العملة الإيرانية تواصل الانهيار والدولار يحطم رقما قياسيا
- خسرت العملة الإيرانية نحو نصف قيمتها أمام الدولار الأمريكي
- انطلقت دعوات لسحب الأموال ورؤوس الأموال من البنوك وتحويلها إلى دولارات
- أدى تدهور العملة إلى تراجع القوة الشرائية للشعب الإيراني
سجل سعر الدولار في سوق العملات الصعبة بإيران أعلى مستوى له في تاريخه أمام العملة المحلية، متخطيا حاجز الـ39200 تومان. في وقت ألقى محافظ البنك المركزي الإيراني اللوم على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في انخفاض العملة إلى مستويات قياسية
جاء هذا الارتفاع بعد أسبوع من تصريحات وزير الاقتصاد الإيراني التي وصف خلالها مخاوف النشطاء الاقتصاديين من ارتفاع أسعار العملة الصعبة بسبب الاحتجاجات الراهنة بأنها “مخاوف عبثية”، ويأتي أيضا بعد وعود البنك المركزي بعودة أوضاع العملة الصعبة إلى طبيعتها خلال أيام
ومع بداية الانتفاضة الشعبية في إيران ضد النظام وفرض عقوبات جديدة دولية على طهران، بداية العام الحالي، خسرت العملة الإيرانية نحو نصف قيمتها أمام الدولار الأميركي
كما وانطلقت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لسحب الأموال ورؤوس الأموال من البنوك وتحويلها إلى دولارات، وهي حملات تهدف إلى إضعاف النظام الإيراني اقتصاديا.
وارتفع سعر الدولار خلال الأشهر الثمانية الماضية، بنحو 12 ألف تومان، وأدى إلى تراجع القوة الشرائية للشعب الإيراني وركود كبيرفي سوق السلع الأخرى، بما في ذلك الأجهزة المنزلية والسيارات.
حرب اقتصادية يقودها الشعب
وعن أسباب انهيار العملة الإيرانية يقول الصحفي الاقتصادي محمد عبدالحليم لأخبار الآن:” هناك أسباب عامة وخاصة منها ما يمر به العالم خصوصاً الحرب الروسية الأوكرانية التي دفعت العديد من العملات غلى الانخفاض، كما أن الحكومة الإيرانية تدعي أن الغرب يحاربها لإضعاف عملتها خلال المفاوضات، لكن على أرض الواقع الأسباب الفعلية لانهيار العملة هي الحرب الاقتصادية التي قادها الشعب الإيراني ضد الحكومة، من خلال تحويل المدخرات والأصول إلى عملات أجنبية، وحاولة إخراجها خارج البلاد، او إبقائها في المنازل من أجل تنفيذ حصار اقتصادي على النظام”.
وعن تعامل السلطات الإيرانية مع الأزمة يقول عبدالحليم: ” تعامل السلطات مع أزمة كان غريباً حيث تحدث الرئيس عن مؤامرة دولية لها عملاء في الخارج، ورئيس البنك المركزي هاجم المتظاهرين واتهمهم بتدمير الاقتصاد، أما الحركة العملية لإنقاذ العملة هو ضخ المزيد من الدولارات وحرق المزيد من الاحتياطي النقدي، وهذه المحاولة فشلت”.
ويكمل بالقول: “لجأت إيران إلى الصين وطلبت منها بعض من أموالها المجمدة بفعل العقوبات، لكن الصين رفضت واقترحت منحها قرضاً من أموالها مقابل السماح لها بإقامة مشروعات صينية داخل إيران، وهذا ما أثبته حديث المسؤولين الإيرانيين الذين تحدثوا عن توقيع شراكة لمدة 25 عاماً مع الصين لإقامة مشروعات داخل إيران”.
وعن مستقبل الاقتصاد الإيراني:” ينظر إلى إيران من الجانب الدولي على أنها دولة مارقة، ومن الدخل الشعب يفرض حصار اقتصادي ويحارب الحكومة مالياً وهذا يجعل من الصعب الخروج من الأزمة، كما أن الميزانية التي قدمها رئيسي تركز على زيادة الإنفاق العسكري لمواجهة ما قال إنه مؤامرة غربية، في مقابل التقليل من الاعتماد على النفط وزيادة الضرائب وهذا سيجعل العملة تنهار أكثر بسبب التظاهرات، وفي ظل الاوضاع الحالية قد يحصل انهيار اقتصادي كامل في إيران إن لم تتوصل البلاد إلى اتفاق مع المجتمع الدولي.”