets” المنبثق عن شركة “Royal Bank of Scotland Group plc” التي تقدم حلولاً لتمويل الديون وتقدم كذلك دراسات عالمية عن إدارة المخاطر المالية، أن دول العالم وصلت في الوقت الراهن إلى نقطة “الانحراف” في مواجهة كورونا، استنادا إلى بعض النقاط:
القدرة على تتبع معدلات الإصابة بكورونا:
منذ مطلع شهر مارس أذار الجاري، شهدت الأسواق العالمية خللاً كبيرا في التمويل، وبدأ سوق الائتمان في الانهيار، إلا أنه ومع مطلع هذا الأسبوع بدأت الأوضاع الاقتصادية بالتمحور بالتزامن مع القدرة على تتبع سلسة العدوى بين دول العالم، من خلال استخدام النمو “اللوغريتمي” كأفضل وسيلة لذلك، وهو ما يساعد الأسواق العالمية على التنبؤ بكميات الضخ اللازمة في أسواق الائتمان لمواجهة تصاعد الإصابات في بلد ما.
استقرار آسيا:
يرى ماكور ميك، أن تتبع مسار العدوى في دول آسيوية بدأ بالاستقرار، وهو ما سينعكس بطبيعة الحال على الأسواق في تلك البلدان.
أوروبا
على الرغم من أن كورونا عاث في إيطاليا فسادا، إلا أن معدل الإصابات وان كان مرتفعا للغاية إلى انه بدأ بالاستقرار، مع الإشارة إلى أن معدل الإصابات بأمريكا وباقي الدول الأوروبية مازال في طور الانحدار الشديد، وبالتالي فانه يتوجب على الأسواق أن تبدأ في تجهيز نفسها إلى حين استقرار معدل الإصابات للتأقلم مع الوضع الجديد.
مرونة السياسة العالمية
لا نبالغ إن تحدثنا عن سياسة جماعية ربما هي الأولى على مر التاريخ، تميزت بالمرونة في مواجهة “كوفيد-19” لخصها الباحث جيم ماكور ميك بالنقاط التالية:
لا مزيد من خفض أسعار الفائدة
يتوقع جيم ماكور ميك أن تكون دورة خفض أسعار الفائدة قد وصلت إلى نهايتها، وخاصة أن معدل السياسة العالمية وصل إلى ما يقارب الصفر.
الزيادة الأعلى في ميزانية البنك المركزي
بفضل الإجراءات الكبيرة التي اتخذتها البنوك المركزية العالمية لمجابهة الركود الناتج عن تفشي كورونا، يتوقع جيم ماكور أن تصل الميزانيات إلى مستويات قياسية. ويؤكد جيم أن التسهيل الكمي الجماعي (QE) الذي تم الإعلان عنه في الأسابيع القليلة الماضية سيصب لصالح شراء السندات من البنك المركزي ليتجاوز ذلك الذروة التي شهدها أوائل عام 2016.
الانفاق في مواجهة كوفيد-19 يساوي الانفاق خلال الأزمة العالمية
التسهيلات المالية التي تم الإعلان عنها خلال شهر مارس، كانت كبيرة للغاية مع وعود ذات مصداقية لزيادةها إذا لزم الأمر. ففي في الولايات المتحدة، تم تحديد الإنفاق على أزمة COVID-19 بمبلغ 8 مليارات دولار، وهو ما اعتبره البيت الأبيض كبيرًا جدًا.
في بريطانيا، سيكون الدعم المالي الذي تم الإعلان عنه بالفعل كبيرًا، على غرار البرنامج الذي تم تطبيقه في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008.
ويؤكد جيم أنه من خلال الجمع بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو، فإن التوقعات تشير إلى إمكانية أن تصل التسهيلات المالية إلى أكثر من 6% من الناتج الإجمالي المحلي، وهو ما يوازي على الأقل حجم برنامج الدعم خلال أزمة عام 2008.
تفاؤل بعد إطلاق قذائف بازوكا
ويختتم جيم تقريره بالتأكيد على ضرورة أن يركز المستثمرون على نقطة الانعطاف التي بدأت تشهدها الأسواق العالمية، فعلى الرغم من سوداوية الصورة التي تظهر لنا جراء توسع رقعة انتشار كورونا وخاصة في أوروبا وأمريكا، فإنه ينبغي التركيز ايضا على الدعم والسياسة الجماعية التي انتهجتها معظم دول العالم لاحتواء تصاعد تفشي كوفيد-19، وهي أسرع بكثير من الاستجابة التي تلقتها الأسواق العالمية عند أزمة 2008، مع التركيز أن البنك الدولي والبنوك المركزية حول العالم، ستطرح بدون أدنى شك حزماً جديدة من الدعم، مما يفسح أمالاً جديدة لمن يهمه أمر الاقتصاد حول العالم.
أقرأ أيضا:
كورونا يقتل أكثر من ألف في أمريكا ويصيب 70 آخرين