كيف تضرر الحب من ارتفاع الأسعار؟
- دراسة تكشف أن 34% من أصل 70000 مستجوب أكدوا أن التضخم أثر على حياتهم العاطفية
- تسببت الأوضاع المالية المضطربة في الكثير من حالات الطلاق
في العديد من البلدان وصل معدل التضخم لأعلى مستوى له منذ عقود، ويعاني الناس من ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات.
في الولايات المتحدة، كمثال، ارتفعت أسعار الأغذية خارج المنزل بنسبة 7.7٪ في يونيو عن العام السابق، بينما ارتفعت أسعار المطاعم كاملة الخدمات بنسبة 8.9٪، وحتى أسعار المشروبات الكحولية ارتفعت بنسبة 4٪.
هذه الارتفاعات في العديد من الدول مثّلت ثقلاً على أطراف العلاقات، سواء المعجبين أو المرتبطين أو المتزوجين.
في دراسة تمت على 3000 مستخدم على أحد تطبيقات المواعدة الشهيرة، كان 41% يركزون اهتمامهم على تكاليف العلاقات مقارنة بالعام الماضي، وقال بعضهم إن تكاليف الارتباط أو الخطوبة تضاعفت شهريًا، وذلك وفقا لـ”بلومبيرغ“.
تكاليف التنزه
في العادة يصطحب الخطيب خطيبته للتسوق، أو الخروج لتناول الطعام، وكان ذلك يتم بمبلغ معقول.
لكن بسبب زيادة أسعار الوقود والمواصلات وأسعار المنتجات والمطاعم، أصبح العديد من المرتبطين يتهربون من هذه النزهات، وهناك من أجل الارتباط والخطوبة من الأساس حتى تستقر أسعار السلع والخدمات.
بحسب الدراسة، التي عرضتها وكالة بلومبرغ، فإن 34% من 70000 شملتهم الدراسة أكدوا أن التضخم أثر على حياتهم العاطفية.
الحب والمال
قالت آمي نوبيل، مدربة أساليب المواعدة بالولايات المتحدة، إن حتى زبائنها من أصحاب الثروات العالية، الذين يدفع الكثير منهم 15 ألف دولار لبرنامج مدته أربعة أشهر لتعلم كيفية المواعدة الصحيحة، يحاولون خفض التكاليف إلى النصف.
كما يسألها العملاء الذين ينفقون عادةً ما يصل إلى 150 دولارًا في التنزه مع أحبائهم، ما إذا كان بإمكانهم إنفاق 75 دولارًا أو أقل.
رغم أن نوبيل عادة ما تنصح زبائنها الذكور بتحمل التكاليف في أي خروجة مع زوجاتهم أو خطبائهم أو المعجبين بهم، إلا أنها تقول في الفترة الأخيرة يسألها العديد من الأشخاص عن نظام دفع التكاليف بالنصف، وهل يؤثر ذلك على صورة الرجل أمام المرأة أم لا.
وأوضحت نوبيل، “يشعر الناس بارتفاع الأسعار، بالنسبة لأولئك الذين يخوضون تجربة ارتباط طويلة، فإنهم يشعرون أنهم بحاجة فعلاً إلى مراقبة تدفق أموالهم”.
نزهات رخيصة
نتيجة لذلك، يبحث الناس عن خيارات أقل تكلفة، كما قال لوجان أوري، مدير علوم العلاقات.
أوري أوضح أن العديد من الناس أصبحوا أكثر انفتاحًا تجاه أنواع مختلفة من النزهات، بسبب وباء كورونا وعمليات الإغلاق، فالبعض يفكر في التنزه في الأماكن العامة، أو في الحدائق، بدلاً من الجلوس في المطاعم والكافيهات.
محور الحديث
نظرًا لأن العديد من الناس يشعرون بالضيق نتيجة التضخم، فإن محور الحديث في العديد من الخروجات أصبح عن الأوضاع المالية العامة، والوظائف، وقيمة العملة الشرائية.
هذا الحديث غالبًا ما يثير القلق في نفوس النساء، إذا كان الرجل في وضع مالي غير جيد ويواجه مستقبل غير مخطط وغير مبشر.
نتيجة لذلك، وخصوصًا في بدايات العلاقات، تنهار العلاقات سريعًا بسبب عدم اطمئنان الفتاة على المستقبل مع الرجل، الذي ليس متأكدًا من استمرارية التدفق المالي، أو كفايته، لحياته.
الأوضاع المالية المضطربة سبب الكثير من حالات الطلاق، وانفساخ الخطوبات، وتباعد المرتبطين، ولذلك يجب على طرفي العلاقة عدم الحديث عنها إلا إذا أضحت بلا حل، فيجيب وقتها المصارحة لكي يحدد كل طرف موقفه، أما إذا كانت اضطرابات عامة أثرت على الرجل ضمن ملايين من الناس، فلا داعي لإثارة القلق عنها.