عدد الوظائف الأمريكية الكبير قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي لزيادة الفائدة
- مؤشر التوظيف الأمريكي عاد لسابق عهده قبل جائحة كورونا
- “العمال بدوام جزئي”، ارتفع بمقدار 303 آلاف عامل موسميًا
أعلن مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة أن التوظيف في يوليو كان أفضل بكثير مما كان متوقعًا، متحديًا عدة إشارات أخرى على أن التعافي الاقتصادي يفقد قوته.
عاد معدل البطالة الآن إلى مستواه الذي كان عليه قبل وباء كورونا 3.5٪، وهو أدنى مستوى منذ عام 1969، على الرغم من أن معدل البطالة للسود ارتفع بمقدار 0.2 نقطة مئوية إلى 6٪.
وارتفع نمو الأجور أيضًا، حيث قفز متوسط الأجر في الساعة 0.5٪ للشهر و 5.2٪ عن نفس الفترة من العام الماضي
تساهم هذه الأرقام في زيادة التضخم، الذي أدى بالفعل إلى ارتفاع أسعار المستهلكين بأسرع معدل لها منذ أوائل الثمانينيات.
تقرير غير إيجابي
قالت كبيرة محللي الاستثمار في تشارلز شواب، ليز آن سوندرز: إن هذا التقرير جيد بالنسبة للاقتصاد، لكنه غير إيجابي من منظور السوق أو بنك الاحتياطي الفيدرالي.
كان رد فعل الأسواق في البداية سلبًا على التقرير حيث توقع التجار تحركًا مضادًا قويًا من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يتطلع إلى تهدئة الاقتصاد وخاصة سوق العمل الساخنة.
هذا النشاط القوي للتوظيف سيشجع مجلس الاحتياطي الفيدرالي على زيادة أسعار الفائدة بمعدلات مرتفعة مجددا، بعد أن رفعها الشهر الماضي بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي ضمن سلسلة زيادات تستهدف خفض معدلات التضخم التي وصلت لأعلى مستوياتها في أكثر من 40 عاما.
الوضع مستقبلاً
رغم أن مؤشر التوظيف الأمريكي عاد لسابق عهده قبل جائحة كورونا، إلا أنه كشف على أن المزيد من الأمريكيين يعملون بدوام جزئي ووظائف مؤقتة، مما قد ينذر بتحولات مستقبلية قوية في سوق التوظيف.
القفزة في عدد العاملين في وظائف بدوام جزئي لأسباب اقتصادية – عادة بسبب ساعات العمل المخفضة أو ظروف العمل السيئة أو لأنهم لا يستطيعون العثور على عمل بدوام كامل – تشير إلى عدم استقرار محتمل في المستقبل.
أفاد مكتب إحصاءات العمل أن عدد هؤلاء العمال، الذين يطلق عليهم “العمال بدوام جزئي”، ارتفع بمقدار 303 آلاف عامل موسميًا في يوليو إلى 3.9 مليون. يأتي ذلك بعد انخفاض حاد قدره 707 ألف في يونيو.
هؤلاء عمال تم تعيينهم مؤقتًا للحصول على عمل إضافي، وغالبًا ما يكونون أول من يتم الاستغناء عنه عندما يستعد أصحاب العمل لأوقات اقتصادية صعبة.
التأثير على العالم
كشف التقرير أن جداول رواتب القطاع الخاص في أمريكا أعلى الآن من مستوى فبراير 2020، قبل إعلان الوباء مباشرة، على الرغم من أن الوظائف الحكومية لا تزال كما هي.
إن إعلان عدد الوظائف القوي إلى جانب أرقام الأجور الأعلى من المتوقع إلى تدفع الاحتياطي الفيدرالي لزيادة الفائدة مرة أخرى في سبتمبر.
يتوقع الاقتصاديون أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بزيادة الفائدة 0.75 نقطة مئوية في الاجتماع المقبل، والتي ستكون ثالث زيادة على التوالي من هذا الحجم.
قال دانييل تشاو، كبير الاقتصاديين في موقع مراجعة الوظائف غلاسدور، إن هذا التقرير سيشجع الفيدرالي الأمريكي على هذه الخطوة، لأنه لن يخشى زيادة البطالة، لأن التوظيف مرتفع بالفعل.
هذه الزيادة ستؤثر على دول العالم، وتزيد التضخم في العديد من الدول، كما ستؤدي إلى انخفاض قيم العملات الضعيفة، نتيجة انخفاض احتياطياتها النقدية بسبب زيادة فاتورة الاستيراد من الخارج.
النتيجة السريعة
بعد نشر تقرير الوظائف مباشرة، تلقي الدولار دعما جديدا، وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي أمام سلة العملات الرئيسية بنحو 0.88%.
وفي الوقت نفسه، انخفض سعر اليورو أمام الدولار إلى مستوى 1.0183 دولار، كما انخفض الجنيه الإسترليني إلى 1.2073 دولار.
وقد تزداد هذه الفجوة مع رفع الفائدة المقبل في سبتمبر مرة أخرى، وستكون التأثيرات أكبر على العملات الأضعف.
ونتيجة هذه المخاوف، أغلقت الأسهم الأمريكية تعاملات نهاية الأسبوع على تراجع، فقد انخفض مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” القياسي بنحو 0.16 %، عند الإغلاق إلى 4145.19 نقطة، كما تراجع مؤشر ناسداك المجمع بنحو 0.50%، إلى 12657.55 نقطة.
وفي أوروبا، فقد شهدت مؤشرات الأسواق تراجعا جماعيا، حيث انخفض مؤشر “يورو استوكس 50” بنحو 0.78 %، ومؤشر “داكس” الألماني 0.65%، و”كاك” الفرنسي 0.63%، و”فوتسي 100″ البريطاني 0.11%.