الجمعة السوداء.. فرصة للمتسوقين أم حيلة للبائعين؟
- ظهر مصطلح “الجمعة السوداء” لأول مرة في عام 1869
في كل عام في نهاية نوفمبر، يكون هناك عروض تخفيضات الجمعة السوداء، أو الجمعة البيضاء كما تسميها بعض الدول الإسلامية.
الجمعة السوداء هو اليوم الذي يمكن للمتسوقين فيه العثور على أفضل الأسعار حول أي منتج تقريبًا، عبر الإنترنت وفي المتاجر، فتنخفض أسعار المفروشات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة التليفزيون والملابس وأدوات المطبخ.
يعتقد الكثير من الناس أنها تسمى بـ”الجمعة السوداء” لأن المتاجر تنتقل من العمل بخسارة أو من حالة ضعف، إلى جني الأرباح بشكل كبير، في حين أن هذا صحيح من الناحية الفنية، فإن أصول المصطلح أعمق بكثير.
أزمة مالية
تمت صياغة مصطلح “الجمعة السوداء” لأول مرة في عام 1869 عندما تسبب مستثمران أمريكان، جاي جولد وجيم فيسك، في انهيار السوق من خلال رفع أسعار الذهب.
نتيجة لذلك، انخفض سوق الأسهم بنسبة 20٪، وتوقفت التجارة الخارجية، وشهد المزارعون انخفاضًا كبيرًا في قيمة الذرة والقمح، وأفلس الجميع من بارونات وول ستريت إلى المزارعين.
يوم أسود على الشرطة
بعد ذلك بوقت طويل، في فيلادلفيا خلال أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، تم إحياء المصطلح واستخدامه للإشارة إلى يوم الجمعة الذي يأتي بعد عيد الشكر (الخميس الرابع من نوفمبر).
في هذه الفترة، بدأ ضباط الشرطة في فيلادلفيا في استخدام عبارة “الجمعة السوداء” لوصف الفوضى التي نتجت عن وصول أعداد كبيرة من سائحي الضواحي إلى المدينة لبدء التسوق في العطلة، قبل يوم من موعد إقامة مباراة كرة القدم السنوية بين الجيش والبحرية الأمريكية.
كانت الحشود الهائلة تتسبب في حدوث أزمات للشرطة، فعملوا في نوبات أطول من المعتاد وتعاملوا مع الاختناقات المرورية والحوادث والسرقة من المتاجر وغيرها من القضايا.
في غضون بضع سنوات، ترسخ مصطلح الجمعة السوداء في فيلادلفيا، لكن تجار المدينة حاولوا تجميله فقاوا بتسميته “الجمعة الكبيرة”.
مهرجان التسوق
لم يصبح هذا مصطلح “الجمعة السوداء” مرادفًا للتسوق حتى أواخر الثمانينيات، حين أعاد تجار التجزئة اختراع اسم “الجمعة السوداء” مع صياغة قصة درامية حوله، مفادها أن المحاسبين يستخدمون الأحبار الملونة: الأحمر للأرباح السلبية، والأسود للأرباح الإيجابية، للإشارة إلى ربحية الشركات.
أصبح يوم الجمعة الأسود هو اليوم الذي تحقق فيه المتاجر أرباحًا كبيرة.
تم نشر هذا الاسم عالميًا، ومنذ ذلك الحين، تطورت الجمعة السوداء من حدث يومي لحدث يستمر لأربعة أيام من الجمعة حتى الاثنين.
تفتح المتاجر مبكرًا في هذه الأيام حتى تستوعب أعداد المتسوقين القادمين لاستغلال العروض، حتى إن بعضها يفتح من الساعة الرابعة فجرًا.
مع الوقت بدأت العديد من المتاجر الإلكترونية والعادية في التخلص التدريجي من مفهوم الجمعة السوداء واستبداله بـ “بلاك نوفمبر”، حيث يأمل تجار التجزئة في الحصول على المبيعات طوال شهر نوفمبر بالكامل.
الجمعة البيضاء
بداية من عام 2014 انتشرت مهرجان الجمعة السوداء بالمتاجر الإلكترونية في العالم العربي، وكانت البداية من موقع أمازون، وتم تحويل لون الجمعة من الأسود للأبيض، اتساقًا مع خصوصية يوم الجمعة لدى المسلمين.
أصبحت الجمعة البيضاء، كموسم وليس يومًا واحدًا، أكبر موسم لتخفيضات الأسعار في المنطقة العربية، ويتم غالبًا خلال الأسبوعين الثاني والرابع من نوفمبر، وأحيانًا خلال شهر نوفمبر بأكلمه.