أخبار الآن | نيويورك – أمريكا (صحف)
بالتزامن مع وصول العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، ومع موجة جديدة من الغليان ضد بكين في هونغ كونغ، يواجه المسؤولون الصينيون أكبر مشكلة مرت على بلادهم منذ عقود، وهي إعادة الشعب الصيني إلى العمل، بعد تسريح ملايين العمال اثر تفشي فيروس كورونا مطلع العام الحالي.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن الأضرار التي لحقت بالحزب الشيوعي الحاكم في الصين يمكن أن تكون طويلة الأمد، وذلك لأن الحزب يستمد قوته السياسية من الوعود التي أطلقها بتوفير حياة أفضل للشعب الصيني، وهو الأمر الذي أصبح من الصعب تحقيقه بعد تفشي كورونا.
وترى الصحيفة الأمريكية أنه في الوقت الذي كانت الصين تواجه الفيروس التاجي، فإن ملايين العمال الذين لم يسرحوا من وظائفهم واجهوا نقصاً في الأجور، مع تدهور آفق المستقبل أمامهم. كما أن نحو 8.7 مليون خريج جامعي ينتظرون الحصول على فرصة عمل هذا العام.
وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية مع العالم، فإنه سيكون من الصعب تحقيق نمو عالمي حتى تعود الصين بالكامل إلى العمل.
وضمن حالة “عدم اليقين”، اجتمع القادة الصينيون في بكين الأسبوع الماضي، رافضين ما درجوا عليه عادة من تحديد هدف سنوي للنمو الاقتصادي، لكنهم كشفوا عن أهداف أخرى توضح بالتفصيل أكبر مخاوفهم، بما في ذلك محاولة خفض البطالة في المدن ومواجهة تضخم أسعار الغذاء.
وأقر الزعماء الصينيون بوجود مشاكل أوسع في قوة العمل، وهو الأمر الذي دفع رئيس مجلس الدولة الصيني “لي كه تشيانغ” إلى الإدلاء بتصريحات الإسبوع الماضي، استشهد فيها بالبطالة وكيف يعاني مئات الملايين من العمال من البطالة الجزئية.
ورغم تعهد كبار قادة الصين في نهاية هذا الأسبوع بـ “استخدام جميع الوسائل الممكنة” لخلق فرص عمل، إلا أن بعض تلك الخط لن يكون ذي نجاعة تامة لأنه يعتمد على خطط قديمة تتمثل بالإنفاق على الأشغال العامة، وتمويل الشركات غير الفعالة التي تديرها الدولة.
كما أن هذه التكتيكات أثبتت أنها أقل فعالية في السنوات الأخيرة، حتى عندما يتم دفع البنوك لإقراض الشركات الصغيرة وهم الفئة الأكبر من أصحاب العمل في الصين، فإن عبء الاقتراض لا يزال مرتفعاً للغاية بالنسبة للعديد من الشركات.
وتشير إحصاءات البطالة الرسمية الحالية في الصين – رغم عدم دقتها التامة – إلى عمق المشكلة بالنسبة للعمال الشباب، حيث بلغ معدل البطالة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عامًا ما يقرب من 14 بالمائة، أي أكثر من ضعف الرقم الرسمي للصينيين ككل.
ويشارك باحثون عبر منتديات على الإنترنت، مشاكل الشباب وإحباطهم، فعلى سببيل المثال، كتب أحد الأشخاص مؤخرًا على “Weibo”، وهي إحدى منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة في الصين: “أنا على وشك البكاء… إن العثور على عمل أمر صعب مثل العثور على صديق.”
ويستخدم الكثيرون كلمات مثل “ضائع” لوصف حالتهم الذهنية، وكتب شخص آخر: “لقد استنفدت جميع أنواع البرامج للبحث عن وظيفة”.
وخفض العديد من الشباب توقعاتهم بشأن الرواتب المتوقعة، ويختارون تركيز طاقتهم على إيجاد الأمن الوظيفي في شركة مملوكة للدولة. في حين أن الشركات الخاصة عادة ما تكون أكثر شعبية، إلا أن المنافسة على الوظائف بينها أصبحت شرسة.
ووفقا لمسح أجري مؤخرا من قبل “Liepin” وهي إحدى منصات التوظيف على 3000 من خريجي الجامعات، قال ثلاثة أرباع الخريجين إنهم يتوقعون أن يكسبوا أقل من 1100 دولار شهريًا، وهو واحد من أدنى نطاقات الرواتب في المسح.
أقرأ أيضا:
هدم منازل الإيغور في الصين.. جريمة تهدف إلى محو الأقلية المسلمة من الوجود