أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

هل كنت تعلم اننا نهدر نحو 35-50 % من الطعام المنتج عالميا ؟ للأسف هذه هي الحقيقة بحسب آخر الدراسات والبيانات والإحصاءات المتعلقة بهدر الطعام حول العالم ، والتي جاءت من موقع «The World Counts» اذ ذكر ايضا ان التكلفة السنوية لهدر الطعام تبلغ نحو تريليون دولار ، وبحسب ذات الموقع يبلغ كم الطعام المُهدر على سبيل المثال في شهر فبراير (شباط) الماضي نحو 50 طنًا من الغذاء ، بينما تبلغ نسبة الهدر في الوطن العربي 210 كيلوجرام لكل فرد سنويًّا !!
أرقام قد يتفاجئ منها البعض ويجدها كبيرة ، لذلك إهتمت الأمم المتحدة بأن يكون لهذا الموضوع وأهميتِه يوم دولي يحتفى به وهو التاسع والعشرون من شهر أيلول سبتمبر من كل عام .

اذ يعد الحد من فقد الأغذية وهدرِّها أمرًا ضروريًا في عالم يشهد ارتفاعًا بطيئًا في أعدد الجوعى منذ عام 2014، حيث تُفقد أو تُهدر أطنان كثيرة من الأغذية الصالحة للأكل كل يوم .

عندما يُفقد الطعام أو يُهدر، فإن جميع الموارد التي اُستخدمت في انتاجه — بما في ذلك المياه والأرض والطاقة والعمالة ورأس المال — تذهب هباءً . وفضلا عن ذلك، يتسبب التخلص من الفاقد والمهدر من الطعام في مكبات النِفايات إلى انبعاثاتِ غازات الاحتباس الحراري، مما يُفاقم من تبعات تغير المناخ.

وذلك هو السبب في اختيار الموضوع الأول لهذه المناسبة الدولية ليكون ”لنوقف فقد الأغذية وهدرها . من أجل البشر، ومن أجل كوكب الأرض“.

ويتطلب الحد من فقد الأغذية وهدرِّها اهتمام الجميع ومشاركتِهم ، إبتداء من منتجي الأغذية وأصحاب المصلحة في سلاسل التوريد الغذائي، مرورا بقطاع الصناعات الغذائية، وإنتهاء بتجار التجزئة والمستهلكين.

ايضاً جائحة كورونا المستجد كوفيد-19 تواصل إحداث فوضى على مستوى العالم، مما يولد تحديات كبيرة يمكن أن تؤدي إلى مخاطر على الأمن الغذائي والتغذية في العديد من البلدان . وتؤدي الاضطرابات في سلاسل التوريد الناتجة عن انسداد طرق النقل وقيود النقل وتدابير الحجر الصحي إلى زياداتٍ كبيرة في فقد الأغذية وهدرها، لا سيما المنتجات الزراعية القابلة للتلف، مثل الفواكه والخضروات والأسماك واللحوم ومنتجات الألبان.

ظهور جائحة كوفيد-19 ادى إلى نقص في العمالة الزراعية المهاجرة الموسمية وعمال النقل ، الذين واجهوا صعوبات في عبور الحدود . كما أدى إغلاق الكثير من صناعة الضيافة والمدارس إلى خسارة الأسواق للمنتجين ، مما جعل الوضع أكثر صعوبة. وكان التعامل مع مستويات نفايات الطعام في الأجزاء الأولية من سلاسل التوريد للمواد سريعة التلف والخضروات والحليب على وجه الخصوص ، أمرًا صعبًا بشكل خاص.

في نهاية سلسلة التوريد ، مع خوف المستهلكين من الشراء والتخزين ، تكافح المتاجر الكبرى ، التي غالبًا ما تكون مانحًا رئيسيًا لبنوك الطعام ، للحفاظ على أرففها ممتلئة وغير قادرة على التبرع بالطعام. ومع ذلك، فإن الكثير من الطعام الذي تشتريه الأسر قد لا يتم استهلاكه أبدًا ويمكن أن ينتهي به الأمر إلى التخلص منه كمخلفات طعام ، بسبب سوء فهم تحديد التاريخ والتخزين غير المناسب لهذه المواد الغذائية المنزلية.

إن هدر الطعام خلال جائحة كوفيد-19، مثير للقلق بشكل أكبر، مع الأخذ في عين الاعتبار أن بنوك الطعام في جميع أنحاء العالم المتقدم تتوقع زيادة كبيرة في الطلب ، بسبب زيادةِ عدد الأشخاص المتضررين مالياً بسبب ارتفاع معدلات البطالة. تواجِه بنوك الطعام عددًا من المشاكل التي تتراوح بين نقص الموظفين ذوي الخبرة، وعدم كفاية إمدادات الغذاء، وكذلك المواقع التي لم تُعَد مناسبة لتوزيع عبوات الطعام، بسبب إجراءات التباعد الجسدي.

اذاً نحن بحاجة إلى أن ندرك أهمية قضية فقد الأغذية وهدرِّها الآن أكثر من أي وقت مضى من أجل تعزيز وتنفيذ الجهود العالمية لحلها.