أخبار الآن | طهران – إيران
بعد يوم من هبوط حاد بلغه الريال، قال محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، إنّ الأنباء المرتبطة بخطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تهدف إلى “عزل النظام المالي الإيراني”، كان لها “أثر نفسي” على سوق الصرف الإيراني الأجنبي، وفقاً لما نقل “راديو فردا”.
وكان همتي أشار إلى ارتفاع أسعار العملات الصعبة بسوق “فوركس” في إيران، قائلاً إنّ الوضع أدّى إلى “هجمات منظّمة، وأحياناً بأهداف معينة، ضدّ البنك المركزي الإيراني”، فيما كانت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية قالت في وقت سابق، إنّ إدارة ترامب تدرس خطة لتضمين حزم جديدة من العقوبات من أجل تحقيق “عزل كامل” للاقتصاد الإيراني عن العالم الخارجي. وقالت مصادر مطلعة للوكالة إنّ واشنطن تدرس استهداف أكثر من عشرة بنوك وتصنيف القطاع المالي الإيراني بأكمله على أنّه محظور.
وبحسب الخطة، ستصنف الإدارة الأمريكية، القطاع المالي الإيراني بموجب الأمر التنفيذي 13902، الذي وقعه ترامب في يناير الماضي، لتضييق الخناق على قطاعات التعدين والبناء والصناعات الأخرى في إيران. وسوف يؤثر ذلك، ليس على البنوك فحسب، ولكن أيضاً على العاملين في تحويل الأموال، وكذلك على “نظام الحوالة” غير الرسمي الذي شاع استخدامه في إيران، بسبب القيود على نظامها المالي الرسمي جراء العقوبات الأمريكية.
وبعد ذلك، من المقرر أن تدرج الإدارة نحو 14 مصرفاً في إيران على القائمة السوداء، وكانت هذه البنوك استطاعت، حتى الآن، الإفلات من بعض القيود الأمريكية، وستفرض العقوبات على هذه المصارف في إطار ملاحقة الكيانات المرتبطة بالإرهاب، وبرنامج تطوير الصواريخ الباليستية، وانتهاكات حقوق الإنسان. وقالت بلومبرغ في تعليقها على العقوبات المقترحة، إنّها “ستؤدّي فعلياً إلى عزل إيران، التي سُحق اقتصادها جراء خسائر مبيعات النفط ومجالات التجارة الأخرى بسبب القيود الأمريكية الحالية”. وأضافت أنّ من شأن عزل إيران عن النظام المالي العالمي أن يؤدّي إلى “تقليص روابطها الشرعية القليلة المتبقية مع العالم الخارجي، وجعلها أكثر اعتمادا على التجارة غير الرسمية أو غير المشروعة”.
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أقر قبل أيام بأن بلاده خسرت 150 مليار دولار من الإيرادات منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين البلدين، الموقع عام 2015، وإعادة فرض العقوبات على اقتصادها، وطلبت واشنطن من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تفعيل بند “عودة العقوبات” الدولية على إيران، بعد عدم التزامها بالاتفاق النووي، وطلبت أيضا تمديد حظر السلاح عليها.
ويوم الخميس الماضي، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على مسؤولين وكيانات إيرانية، لانتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان، وعلى رأسهم القاضي الذي حكم بالإعدام في حق المصارع الإيراني الراحل، نافيد أفكاري.