زيادة صادرات أوكرانيا من "عباد الشمس".. كيف ستتأثر أسعار زيوت الطهي عالميًا؟

أدى الانخفاض الحاد في الصادرات من أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار زيت بذور عباد الشمس

ظلت الكثير من صادرات زيت بذور عباد الشمس في أوكرانيا محدودة بسبب الحرب، لكن المزارعين بدأوا يرسلون البذور الخام بدلاً من ذلك، من أجل العمل على استقرار السوق العالمية لزيت الطهي.

في يناير، صدرت أوكرانيا 347 ألف طن من زيت بذور عباد الشمس، بانخفاض حاد عن 612 ألف طن تم تصديرها في يناير 2022 قبل الحرب، وفقًا لبيانات من شركة سوف-إيكون للاستشارات الزراعية في البحر الأسود.

أدى الانخفاض الحاد في الصادرات من أوكرانيا، ثاني أكبر منتج في العالم بعد روسيا، إلى ارتفاع أسعار زيت بذور عباد الشمس وزيوت الطهي الأخرى في الأيام الأولى من الغزو الروسي حيث سارع المشترون للبحث عن بدائل.

في الأشهر الأخيرة، تجنب المزارعون الأوكرانيون طحن البذور في المنزل لصنع الزيت. وبدلاً من ذلك، فإنهم يرسلون كميات ضخمة من البذور غير المهروسة إلى المشترين الأجانب، الذين يقومون بمعالجتها بأنفسهم.

تضررت البنية التحتية للطاقة وسحق البذور في أوكرانيا بسبب الحرب، ولا تزال الموانئ المخصصة لتصدير زيت بذور عباد الشمس مغلقة بشكل أساسي.

سوق زيوت عباد الشمس

تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن تصل صادرات بذور عباد الشمس العالمية إلى 2.65 مليون طن في الموسم الزراعي 2022-2023، الذي يمتد حتى أغسطس، ارتفاعا من 1.62 مليون طن العام الماضي. شحنت كييف 191 ألف طن في 2020-2021، قبل الحرب.

قالت آنا بلاتونوفا، محللة أسعار البذور الزيتية في وكالة Fastmarkets البريطانية لتقارير الأسعار: “لقد أعاد الغزو الروسي لأوكرانيا كتابة التدفقات التجارية بشكل أساسي حول سوق عباد الشمس الشهير في البلاد” .

بمجرد تنظيفها، يتم طحن بذور عباد الشمس وضغطها من خلال مجموعة من البكرات أو المطاحن لاستخراج الزيت. يتم تكرير الزيت بالتسخين والإضافات الكيميائية لإزالة الشوائب قبل تعبئته وبيعه.

قبل الحرب، كان جزء كبير من هذه العملية يتم داخل أوكرانيا. الآن، يتم الاستعانة بمصادر خارجية للمهمة إلى الحد الذي أدى إلى استقرار سوق زيت الطهي العالمي الذي تضرر في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا .

تعرضت موانئ التصدير الرئيسية للقصف أو التهديد من قبل القوات الروسية، بينما قامت موسكو بحصار معظم الشحنات الزراعية، فارتفعت أسعار زيوت الطهي الأخرى، مثل زيت النخيل وزيت الكانولا، بشكل حاد وسط نقص في زيت بذور عباد الشمس الذي توفره أوكرانيا.

انخفاض الأسعار

تقول جمعية كسارات البذور ومعالجات النفط، وهي هيئة تجارية بريطانية، إن الإمداد الأكبر للبذور التي تخرج الآن من أوكرانيا عن طريق الطرق البحرية والبرية قد سمح لكسارات البذور الأوروبية بالمساعدة في تعويض فقدان الإمدادات من النفط الآتي من أوكرانيا، مما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار.

ساهمت أسعار زيت الطهي المرتفعة في زيادة تضخم الغذاء حول العالم من خلال زيادة تكلفة تحضير العديد من الأطعمة، سواء الأطباق المقدمة في المطاعم أو المواد الأساسية الجاهزة مثل رقائق البطاطس.

في أواخر مارس، بلغ زيت بذور عباد الشمس ذروته بأكثر من 2414 دولارًا للطن، في الآونة الأخيرة، انخفض ذلك بأكثر من النصف، إلى حوالي 1049 دولارًا للطن، وفقًا لوكالة الأسعار Mintec.

قال ديف غوشر، مؤسس شركة Wholly Veggie، وهي شركة كندية لإنتاج أطعمة الوجبات الخفيفة النباتية:  “لقد لاحظنا وجود جداول زمنية أقصر لسلسلة التوريد على زيت عباد الشمس، والتسعير مناسب مقارنة ببداية حرب أوكرانيا”.

 

بدأت الأسعار في الانخفاض بعد بدء التشغيل الناجح لممر الحبوب خارج أوكرانيا العام الماضي، فسمحت صفقة مدعومة من الأمم المتحدة للسفن المحملة بالمنتجات الزراعية بمغادرة بعض الموانئ الأوكرانية دون خوف من السفن الحربية الروسية. في حين شكلت الحبوب غالبية هذه الشحنات، بدأ مزارعو عباد الشمس في تحميل بذورهم على السفن أيضًا.

تضمنت صفقة الحبوب حتى الآن ثلاثة موانئ: أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني. قالت متحدثة باسم وزارة البنية التحتية الأوكرانية إن المسؤولين الأوكرانيين يسعون لإدراج موانئ أخرى، مثل ميكولايف، التي كانت في السابق مركزًا لتجارة زيت بذور عباد الشمس في أوكرانيا، في الاتفاق.

وينتظر الجميع تجديد الاتفاق هذا الشهر.